كيف تتعاملين مع دخول سن الثلاثين بأريحية ودون مشكلات؟

هل أنتِ على أعتاب سن الثلاثين ولا تريدين الدخول لو كان الأمر بيدك؟ حسنًا.. في المقال التالي ستجدين ما قد يجعلك تتعجلين الدخول إلى الثلاثين من عمرك وما عليكِ سوى قراءته لتعرفي كيفية التعامل مع هذه الفترة.

Share your love

مع دخول سن الثلاثين بالنسبة للفتيات يصبح الأمر مرعبًا بشكل فائق التخيل، والأمر عند الفتيات يكاد يكون هوسًا لا يتخيله الرجال الذين يدخلون الثلاثين بأريحية شديدة ودون مشكلات فكيف يمكن للفتيات أيضًا أن تهدئن الأعصاب وتمتاز بتلك الأريحية عند توديعهن عشرينيات عمرهن ودخول الثلاثينات بخطى ثابتة؟ وما هي المميزات التي تميز سن الثلاثين والتي تجعله الأفضل بين كل المراحل العمرية التي يمكن أن تمري بها؟ هذا هو موضوع مقالنا التالي.

[wpcc-script src=”https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js” defer]

الثلاثين سن النضج

بعد فترة المراهقة قبل العشرين وما بعد المراهقة من التخبط والتيه والتي لا زالت شخصيتك المراهقة تؤثر فيها وتلقي عليها ظلالها وبعد كل الصدمات التي تلقيتِ إياها في العشرينيات، كل الخيبات والهزائم والمواقف السيئة، كل هذه التجارب كانت تعدك للأفضل دائمًا، كانت تهيئك للوصول للنضج الذي يحتوي عليه سن الثلاثين بشكل سليم، وتبيان الطريق الذي يمكنك المشي فيه بسهولة، لا يمكنك أن تنخدعي مرة أخرى لأنك أخيرا قد وصلتِ للنضج المناسب لكي تكملي الحياة بمشقة أقل، حيث أصبحت الحياة بالنسبة لك مثل شخص مشى في هذه الطريق عشرات المرات حتى حفظت قدميه بشكل تلقائي أماكن الحفر والمطبات أما قبل سن الثلاثين فبمثابة شخص يتحسس خطاه للسير في مكان للمرة الأولى وهو لا زال مظلم وضبابي.

الجمال الحقيقي في سن الثلاثين

قد تظنين أن الجمال يعرض عنك في سن الثلاثين لأن ذروة الجمال في العشرينيات ولكن ما لا تعرفينه جيدا أن الجمال الحقيقي في الثلاثينات، الجمال العشريني أو قبله جمال مراهق يجهد العين رغم أنه قد يمتعها لكن لا يجد له أثر في النفس أو الروح بينما الجمال الثلاثيني جمال ناضج، جمال اكتمل واستوى تماما حد التوهج، لذلك لا تظني أن الأمور المظهرية البحتة تقاس بالعمر، قد تبدين في الخامسة والثلاثين أجمل من فتاة في السابعة عشر رغم الهرمونات التي تعيد تشكيل جسدها بشكل صعب الاستيعاب لأن جمالك الثلاثيني جمال هادئ ورائق، لا تنظري للمراهقات الصغيرات كما لو كانوا أجمل منكِ، بل على العكس.. اجعلي البنات الصغيرات يتحرقن شوقًا لليوم الذي سيصبحن فيه في نفس عمرك حتى يحظين بجمالك وأنوثتك.

الآن يمكنك أن تحظي بفرصة ارتباط ناضجة

بعد كل الانجراف العاطفي البحت والارتباط القائم على الانفعال الشعوري، كل العلاقات المشوهة التي كنتِ تقحمين نفسك فيها مع أشخاص غير مناسبين على الإطلاق ولكن بدافع الحب الأعمى والعاطفة غير المبررة الآن تصلين للسن الذين تستطيعين فيه اقتناص فرصة ارتباط قائمة على التفاهم العقلي، قائمة على التكامل والدعم، قائمة على السوية النفسية، لا تحتاجين لشخص يفرض عليك شروطه ويملي عليكِ أوامره ولا تحتاجين لشخص تخنقينه بغيرتك أو تسودين عيشته من كثرة شكواك من إهمالك وعدم اهتمامه بكِ، الآن تفهمين العلاقات بشكل أنضج، تقيمين الأمور بعقلانية، تنظرين للأمور بموضوعية، لديك خبرة أكثر وتستطيعين تمييز الحقيقي من المزيف، سن الثلاثين باختصار متعة التعامل مع الحياة بنهج الخبير، كلما مرت عليكِ مواقف ستبتسمين بثقة لأنك جربتِ كل هذه الأمور من قبل.

