‘);
}

البراغيث

البرغوث حشرة صغيرةٌ عديمةُ الأجنحة تتغذّى على دم الحيوانات والطّيور، ويُعتبر البرغوث من الطفيليَّات لأنّه يعيشُ عالةً على أجساد الحيوانات أو على جسم الإنسان، فيجعلُ منها مأوىً له يسكنُ فيه، ويستفيدُ من دمائها كمصدرٍ لغذائه، وهو يُكثر التنقّل من جسمٍ إلى آخر، فينقلُ معه الأمراض ما بين حيوانٍ إلى آخر أو إلى الإنسان، وذلك بسبب كميّات البكتيريا الكبيرة التي يحمِلها معه من دماء الكائنات التي يتطفّل عليها، ويتغذّى البرغوث على دم الإنسان عن طريق مصِّ الدّم من الجلد بعد ثقبهِ بلسعةٍ قويّةٍ، وهو يُشبه في ذلك القمل إلّا أنّه أقلُّ تكيُّفاً واختصاصاً في وظائفه، وتُسبِّب لسعة البرغوث حكّةً قويّةً جدّاً تؤدّي إلى انتفاخٍ متوسّط – وأحياناً كبير – حسب حساسيّة الجلد، عدا عن ذلك قد تكون هذه الحشرات خطرةً جداً بسبب قُدرتها على نقل الأمراض ونشرِها بين النّاس، أو نقلها إليهم من الحيوانات، ومن أخطر الأمراض التي تنقُلها: الطّاعون، والتّيفوس أو الحُمّى النَمَشيّة.[١]

يُفضّل القضاءُ على البراغيث التي تعيشُ على الحيوانات، خصوصاً الأغنام والقطط والكلاب، وهذه الحيوانات عادةً ما تكون حول المنزل، ممّا يجعل من السهل على البرغوث القفز منها إلى الإنسان والاختباء في ملابسه ومن ثمّ التغذّي على دمه، ولا تُحبُّ البراغيث البقاء لفترةٍ طويلة على جسم الكائن نفسه، فهي تُفضّل الانتقال والقفزَ بصُورةٍ دائمة من حيوانٍ إلى آخر، وفي حال موتِ الكائن المُعيل لها فهي تتركُه لأنّه يفقدُ قدرته على تزويدها بغذائها، تشتهر هذه الكائناتُ بقوّة أرجلها، وقُدرتها على القفز لمسافاتٍ كبيرةٍ بالنّسبة لحجمها، فيُمكن للواحدِة منها القفزَ مسافةَ ثلاثين سنتيمتراً دفعةً واحدةً.[١]