كيف تتعلم بسرعة أكبر باستخدام حلقة التغذية الراجعة؟

التعلم جزء أساسي من الحياة، وكما يقول المثل: "عندما تتوقف عن التعلم، تتوقف عن الحياة"؛ فلكي تكون منجزاً في عملك وحياتك المهنية، فأنت بحاجة إلى التعلم، فهو خير علاج للاكتئاب الذي يرافقك في مسيرتك المهنية. فما الذي يمكن أن يساعدك إذاً في تقويم استراتيجيات التعلم خاصتك وتعديلها عند الضرورة؟ إنَّها حلقة التغذية الراجعة.

Share your love

إنَّ التعلم مهارة يعتيَّن عليك صقلها طوال حياتك، وإذا كنت ترغب في إتقان أي معرفة أو مهارة، فأنت بحاجة إلى تعلم كيفية التعلم؛ فدون عملية تعلم فعالة، قد ينتهي بك الأمر إلى تكرار أساليب التعلم نفسها دون أي تأثير كبير في نموك وتطورك الشخصي.

ستستمر في الحصول على وقت محدود في أثناء تقدمك في مسار حياتك المهنية؛ فما الذي يمكن أن يساعدك إذاً في تقويم استراتيجيات التعلم خاصتك وتعديلها عند الضرورة؟ إنَّها حلقة التغذية الراجعة.

ما هي حلقة التغذية الراجعة؟

إنَّ حلقة التغذية الراجعة عملية يُقدِّر فيها المتعلم المعلومات المتعلّقة بأدائه ويستفيد منها لتحسين جودة طرائق التعلم أو أسلوبه، وفيما يأتي تفصيل لهذا التعريف:

  • المتعلم: ينصب التركيز على ما يمكن للمتعلم أن يفعله بدلاً من التعليقات، حيث يمكن للمتعلم أن يحصل على التغذية الراجعة ذات الصلة من قبل العديد من الأطراف، وتشمل هذه الأطراف المعلم والمتعلم والأنظمة الآلية.
  • التقدير: يعدُّ التقدير نكسة كبيرة في تصميم التغذية الراجعة؛ فكيف نقدر فكرة ما أو نفهمها؟ وما هي المهارات المطلوبة من قِبل المتعلمين للتعلم؟ وما هي خصائص العملية التي تعزز التقدير الكافي أو فهم المعاني؟
  • المعلومات: ما نوع التغذية الراجعة أو المعلومات المرتبطة بالمتعلمين؟ هل هي فردية، أم مفصلة، أم شخصية، أم مصادر متعددة؟ وهل هي موجهة نحو المَهمَّة، أم التفكير؟
  • الأداء: هل يجب أن تكون التغذية الراجعة وفقاً لأداء منفرد أم كلي؟
  • التأثير: كيف يقيس المتعلم تأثير التغذية الراجعة؟
  • الجودة: تركز تفاصيل التغذية الراجعة على التحسين؛ فما المعيار؟

الغرض من حلقة التغذية الراجعة هو إنشاء تقدم في التعلم، وهذا ما سيحدث في جميع المجالات.

كيف تُنشِئ حلقة تغذية راجعة؟

يمكنك تنظيم التغذية الراجعة باتباع الخطوات أدناه:

1. تحديد الأهداف والنتائج:

حدد أهدافك التعليمية، ومستوى الكفاءة الذي تطمح إلى تحقيقه، ومتى ترغب في اكتساب الكفاءات. يمكنك استخدام تقنية الأهداف الذكية “سمارت” (S.M.A.R.T) في ذلك.

تذكر أنَّ الأهداف إشارات ذهنية تخبرك بالاتجاه الذي تريد أن تسلكه، وأنَّ النتائج هي الغايات؛ لذا حدد نتائج أنشطة التعلم خاصتك لاتخاذ قرارات حكيمة بشأن ما تنوي تعلمه، وكيف ستتعلمه (التعليم عبر الإنترنت، أو التعليم الذاتي، أو التعلم في الفصل الدراسي)، ولماذا ترغب في التعلم.

2. البدء من العناصر البسيطة إلى المعقدة:

التوقعات غير الواقعية هي التحدي الأكبر الذي يدفع المتعلمين إلى الاستسلام، فإذا كنت لا ترغب في الفشل قبل أن تبدأ، ابدأ بالعناصر البسيطة بدلاً من القفز مباشرة إلى المفاهيم المعقدة.

