
سيدتي الفاضلة، تحية طيبة وبعد، أنا سيدة حريصة كل الحرص على تنشئة أولادي تنشئة سوية بإذن الله.
فهم سيكبرون ويخوضون الحياة بمفردهم ولن أكون بجانبهم طوال العمر، لهذا فأنا دائمة المطالعة والبحث عن الطريق السليمة لذلك.
لكني مؤخرا أواجه مشكلة مع ابني صاحب الـ9 سنوات، هو أوسط أولادي، لاحظت عليه أنه كثير الانزواء.
ولا يلاعب إخوته ولا أترابه من الأطفال كثيرا، يتحسس من الانتقادات ويشتكي دوما من معاملة إخوته.
بالرغم من أنني ووالده نعاملهم على قدم المساواة، وأحرص كثيرا على أن يعاملوا بعضهم باحترام، كما لاحظت كرهه الكبير للمدرسة.
لأعلم من أصدقائه أنه توجه له دوما الملاحظات السلبية بطريقة قاسية نوعا ما.
لكن هذا الجانب نجحت في تسويته مع المعلمة والحمد لله، إلا أنني لا زلت خائفة عليه من عناده وحبه للعزلة.
فهل الأمر طبيعي في سنه؟، وكيف أتفهم شخصيته وأتعامل معه من فضلكم؟.
“أم علاء” من المدية
الجواب:
في البداية دعيني أشكرك على وعيك وشغفك الكبير في تنشئة أولادك على السلوك القويم.
وهذا إن دلّ على شيء إنما يدل على صلاحك كزوجة وأمّ ناجحة بحول الله.
في البداية اعلمي أنه من الطبيعي جدا أن يكون لابنك ردود أفعال تثير غضبه.
خاصة، إن لاقى انتقادا سلبيا من شخص كبير مثل ما فعلت معلمته، أو تصرف بريء من براءة مثله.
فالمعلمة أو شخص آخر يحاول أن ينتقص من قيمته، من شأنه أن يخلق لديه شعورا بالنقص.
مما يجعل بعض الأطفال ينعزلون ويهربون من الوقوع في مواقف محرجة.
وآخرون يبدون رد فعل عكسي عنيف لتبيان عكس ما قيل له، لذلك أنصحك سيدتي بالتقرب أكثر من ابنك.
عليك أن تتحدثي إليه وتحاولي التعرف على سبب عزلته، هل إحساسه بالنقص تجاه الآخرين أم الخجل.
ففعّلي عامل التحاور داخل الأسرة وادمجي فيه جميع العناصر الأسرية.
استعملي أسلوب عدم التفضيل بين أطفالك حتى لا تخلقي جو الغيرة والتنافس بينهم، وازرعي فيه الثقة في النفس.
وسوف تجدين نتائج إيجابية بإذن الله.


