كيف تتعامل مع تغيّرات الحياة المفاجئة؟

إنَّ تقلُّبات الحياة أمرٌ لا مناص منه، لكن عندما تتقبَّلها بنفسٍ راضية يغدو ذلك سهلاً؛ وفي حال أظهرت امتعاضك، فقد تكون النتائج غير مرضية. على كلِّ حال، إليكَ ما ينبغي فعله عندما يخترق التغيير حياتك ويجبرك على التكيُّف معه.

Share your love

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن تجربةٍ شخصية للمؤلفة “كريمة مارياما آرثر” (Karima Mariama-Arthur)؛ والذي تحدِّثنا فيه عن كيفية التعامل مع تقلبات الحياة ومواجهتها.

بلا ريب، لعلَّ منظورك ورؤيتك لتلك التغيُّرات هو جُلُّ ما يؤثِّر في مدى تقبُّلك لها وتفاعلك معها؛ هل سيعود عليك هذا الحال بمردوداتٍ سلبيةٍ أم إيجابية؟ هل سيكون تحدياً، ويسبب لك بعض المصاعب والقلق؟ أم سيكون له دوره في جعلك متيقظاً طيلة الليل، ومستيقظاً منذ بزوغ الفجر وأنت على أهبة الاستعداد لمواجهة فترةٍ جديدةٍ في حياتك؟

على كلِّ حال، إليكَ ما ينبغي فعله عندما يخترق التغيير حياتك ويجبرك على التكيُّف معه:

1. تعامل مع التغيير على أنَّه أمرٌ معتادٌ وطبيعي:

إنَّ إنكارك لوجود التغيير لن يثبِّط عزيمته هو، بل عزيمتك أنت؛ لذا عوضاً عن رفضك له، تقبَّل ذلك المسار الجديد والتغيير وتأثيره في رحلة حياتك. في محورٍ جديد ولافتٍ للانتباه مضمونه أنَّ فيروس الكورونا يخيم على مستقبلنا، والذي طُرِح في برنامج (TED Talk)؛ قامت خبيرة الصحة العالمية “آلانا شيخ” (Alanna Shaikh) بمشاركة رؤاها وتطلُّعاتها حيال هذا الوباء بطريقةٍ صريحةٍ وواضحة، حيث أكَّدت أنَّ تجربتنا وحالنا هذا ليس مريباً، وأنَّه من الصعب الهروب من الوجوه المتعددة لهذه الأزمة، وبإمكاننا بكلّ بساطةٍ أن نعترف بنقاط ضعفنا وندرك تأثيرها في النظام الاقتصادي العالمي. بكلّ شفافيةٍ، هذه هي الخطوة المنطقية الأولى في مواجهة أيِّ طارئٍ جديد، والولوج في طريقك نحو الأمام.

2. اسبر مشاعرك حيال هذا التغيير:

بينما تعيش في تخبّطٍ وحيرةٍ حيال معرفة اهتماماتك ورغباتك، فإنَّه لمن الضروري أن تجلس مع نفسك لتكوِين رؤيةٍ واضحةٍ عن كلِّ ما يحدث؛ فعندما تدرك فعلياً مشاعرك وتعرفها، سترى كلَّ شيءٍ بوضوحٍ وتتخذ أفضل القرارات التي تحتل الأولوية الأكبر بالنسبة إليك. إنَّ صعوبة التغيير لوحدها قد تكون أكبر مشتتٍ لتركيزك، وقلَّما نختلي بأنفسنا ونكتشف عمق ذاتنا ومشاعرنا العاطفية، والتي تتضمن إدراك النفس والتحكُّم بها.

عندما تحدِّد أولوياتك بينما تواكب التغيير، تضمن بذلك راحتك على الصعيد العاطفي والذهني.

3. كن على أهبة الاستعداد لمواجهة التغيُّرات:

لعلَّ جُل ما يساعدك وييسر لك الطريق هو أن تخطو خطىً واثقةً وفي مكانها، وكلَّما كان ذلك في وقتٍ أبكر تنجح أكثر. يتطلَّب منك التحضير لذلك أن تسأل نفسك بعض الأسئلة الجوهرية، أوّلها: أين أنت الآن؟ وإلامَ ترنو بينما تتخيَّل نفسك في الوضع الجديد؟ وماذا سوف تحتاج؟ وما هي التضحيات والتنازلات التي ستُقدم عليها؟ وكم يتطلَّب ما تقوم به من وقت؟ هل أنت بحاجةٍ إلى الدعم بغية الحصول على مبتغاك؟

اجعل كلَّ شيءٍ واضحاً -الخطط والاستراتيجيات وما إلى ذلك- فهذا ما سيعينك في التصدي لجميع العقبات في طريقك للنجاح؛ وبعد ذلك، ومن دون أيِّ تردد، باشر العمل والتنفيذ.

4. اعتمد على شبكة الدعم الخاص بك، أو أوجد واحدةً جديدةً:

تذكَّر أنَّه لا يتوجب عليك أن تواجه كلَّ شيءٍ بمفردك، فقد يكون التعامل مع التغيير مرهقاً، لكن سيتضاعف ذلك عندما تكون لوحدك؛ وبدلاً من استعراض عضلاتك المزيفة، تواصل مع من هو أهلٌ لدعمك، أي: الأناس الذين هم على استعدادٍ دوماً لمدِّ يد العون إليكَ متى شئت. أليس لديك فريق دعم؟ إذاً، لمَ لا تُنشِئ واحداً؟ فذلك ليس بعسيرٍ. تخيَّل التفاعلات والاتصالات التي يمكنك اكتشافها، وكثرة الفرص عَقِبَهَا.

5. كن ممتناً وفخوراً بنفسك في كلِّ خطوةٍ تخطوها:

يعدُّ التغيير -وهذا أمرٌ مؤكدٌ- عملية كَرٍّ وفَرٍ، ولها إخفاقاتها ونجاحاتها. في بعض الأحيان، تشعر وكأنَّك في أعلى القمم ولا يمكن لأيِّ شيءٍ أن يعترضك ويعيق تقدُّمك؛ وأحياناً أخرى، قد ينطفىء وهج ذلك الإحساس؛ لذا عندما يكون الحال كهذا لا تؤنِّب نفسك، بل انتهز فرصتك في المُضِيّ قُدُمَاً، حتَّى وإن لم تكن في أفضل حال، وتذكَّر دوماً أنَّ يوماً سيئاً لا يستلزم فقدان الأمل وإنهاء ما بدأته؛ فلعلَّه فرصةٌ لتراجع حساباتك وتبدأ من جديد.

بغض النظر عن التغيير الذي يلفُّ حياتك، عليك أن تضع في عين الاعتبار أنَّك ستنتصر لا محال. وفي نهاية المطاف، لرُبَّ محنةٍ في طياتها منحة، وما عليك إلَّا أن يكون صدرك رحباً لتقبُّل كافة التقلُّبات والتغيُّرات.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!