توشك على الفشل عندما تتخطى أصغر مفهوم وتتولى مهمات تعليمية جديدة مع توقع إكمالها في إطار زمني قصير؛ لذا ضع إطارات زمنية واقعية إذا كنت لا تريد أن تشعر بالإحباط، أو الإرهاق أو دفع نفسك إلى الجنون.

تذكر دائماً مفهوم “كايزن” الياباني -مفهوم يدعو إلى اتباع نهج تدريجي للوصول إلى مستويات عليا من الجودة، والتغيير إلى ما هو أفضل- والذي يقول: “أجرِ تحسينات صغيرة كل يوم”؛ إذ يتطلب الأمر تراكم خطوات صغيرة واتساقها لتحقيق هدف تعليمي كبير؛ فعندما نكون متحمسين في أثناء عملية التعلم، نتمكن من تحقيق خطوات ضخمة.

3. اختبار النفس:

تحتاج إلى تقييم نفسك لمعرفة ما إذا كنت تتعلم أو تهدر الوقت؛ حيث ستقدِّم الاختبارات دليلاً يبيِّن إذا كان أسلوبك التعليمي فعالاً أم لا؛ وفيما يأتي بعض الطرائق لاختبار نفسك:

  • إجراء مناقشة متعمقة حول هذا الموضوع.
  • تلقِّي تقييمات إيجابية لعملٍ يُستفاد فيه من المهارة الجديدة.
  • تقدير كفاءة المَهمَّة قبل اكتساب الخبرة وبعد تعلم المهارة.
  • المشاركة في اختبار عبر الإنترنت لاختبار معلوماتك.
  • الخضوع إلى دورات عبر الإنترنت للتحقق من معرفتك السابقة واكتشاف أي فجوة معرفية.

4. تعليم الآخرين:

لقد نجحت هذه الاستراتيجية عدة مرات؛ فإذا كنت تريد التعلم بسرعة أكبر، فابحث عن شخص تعلِّمه تلك المعرفة التي اكتسبتها.

التدريس هو أيضاً استراتيجية من استراتيجيات التعلم، فهو يجبرك على إطلاق العنان لإبداعك وعرض المفاهيم من وجهات نظرٍ مختلفة؛ فعندما تُدرِّس شخصاً ما، فإنَّك تبسِّط المفاهيم المعقدة لمساعدة المتعلم على التعلم.

يعزز ذلك المعرفة التي اكتسبتها في أثناء تذكر وتنظيم الدروس في أقسام تعلم مختلفة؛ وكما قال “ألبرت آينشتاين” (Albert Einstein): “إذا كنت لا تستطيع شرح الأمر ببساطة، فأنت لا تفهمه جيداً بما فيه الكفاية”.

5. التفكير ملياً:

لا يرغب أحد في تضييع الوقت باستخدام أسلوب تعلم لا ينتج عنه نتائج تعليمية هامة؛ لذلك يمكنك من خلال القيام بالتأمل الذاتي تحديد التحديات التي تواجهك خلال عملية التعلم؛ فاسأل نفسك: ما مدى تقدمك نحو هدف التعلم؟ وهل تعتقد أنَّه يمكنك الانتقال إلى هدف أعلى أو مستوى أعلى من الكفاءة؟

6. البحث عن منتور:

يُعَدُّ المنتورينغ مجالاً واسع النطاق، حيث يدلك المنتور على كيفية استيعاب المفهوم بسرعة وشمولية؛ كما يمكنك الاستفادة من تجارب الحياة الواقعية والأفكار التي يقدمها لك، والتي لن تجدها في الدورات والكتب؛ ويمكنه أيضاً اكتشاف الفجوات في مجموعة المهارات خاصتك بسهولة.

ليس هذا فحسب، فالمنتورز قادرون على إلهامك عند مواجهة التحديات الصعبة، كما يمكنهم تذكيرك بإنجازاتك السابقة وقدراتك التي تمتلكها؛ فنحن في معظم الأوقات ننسى قدراتنا ونركز على نقاط ضعفنا.

كيف تحصل على حلقة تغذية راجعة فعالة؟

للتأكد من أنَّ حلقة التغذية الراجعة فعالة، يجب أن تنظر في 3 عوامل رئيسة:

  • التناسق.
  • السرعة.
  • الدقة.

في الختام:

تصبح التغذية الراجعة عنصراً حاسماً في النمو والتطور المستمرين عندما تُنشَأ ثقافة التعلم والنمو، ويمكنك باستخدام حلقة التغذية الراجعة معرفة أهداف جديدة في أثناء العمل على النماذج لتطبيق التغذية الراجعة خلال عملية التعلم.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!