‘);
}

الثقة بالله تعالى

إنّ الثقة بالله هي تفويض كلّ الأمور لله عزّ وجلّ، والتوكّل عليه في الحياة، والبذل في سبيل ذلك جميع الأسباب لتحصيل العبد على ما يريد، والدفع عن النفس كلّ مكروهٍ، ومن ذلك التقرّب إلى الله -تعالى- بالعبادات، وهي نوعان؛ الأول منهما عبادات الجوارح، مثل: الصلاة والصيام، والنوع الثاني العبادات القلبية، مثل: الثقة بالله، والتوكّل عليه، والرضا، فالثقة بالله -عزّ وجلّ- من العبادات القلبية، وهي من صفات الأنبياء والأولياء والصالحين، فإبراهيم الخليل -عليه السلام- لم تهتزّ ثقته بالله عزّ وجلّ، حيث كذّبه قومه، وألقوه في النار، فقال الله تعالى: (قُلنا يا نارُ كوني بَردًا وَسَلامًا عَلى إِبراهيمَ)،[١] فحفظ الله -عزّ وجلّ- الخليل إبراهيم، وأيّده بنصره، وجعل عاقبته النجاة، ولذا فيجب على الإنسان في أصعب الأوقات أن يكون واثقاً بالله عزّ وجلّ، ويحرص على طمأنينة قلبه لكلّ قضاءٍ يقضيه الله عزّ وجلّ، وهو بذلك يكون قد استغنى عن العباد والخلق غنىً لا فقر بعده أبداً، ومَن توجّه إلى الله -عزّ وجلّ- بقلبه كفاه الله كلّ الشرّ، فلا كفاية أعظم من كفاية الله عزّ وجلّ، فمن تحلّى بالثقة أكرمه الله -عزّ وجلّ- بجنة الدنيا، وهي الرضا، فهو مطمئن إلى أنّ الله -عزّ وجلّ- يراه، ومطّلع عليه، ولا يخفى عليه شيءٌ من الأمور، كما أنّ الثقة مطلوبة من النساء كما أنّها مطلوبة من الرجال، فأمّ موسى -عليه السلام- خير مثالٍ لكلّ المسلمات، فقد وضعت ابنها موسى -عليه السلام- في التابوت، وعملت على تسييره في البحر، حتى وصل إلى قصر الطاغوت فرعون، فتجلّت إرادة الله -تعالى- ليكون الطفل داعياً لفرعون، ويكون على يديه زوال ملكه، وجبروته من الأرضن وكان قضاء الله -عزّ وجلّ- في أن يرفض موسى -عليه السلام- جميع المراضع، ليعود إلى أمّه الصابرة، فتُرضعه، وتضمّه إليهان ليحصل بذلك الاطمئنان لقلبها، حيث قال الله تعالى: (فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ).[٢][٣]

كيفية تعزيز الثقة بالله تعالى

إنّ تعزيز الثقة بالله -عزّ وجلّ- يتحقق بمجموعةٍ من الوسائل، وفيما يأتي بيان البعض منها:[٤]