‘);
}

نعيم الجنة

ذكر الله -تعالى- في كتابه الكريم، وورد عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- الكثير من الأحاديث الشريفة التي تصف جنّة الخلد؛ وفي ذلك ترغيبٌ للمسلم ليجتهد ويُقبل على طاعة الله ورضوانه؛ طمعاً في نيل هذ المنقلب الحسن العظيم، وممّا ورد في وصف الجنة في القرآن الكريم قول الله تعالى: (فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ*وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ*وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ*وَمَاءٍ مَّسْكُوبٍ*وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ*لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ*وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ*إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً*فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا*عُرُبًا أَتْرَابًا*لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ)،[١] وقال الله -تعالى- في موضعٍ آخرٍ: (فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ*لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً*فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ*فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ*وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ*وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ*وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ).[٢]

والجنّة كما ورد في السنة المطهّرة فيها ما لا يخطر على قلب بشرٍ من الوصف والتخيّل؛ لحُسنها وجمالها، يدخلها المؤمنون إذ يدخلون زمراً يمسك أحدهم بأخيه، وجوههم وضّاءةٌ على هيئة القمر ليلة البدر، يدخلون فيجدون الجنة مهيّئةً ومجمّلةً؛ فبناؤها لَبنة من ذهبٍ، ولَبنةٍ من فضةٍ، وملاطها المسك، الحصباء لؤلؤ ٌوياقوتٌ، والتراب من الزعفران، لا موت فيها ولا هرم، ولا مرض ولا تعب، ولا همٍ ولا حزن، الأنهار فيها جاريةٌ؛ نهرٌ من عسلٍ، ونهرٌ من خمرٍ، ونهر الكوثر، ونهر الماء، ونهر اللبن، الأشجار عظيمةٌ ظليلةٌ، يتقلّب فيها المؤمنون بنعيمٍ لا يفنى ولا يزول بالموت أو سواه، فإنّه بعد أن يحكم الله -تعالى- بين العباد يوم الحساب، يُؤتى بالموت على هيئة كبشٍ أملحٍ، فيوضع على الصراط أمام المؤمنين والكافرين فيعرفونه، ثمّ يُذبح الكبش، ويُنادى على أهل الجنة بالخلود وعدم موت، وعلى أهل النار بالخلود وعدم الموت، فهذه من أعظم النعم التي يتنعم بها المؤمنون؛ دوام النعمة وعدم الخوف من فقدانها.[٣]