كيف تتخلّص من أغراضك غير الضرورية دون أن تشعر بالندم

يتواجد في المنازل الاعتيادية في معظم بقاع الأرض، أكثر من 300000 غرض. إنّ 1 من كل 10 أشخاص يستعينون بخدمات التخزين الخارجي (في الدول التي تقدم هذه الخدمة) على الرغم من أنَّ حجم المنازل قد تضاعف في السنوات الخمسين الماضية. فما هي تلك الأغراض؟ وما هي الطريقة الصحيحة للتخلص من الفوضى التي تسببها كل تلك الأغراض.

Share your love

لعلَّ السؤال التالي هو أول ما تبادر إلى ذهنك عندما قرأت ذلك الرقم: “يا إلهي.. ما هي تلك الأغراض؟” ولا نلومك في هذا، فقد يبدو لك ذلك الرَّقم خارج حدود المنطق. فأنَّى لمثل ذلك العدد من الأغراض أن يتواجد في أيِّ منزل؟ إلا أنَّ الأمر يأخذ أشكالاً عدَّة:

  • ألعاب أطفالنا القديمة.
  • الملابس التي لم نعد نستخدمها، أو التي لم تعد على مقاسنا.
  • المسامير والبراغي وما شابهها من أدوات الصِّيانة.
  • الكتب والمحاضرات الجامعية (وحتى كتبنا المدرسية للمرحلة الثانوية أو الإعدادية التي نحتفظ بها كنوعٍ من الذكرى). هذا عداك عن القرطاسية.
  • الأغراض التي تربطنا بها ذكرى عاطفية؛ مثل التذكارات والهدايا وملابس عزيزٍ قد رحل عنَّا لسببٍ أو لآخر.
  • ناهيك عن الأقراص المدمجة للأغاني وألعاب وبرامج الحاسوب، وما شابهها من أغراض لا يزال الكثيرين منا يحتفظ بها لسببٍ لا يعلمه إلا الله!!

وتستمر هذه القائمة وتطول…..

يميل الناس إلى الاحتفاظ بكثيرٍ من الأغراض لأنَّهم يعتقدون أنَّه سيأتي يوم ما تكون فيه هذه الأغراض مفيدة أو ذات قيمة، وهو ما قد يتطور إلى حالةٍ متطرفةٍ تدعى “وسواس التَّكديس القهري”.

قد يصح ذلك الأمر بدرجةٍ أو بأخرى. فهذه الأغراض -سيما تلك التي تربطها بك ذكريات عاطفية- هي ليست بقمامة. لكنَّ القضية تكمن فيما لو كانت هذه الأغراض مفيدةً لأصحابها أم لا.

ليس من السَّهل البدء بإزالة الفوضى التي تسببها تلك الأغراض، والتَّعامل مع كل غرضٍ منها. إذ يواجه معظم الناس هذه المشكلات الثلاث، عندما يحاولون تحديد مدى فائدة أي غرضٍ يمتلكونه:

  1. التَّأكيد على الحاجة إليه في المستقبل، أو المبالغة في ذلك.
  2. التقليل من أهمية مساحة التخزين التي يتطلبها ذلك الغرض وما يترتب عليها.
  3. تجاهل كلفة التخزين (إن كانت مأجورة؛ مثل خدمات التخزين الخارجي).

لكن إليك كيف تُخرِجُ نفسك من هذا المأزق.

معادلة التَّخلص من الفوضى:

أفضل اسمٍ مختصرٍ لهذه المعادلة هي هيكلية “RFASR”، وهي على الشكل التالي:

  1. حداثة الاستخدام (Recency): متى كانت آخر مرة استخدمت فيها ذلك الغرض؟
  2. تكرار الاستخدام (Frequency): كم مرة تستخدم فيها ذلك الغرض؟
  3. كلفة شراء غرضٍ جديدٍ مماثل (Acquisition cost): ما مدى صعوبة أو كلفة اقتناء مثل ذلك الغرض؟
  4. كلفة تخزين الغرض مادياً أو معنوياً (Storage cost): ما مقدار المساحة وتكلفة الصيانة التي يتطلبها ذلك الغرض؟
  5. كلفة إصلاح أو استبدال الغرض (Retrieve cost): ما هي تكاليف إصلاح الغرض أو استبداله عندما يبلى؟

عندما تسأل نفسك هذه الأسئلة، اربطها بهذه المعادلة:

R (قليلة) + F (قليلة) + AC (قليلة) + SC (مرتفعة) + RC (مرتفعة) = لا يستحق عناء الاحتفاظ به.