الرؤية أمامك أوضح

عزيزتي، هل تذكرين التخبط والتيه الذي كنتِ تشعرين به مرحلة العشرينيات خصوصًا في بداياتها، هل كنتِ تشعرين بالضياع بعد التخرج وتنظرين لمستقبلك بإحباط ويأس؟ هل كنتِ لا تدرين أين ستذهبين ولا كيف ستذهبين وتنالين الكثير من الدموع والآهات لأنك قليلة الخبرة منعدمة المهارات ولا تدرين أي مجال يمكن أن يجتذبك أكثر، وأي طريق السير فيه بالنسبة إليك ممهد أكثر؟ عزيزتي لابد أن كل هذا قد انتهى الآن لأن في سن الثلاثين الرؤية أمامك أكثر اتضاحا، لا زال هناك الكثير من الأمور بالطبع لم تظهر بشكل جلي ولكنها لم تعد أكثر إرهاقا من ذي قبل، الآن تعرفين ما هي الطريقة التي يجب أن تسيرين بها في حياتك، أي معتقد يجب أن تؤمني به وأي أفكار يجب عليك تبنيها؟ الآن أصبح لديك منظومة شاملة لتسيير حياتك قابلة للتحديث بالطبع وإعادة النظر، لكن أي شيء أفضل من هذا في سن الثلاثين بل في أي مرحلة عمرية في حياتك؟

لديك القاعدة المعرفية بالفعل التي تؤهلك لقيادة حياتك

بعد ما علمته لك الجامعة وعلمه لك العمل وعلمته لك تجارب الحياة وعلمته لك المساقات الذاتية التي أردت بنفسك الاطلاع عليها والتبحر فيها، أصبح لديك القاعدة المعرفية التي تجعلك تفهمين على الأقل أكثر من غيرك في شيء واحد، أصبح لديك تلك القاعدة التي بسببها يأتِ الناس إليك كي يستفسرون عن أشياء يجهلونها، هذه القاعدة المعرفية أفضل في العمل وفي تحديد المجال الذي ستعتمدينه كمهنتك، المجال الذي ستبرعين فيه، وطريقة إدارة الأمور في عملك وفي حياتك وكيف تصلين لمنازل عليا في حياتك العملية والشخصية، القاعدة هذه التي تضم النظري والعملي على حد سواء ربما تكون ثروتك الأهم في الحياة والتي تبدئي في الشعور بقيمتها فعليا عند تجاوزك سن الثلاثين والنظر للمرحلة السابقة من حياتك كمرحلة جمع واطلاع وتأسيس.

تصفية معارفك وصداقاتك

هل تذكرين مرحلة الثانوية وأصدقاء الثانوية؟ هل تشعرين وعودك لهم بأنك ستظلين صديقة لهم طوال عمرك؟ هل تبقى منهم أحد بالفعل الآن؟ أصلا هل لديك الرغبة في التواصل مع أي منهم؟ هل تذكرين مرحلة الجامعة وانفتاحك نسبيا على شرائح أكثر كما وكيفًا؟ هل تذكرين المعارف الكثيرة التي قمتِ بتكوينها في تلك المرحلة أو حتى ما بعد التخرج مباشرة؟ ربما سوف تعدين أكثر من مائة اسم في ذاكرتك، من تبقى منهم؟ ربما اثنين أو ثلاثة؟ أعتقد أنكِ تكتفين بهم بالفعل ولا تريدين زيادة.. أليس كذلك؟ هذه هي قيمة سن الثلاثين، عمل تصفية لأصدقائك، كل شخص ستجتذبه دوامة الحياة وستغرقه المشاغل، لكن من بين كل هذا لن يبقى إلى جوارك إلا من يكون حريصًا بشكل كامل على التواصل معك وإبقاء علاقته بك متصلة، وأنتِ تعرفين بالطبع أن صديق واحد وفي خير من ألف من المعارف الذين يشبه وجودهم عدمه.

استقلالية واعتماد على النفس

أعتذر لو كان كلامي جارحا، ولكن الاعتمادية التي كنتِ تنتهجينها من قبل وشعورك بأنك لن تستطيعين إدارة حياتك بنفسك وتذليل العقبات التي تعترضك وتحتاجين لمن يذللها لك ويمهد لك الطريق أصبحت بعد سن الثلاثين لا شيء، بمعنى؟ أنك أصبحتِ أكثر وعيًا بأنه ما حك جلدك مثل ظفرك وأنك أنتِ الصديق الأوفى لنفسك، ولن يستطيع أحد القيام بمهامك مثلما تقومين أنتِ بها، لذلك ستتجهين نحو الاستقلالية والاعتماد على النفس أكثر لإيمانك الكامل بأن هذا هو ما ينبغي عليكِ فعله.

