‘);
}

الخوف من الله

يقود الخوف من الشّيء الإنسانَ إلى تجنُّب خطرِه بما يُعطيه الله من قوّة؛ حيث يبتعد عنه وعمّا يُوصِل إليه، ويحاول الإنسان بطبيعته أن يبتعد عن كلّ شيء يُخيفه، ومقدار ابتعاد الإنسان عن الذي يُخيفه يكون على مقدار خوفه منه، فعندما يخاف الإنسان من المرتفعات فإنّه يبتعد عنها، وعندما يخاف من السُّرعة فإنّه يقود سيّارته ببُطء شديد، ولا يركب مع المُسرعين، ولكنّ الخوف من الله تعالى يقود الشّخص إلى التقرُّب إليه سبحانه وتعالى؛ لأنّه لن يجد مفرّاً من الله إلّا إليه، فما هو الخوف، وما هي أسبابه، ولماذا يخاف العباد الله، وكيف يخافونه؟

تعريف الخوف

الخوف لُغةً هو انفعالٌ في النَّفس، يَحدُثُ لتوقُّع ما يَرِدُ من المكروه أو يفوت من المحبوب.[١] وأسباب الخوف كما هو مذكور في التَّعريف؛ إمّا لمكروه يراه الإنسان، أو يسمع به، أو يتوقّعه، أو يشعر به؛ إمّا لخوفه من فوات نعمةٍ أو محبوبٍ، سواءً كان هذا المحبوب مادّياً، مثل: الصّحّة، والمال، والصَّديق، أو معنويّاً، مثل: الحنان، والرَّحمة، والذّكاء، فأيُّ محبوب أعظم من الله سبحانه وتعالى، وأيُّ مكروه أعظم من مكروهٍ حذَّر منه! فيظهر هذا الانفعال في النَّفس على الأعضاء والجوارح على شدّة تمكّنه في النّفس والقلب، فمَن يخاف الله يكفّ جوارحه عمّا يُغضبه سبحانه وتعالى، وتهتزّ أعضاؤه عندما يرى ما يُغضِبه سبحانه وتعالى.