مثالٌ على ذلك:

إنَّ السيناريو النموذجي للتخلص من الفوضى بالنسبة لكثيرٍ من العائلات؛ هو التَّخلص من الثياب. والذي يُطَبَّق غالباً على هذا الشكل:

  1. حداثة الاستخدام (Recency): لقد ارتديت تلك الثيابَ لآخر مرة منذ أكثر من عامين.
  2. تكرار الاستخدام (Frequency): حتى في ذلك الوقت، لم أقم بارتدائها كثيراً.
  3. تكلفة شراء ثياب جديدة (Acquisition Cost): يمكنني طلب ثيابٍ جديدة عبر الإنترنت في غضون خمس دقائق.
  4. كلفة التخزين (Storage Cost): تَشغُلُ تلك الثياب 3/4 خزانتي.
  5. كلفة الإصلاح أو الاستبدال (Retrieve Cost): لا يمكن اصلاحها أو استبدالها، فقد مرَّ عامان على آخر مرة ارتديتها.

في مثل هذه الحالة، عليك أن تتخلص من الملابس. فهي لن تضيف لك أي قيمة أو فائدة في المستقبل.

إذا كان أحد تلك الملابس (أو أيِّ غرضٍ كان) يرتبط بذكرى ما؛ كأن يكون هدية من شخص عزيزٍ على قلبك، فحاول أن تتذكر هذا: عندما تم إهداؤك إياه، فقد حقًَّق بالفعل الغاية الأساسية منه. لكن بعد مرور عامين أو أكثر، يصبح عبارةً عن قطعة ثيابٍ تشغل مساحةً في خزانةِ ملابسك وتسبب لك المزيد من العبء، ويجب التَّخلص منها. وهو ما لا يُنقِصُ من قيمة ومعزَّة ذلك الشخص على قلبك.

على الرَّغم من أنَّ تلك المعادلة يمكن أن تساعدك على التَّخلص من الأغرض التي قمت بجمعها سلفاً، وتساعدك على تحديد ما إذا كان عليك جمع الأغراض أو شرائها؛ فهناك دائماً معضلة تتمثّل في تفوّق رغبتك بشراء غرضٍ ما، حاجتك الفعلية إليه.

للقضاء على ذلك الشعور؛ تمهَّل لمدة أسبوع قبل القيام بعملية الشراء تلك. وفي خضمِّ ذلك الأسبوع، فكر في هذه المعادلة، وقارنها مع مدى رغبتك وحاجتك إلى ذلك الغرض. وإن قررت أن تبتاعه في نهاية المطاف، فتخلص من غرضٍ واحد في منزلك بالمقابل.

إنَّ “استبدال غرضٍ بغرض” هي قاعدة بسيطة نسبياً في هذه الحالة.

الميزة الإضافية لعملية التَّخلص من الفوضى:

تفوق القيمة الحقيقية لمعادلة التَّخلص من الفوضى كُلاً من توفير المال وزيادة المساحة؛ وتتعداها إلى توفير طاقتك الذهنية. إذ يوجد قدر هائل من الطاقة العقلية التي يتم صرفها على تنظيم وتنظيف الملابس والأغراض القديمة، أو حتى تهيئة نفسك للقيام بذلك.

كما يوجد أيضاً قدرٌ كبير من الطاقة الذهنية المرتبطة بتجاهل ما عليك القيام به، وهو تكتيك شائع لأولئك الذين يعانون من الفوضى.

فكِّر في هذا: إذا قمنا بإعطائك ورقة بيضاء في منتصفها نقطة سوداء كبيرة، وقلنا لك: “لا تفكر في هذه النقطة”، فسوف يتعين عليك أن تحاول جاهداً ألَّا تفكر فيها. إنَّها لطاقةٌ كبيرة لتُنفَقَ على محاولة عدم التَّفكير في نقطة.

ذات الأمر يسري على جعل منزلك في حالةٍ جيدة. فأنت تعرف سلفاً حجمَ الفوضى الموجودة فيه. وتدرك الحاجة إلى التَّخلص منها. لكنَّك مع ذلك، لا تزال تجد وسيلةً لتجاهلها أو المماطلة بالقيام بذلك، وهذا ما من شأنه أن يُقلِّلَ انتباهك ويحرِفَ أولوياتك بعيداً عن المكان الذي ينبغي لها أن تكون فيه.

أفضلُ طريقةٍ لإعادة التَّركيز على ما يهمك والتَّقليل من الملهيات؛ هي تطبيق هذه المعادلة بشكل متكرر. وبذلك سيكون لديك منزل مليءٌ بالأغراض التي تعجبك أولاً، وذات قيمةٍ ثانياً. وهو ما يعتبر نصراً كبيراً يحسب لك في عملية التَّخلص من الفوضى.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!