للأسف عصبية الوالدين لا تنتهي أبدًا ولا تتوقف ومن كان عصبيا في صغره لن يصبح أهدأ عندما يكبر بل على العكس سيزداد عصبية، لذلك يجب عليك أن تتعامل بمنتهى الحذر والهدوء مع عصبية الوالدين وأن تتجنب التصادم معهم لأنهم في النهاية والدك ووالدتك ولا يمكنك أن تتعامل معهم مثلما تتعامل مع أي شخص آخر، لذا في السطور التالية سنتحدث عن عصبية الوالدين وكيف يمكنك التعامل معها في السطور التالية.
الأب العصبي
الأب العصبي يكون عصبي منذ الطفولة وربما تتذكر الوقت الذي كان يصرخ فيه في وجهك أو يعاملك بعنف، حمدًا لله أنك لم تنشأ بنفسية مشوهة أو بأعصاب منهارة بسبب العصبية.
معاملة الأب العصبي
يجب التعامل مع الأب العصبي بشكل هادئ والأب عادة يحب أن تمتدحه وتقدره وتحترمه وتجله أمام الناس، بهذا تكسبه وتقمع عصبيته بالهدوء واللين والحكمة بالطبع.
الأم العصبية
الأم العصبية ربما تميل لشيء من التحكم والسيطرة نوعًا ما وربما كانت ترسم في ذهنها تصور لتعاملها مع أبناءها لم تستطع مقاربته ولذلك لجأت للعصبية كرد فعل انفعالي منها.
معاملة الأم العصبية
الأم العصبية أيضًا امرأة تريد حنانًا ودلالاً، الحنان والدلال هما مفتاحك للتعامل معها ويجب عليك إرضاءها بأي شكل، والآن سنتحدث عن كيفية التعامل مع عصبية الوالدين بشكل عام.
إشعارهم أنك تسعى نحو إرضاءهم
يوجد منطق لدى الوالدين دائمًا أنك ابن عاق ومستهتر ولا تفعل سوى الذي تراه جيدًا ولمصلحتك وتضرب بوالديك وبرأيهم وبرغباتهم عرض الحائط وهذا بالطبع قد لا يكون صحيحًا على الإطلاق ولكنهم يشعرون بذلك لدرجة أنهم يتأكدون مع تجاهلك لهم بسبب عصبيتهم أنك تفعل ذلك بالفعل والأفضل لك ولهم أن تتحدث معهم وتتحدث حول سعيك نحو إرضاءهم قدر الإمكان وأنك قد تفعل شيئًا لا تحبه لأن ذلك سبيلا لإرضائهم، ركز جيدًا على هذه النقطة الآباء والأمهات يشعرون أنهم ضحوا كثيرًا من أجل أبنائهم حتى إن لم يكونوا قد فعلوا شيئًا على الإطلاق وحرموا أنفسهم من أشياء عديدة في سبيل راحتك وسعادتك وآن الأوان كي ترد لهم جزء من هذه التضحية وتحرم نفسك من السعادة سنوات عدة وأنت في ريعان شبابك من أجلهم، أعتقد أن هذا المنطق يفسر سر وقوفهم المستمر في وجه أي قرار تأخذه سيسعدك ويجبرونك على أشياء أخرى لا تحبها بدون سبب معلن، هذا كله مفهوم بالطبع.
الإكثار من التواصل الجسدي بينكم
أكثر من تقبيل يدي أمك وأبيك، عصبية الوالدين يمكن مداواتها ببعض الحنان، الاحتضان والتقبيل للوالدين يجعلهما أكثر هدوءًا وذلك لأنهم يشعران أنك تخاف عليهم فعلا وتريد لهم الخير وتسعى نحو إرضاءهم والأكثر من ذلك تحبهم، جزء كبير من عصبية الوالدين تجاه الأبناء شعورهم العميق بعدم وجود فائدة لهم بعد أن كبر الأبناء وأصبحوا أكثر نضجًا وتحملوا مسئولية أنفسهم فيشعرون أن دورهم انتهى ولم يعد الأبناء في حاجة لهم وبالتالي لم يعودوا يحبونهم أو يهتمون بهم وربما لو مرضوا فإنهم لن يجدوا من يحملهم أو يعتني بهم، هذا رعب شديد لدى الوالدين حاول احتواءه وتفهمه.
