كيف تتخلص من العادات السيئة بصورة نهائية؟

هل حاولتَ مرةً وفشلتَ في التخلص من عادة سيئة؟ ليست المشكلة في كونك ضعيفاً أو أنَّ العادة السيئة متجذرة؛ فالحقيقة أنَّك ربما استسلمتَ بسرعة. يتطلب التخلص من عادة سيئة 66 يوماً، لذك سنذكر لكم في هذا المقال مراحل تشكل العادات السيئة وكيفية التخلص منها.

Share your love

وجد باحثون في جامعة “يونيفرسيتي” (University College) في لندن أنَّ تشكيل عادةٍ جديدة يتطلب 66 يوماً، وبالمقابل، طالما أنَّ المرء لم يصِل إلى مرحلة الإدمان، يتطلب التخلص من عادة سيئة 66 يوماً أيضاً؛ ولكن قبل أن تتمكن من تشكيل الدافع للالتزام طول هذه المدة، عليك أن تعرف كيف تتكوَّن العادة السيئة أولاً.

تتشكل وتتعزز العادات السيئة من خلال “حلقة العادة” (Habit loop)، حيث يبدأ الأمر من خلال حدثٍ يثير قيامك بتصرُّف غير مرغوب، فقد يدفعك التوتر مثلاً إلى تصفُّح موقع “فيسبوك” (Facebook) لمدة ساعة، أو أكل كيس من رقائق البطاطس للتخفيف من حدَّته؛ فالحدث هو الأمر الذي يدفعك إلى البدء بهذا السلوك، أما الخطوة الثانية فهي السلوك بحد ذاته، حيث يُشجِّعك دماغك للقيام بهذا العمل غير المرغوب به.

حلقة العادة

أما الخطوة الثالثة –وهو الأمر الأكثر أهميةً– هي المكافأة، حيث سيعود عليك السلوك بمكافأة من نوع ما، وليس بالضرورة أن يكون أمراً جيداً أو ذكياً، ولكن يعني فقط أنَّ هذا السلوك يعود عليك بمردود يحبه دماغك، ويساعدك تخفيف مشاعر الضغط عن طريق تصفُّح “فيسبوك” على نسيان مشكلاتك لوقتٍ قصيرٍ أو تأجيل القيام بعمل لا تريده، كما نعلم لذة المكافأة التي تنتج عن تناول الوجبات السريعة، والنتيجة النهائية هي أنَّ هذه المكافأة ستزيد من احتمال تكرار السلوك.

وعندما تكرره مرات كافية، ستتحول حلقة العادة إلى أمرٍ لا إرادي لدرجة أنَّك لن تفكر عند القيام به، وبدلاً من اتخاذ قرار واعٍ لتأجيل أعمالك، ستبدأ بتصفُّح “فيسبوك” حالما تجلس في مكتبك للعمل، أو ستتناول رقائق البطاطس حالما تشعر بالتوتر.

وفور دخول العادة نطاق الفعل غير الإرادي أو التلقائي، سيصبح من الصعب التخلي عنها، وربما هذا هو سبب فشلك في الصمود 66 يوماً للتخلص منها.

قد تبدو الـ 66 يوماً فترةً طويلة، ولكنَّها تتألف من مراحل عليك اجتيازها لتسريع العملية وتقصير المدة.

الأيام 1-10، “مراجعة نفسك”:

يكون من السهل في معظم الأوقات تحديد أي العادات تسبب المشكلات في حياتك، وهي غالباً تلك التي تستمر في الظهور في تقييمات الأداء أو تثير الخلافات مع شريكك، وحالما تُحدِّد العادة التي يجب تغييرها، يكمن التحدي الحقيقي في فهم مسبباتها، وهذا الأمر أصعب مما يبدو عليه خصوصاً إذا تجذَّرَت العادة لدرجة القيام بها دون إدراك، ولكن إذا فكَّرتَ في الأمر ملِيَّاً، فستصل إلى أصل المشكلة، فقد تكون العادة هي حصولك على مخالفات مرورية بسبب السرعة بشكل متكرر، وقد يكون السبب أنَّك تقود بسرعة عندما يكون مزاجك مُعَكَّراً من العمل، أو ربما تأكل كثيراً عندما تتوتر، فتُسَهِّل مراجعة نفسك وتحديد مصدر العادة التخلص منها، وتجعل الأمر ممكناً. وإذا اخترتَ أن تبحث في صميمك، فستمنحك الأيام العشرة الأولى من محاولة التخلص من العادة السيئة نظرةً ثاقبة إلى مصدر هذه العادة.

الأيام 11-40، “إخبار الجميع بأنَّك ستُغيِّر العادة”:

يُعَدُّ تحمُّل المسؤولية أمراً جوهرياً للتخلص من العادات السيئة، ففي هذه المرحلة عليك أن تنشئ شبكة مساءلة من خلال إخبار الجميع عن تلك العادة التي تحاول التخلص منها، وكلما أخبرتَ عدداً أكبر من الأشخاص، زاد احتمال إعادتك إلى مسارك في حال استسلمتَ، فأخبِرهم أنَّك تريدهم أن يُعبِّروا عن رأيهم، وتذكَّر أنَّك قد تضطَّر إلى تذكيرهم مراراً، حيث إنَّه من السهل لهم النسيان والتراجع، كما هو الحال بالنسبة إليك.

الأيام 41-66، “تجنُّب مسببات انتكاستك”:

مع اقترابك من خط النهاية، كن جاهزاً لارتكاب بعض الأخطاء، فالجميع يقع في هذا الفخ، واحرِص على تجنُّبك مسببات هذه الأخطاء، فمن الأفضل أن تتجنب أي موقفٍ مُحرِّض إذا كان من المحتمل أن تنتكس بسببه حتى تشعر أنَّك تخلَّصتَ بشكل نهائي من العادة السيئة، وعادةً ما يكون الفرق بين النجاح والفشل في التخلص من عادة سيئة هو قدرتك على منع المحفزات من مفاجأتك في مرحلة متأخرة من العملية عندما تشعر أنَّك تخلَّصتَ من العادة.

اليوم 67، “مكافأة نفسك”:

بالطبع ستقول إنَّ التخلص من العادة السيئة هو مكافأة بحد ذاتها، ولكن لِمَ لا تستغل الفرصة للاحتفال؟ ولكن لا تحتفِل من خلال ممارسة العادة التي تعبتَ للتخلص منها، كما يجب أن تستثمر الفرصة لتُراجع نفسك وتبدأ في التخلص من عادة سيئة أخرى.

في الختام:

دعنا نخبرك أنَّك لستَ ضعيفاً أو غبياً أو كسولاً إذا واجهتَ صعوبةً في التخلص من العادات السيئة، فهنالك العديد من العوامل النفسية التي تؤدي دوراً يجعل العملية أصعب، إلا أنَّ العلم الذي يُفسِّر صعوبة التخلي عن هذه العادات يُوفِّر طريقةً مدعومةً ببحوث وتجارب، فعليك التركيز على عادة واحدة كل مرة، كما يجب اتباع هذه الخطوات والجدول الزمني المرافق لها لتزيد من فرص نجاحك.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!