قادرة على التحكم بمشاعرك بشكل أفضل

مثلما قلنا من قبل أنكِ في سن الثلاثين تستطيعين الآن التحكم في مشاعرك وتتجنبين الاندفاع العاطفي أو الانجراف بمشاعرك نحو الهاوية، تستطيعين الآن تحكيم عقلك في الأمور، لا يعني هذا تنحية عواطفك جانبا والتحول إلى شخصية جافة وقاسية بل المقصد أنك أصبحتِ لديك القدرة على إدراك وتمييز الموقف أمامك والأداة المناسبة لسياقه، بمعنى لا يمكن أن تحكمي عاطفتك في موقف يستلزم منك التعامل معه بعقلانية ولا يمكنك الالتجاء للموضوعية في موقف عاطفي بحت، أي أنك ستفكرين في الأمور بأدواتها وحسب سياقها ومن ثم نظرتك للأمور أكثر عقلانية ولا تستجيبين للابتزاز العاطفي أو محاولات الإحراج باسم العاطفة والمشاعر واللعب على أوتار أحاسيسك الهشة لتحقيق مصالح على حسابك.

الزواج ليس كل شيء

ربما قبل وصولك إلى سن الثلاثين كنتِ تحسبين أن الزواج هو كل شيء وأن ثمرة الحياة هو أن تعيشين مع الشخص الذي تحبينه في منزل واحد وتنجبان الأطفال وتربيانهما وغير ذلك من هذه الأمور الحالمة الرومانسية، ولكن ستعرفين أن الزواج ليس كل شيء، وأن الزواج مرحلة من المراحل عليكِ أن تمري بالكثير من المراحل قبلها وأنه على قدر ما ينطوي على الرومانسية يجب أيضًا أن نتحلى ببعض العملية فيه فندرك أن التفاهم مناسب للزواج أكثر من الحب والمودة أهم من مشاعر الشوق، والدعم أهم من قصائد الحب الشكلية.

الزواج أيضًا ليس نهاية المطاف

مثلما قلنا في الفقرة السابقة أن الزواج ليس كل شيء فهو أيضًا ليس نهاية المطاف وليس معنى أنك تزوجتِ أن تزهدي في الكون بأكمله، لا زال لديك الكثير لتفعلينه، الزواج مرحلة من المراحل يجب ألا تتوقفي عندها وعليكِ أن تعلمي أن مراحل الحياة محطات وعمرك كالقطار يمر في كل محطة فلا تدع القطار يفوتك وتتعثر في إحدى المحطات دون أن تكمل للباقي.

لا يهمك أن تلفتي النظر بل يهمك الرضا عن نفسك

من صفات الإناث قبل سن الثلاثين أنها تحب أن تظل مثيرة وجميلة وتلفت نظر الرجال إليها وتسير فترى الأعين تتابعها أينما حلت، وفي مقابل ذلك يمكن أن تتكبد العناء والمجهود الكبير ولا تستطيع حتى أن تثق في نفسها ثقة كاملة إن أعرض عنها شخص لم ينظر إليها أو لم يحدثها بالغزل والإطراء، أما بعد سن الثلاثين فأصبح من أولوياتك رضاكِ أنتِ عن نفسك، لم يعد يهمك أن تصبحي لافتة نيون تجذب انتباه السائرين، ولكن يهمك أنت تصبحي إنسانة واثقة في نفسها وراضية عن مظهرها كل الرضا.

وقتًا أطول من التأمل والصفاء الذهني

ربما النضج الذي قمتِ باكتسابه مع مرورك من سن الثلاثين أصبح يأتِ ومعه رغبة شديدة في التأمل والتفكير في الأمور الوجودية وفي العالم ككل وتكوين نظرة شمولية له بعد أن كنتِ تتفاعلي مع الأحداث اليومية وتهتمي بأحاديث العلاقات السطحية ومناقشة الأشخاص، مما جلب إليك المزيد من الصفاء الذهني ونقاء الروح والقدرة على التفكير بشكل أكثر نفاذا إلى حقائق الكون ودهشة الوجود.

القراءة الواعية والانتقائية

ربما قديما كنتِ تحبي أن تقرئين الكتب كي يقال عنكِ أنك قارئة، كي تبدين مميزة ومختلفة بين أصدقائك، كي ترسمين شخصية الفتاة المثقفة ففي سبيل ذلك كنتِ تقرئين الكتب أيا كان مؤلفها وأيا كان مجالها وربما لا تفهمين نصف الكتاب ولكنك تقرئين رغم ذلك حتى تضيفين فقط الكتب هذه إلى رصيد قراءاتك، ورغم أن هذا الأمر له جانب إيجابي أيضًا لكنك بعد سن الثلاثين ستصلين للقراءة الواعية والانتقائية حيث ستعرفين ما هو المجال الذي عليك القراءة فيه والذي تستمتعين به فعلا وتقرئين لأنك تحبين القراءة، فحسب.

خاتمة

سن الثلاثين ليس شبحا عليك أن تخافين منه، بل عليكِ أن تحبينه أكثر وليس عليك أن تتوقفين لتتأملين مسيرتك بل عليكِ أن تبدئي أن تعيشي حياتك وتكتشفي ذاتك من جديد ولكن بشكل أكثر احترافية.

Source: ts3a.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!