صنع أشياء لهم دون أن يطلبوها منك
من علامات الحب أو إظهار الحب أن تقوم بفعل شيء للشخص الذي تحبه دون أن يطلبها منك لأنه لو طلبها منك تعتبر إسداء لخدمة وليست محبة، لذلك لإظهار حبك لوالدك ووالدتك عليك بإحضار أشياءهم دون أن يطلبوها منك والقيام على خدمتهم دون أن يطلبوا منك وصنع أشياء بسيطة لهم حتى إن كانت كوبًا من الشاي أو فنجان من القهوة دون أن يطلبه أحد منك، نزهة بسيطة تجعلهم يفرحون ويسرون لأجلك، لن ترى عصبية الوالدين مرة أخرى، سر عصبية الوالدين يعتبر تقنية دفاعية عما يتخيلونه هم من عدم اهتمامك بهم وعدم حبك لهم بعد كل ما فعلوه من أجلك، وهذا ما يجعلهم دائمًا بهذه العصبية التي تهيئ لهم أنهم طالما صاحوا وصرخوا في وجهك سيخوفونك كي تحبهم وتهتم لأمرهم.
الإكثار من امتداحهم أمام الناس
يحب دائمًا الوالدان أن تمتدحهم أمام الناس حتى يشعروا أنهم أنجبوا من يحفظ كرامتهم ويعي بقدرهم وقيمتهم ومكانتهم بين الناس لذلك يحب أبوك وأمك أن تمتدحهم، يجب عليك أن تمتدحهم ولا تقلل من شأنهم ولو حتى على سبيل المزاح في أي وقت كان وأمام أي شخص، بل يجب عليك أن تقوم بإرساء مديحهم هذا كورد يومي تقوم بقوله صباح ومساء إذا استلزم الأمر، بالوعي بقدرهم هذا ستتراجع عصبية الوالدين أمام ما يروه من امتداح لهم ووعي بقدرهم وقيمتهم أمام نفسك وأمام الناس.
الاعتراف بفضلهم باستمرار
عودة مرة أخرى لرعب عدم تقدير ما فعلوه من أجلك وهذا ما يثير عصبية الوالدين ضدك أما إن كنت ستعترف بالجميل ويملأك العرفان والاعتراف بفضلهم عليك فهذا له شيء آخر يجعلك دائمًا محط ثقة لدى والديك وتجعل نبرة العصبية هذه تنهار لأنك ابن بار يعترف بفضل والديه الاستثنائي، وقد يكون كل الآباء والأمهات فعلوا مع أبنائهم ما فعلوه معك ولكن رغم ذلك هم يرونه استثنائي ولم يفعله أحد غيرهم بالتالي يجب أن تؤمن أنت أيضًا أنه استثنائي تمامًا ولم يسبق له مثيل على الإطلاق من قبل.
إفهامهم أن أي شيء يصب في مصلحتهم في النهاية
عند اتخاذ قرار لك لا تحاول إفهامهم أنك ستكون سعيدًا عند تنفيذ هذا القرار، بل التف حول القرار بحيث تقنعهم أن القرار يصب في صالحهم وأنك لا تسعى نحو سعادتك أنت والاستقلال بقرارك الشخصي بمعزل عنهم لترى ما هو المناسب لك ولحياتك وتفعله – لا سمح الله – بل على العكس أنت تفعل أي شيء من أجل سعادتهم هم ورضاهم هم حتى إن أتى ذلك على حساب تعاستك أنت فليس في ذلك مشكلة أنت ستتحمل وتضحي من أجلهم وتتخذ هذه القرارات التي تسعدهم وترضيهم، عصبية الوالدين ستنتهي مع اقتناعهم بهذا، المهم أن يكون لديك وسائل الإقناع اللازمة لذلك.
التعامل بهدوء شديد مقابل عصبية الوالدين
لا يحب الوالدين العصبية مقابل العصبية حتى إن صاحوا في وجهك وصرخوا فيك وأهانوك وسبوك ولعنوك فأنت يجب ألا ترد عليهم على الإطلاق لأن ردك عليهم يعني عدم احترام لهم، لذلك عصبية الوالدين تعامل معها بهدوء، بهدوء شديد، أولاً هذا لمصلحتك لأن العصبية التي تصدرها أنت سيكون ردهم عليها مزيدًا من العصبية والصدمة لأنك تستفزهم وتتعصب عليهم، ثانيًا ستعلمهم أن الهدوء هو ما سيأتي بنتيجة معك لأنك شخص هادئ والعصبية لا تستفزك على الإطلاق ولا تثيرك أبدًا، لذلك التعامل بهدوء مقابل العصبية هو الحل الأمثل للتعامل مع عصبية الوالدين.
خاتمة
عصبية الوالدين من الأمور التي يجب التعامل معها بحكمة وحنكة وذكاء وهدوء لأنك مجبر على العموم عليها ولا يمكنك تجاهلها وإهمالها لأن ذلك سيأتي عليك أنت بمزيد من العصبية لذلك يجب أن تحاول أن تديرها بذكاء وحكمة قدر المستطاع.