‘);
}

فنّ الصمت

يتعرض الإنسان في حياتِهِ إلى العديدِ من المواقف والظروف المختلفة الّتي قد تتطلب منه التصرّف بحكمة والتحلي بالّصمت، إلّا أن الصمتَ مهارة وفنّ لا يستطيع الجميع امتلاكه واتقانه، بل يعتبره البعض مهارةً صعبة التعلّم وتحتاج إلى الكثير من التدريب المستمر، أمّا الصّمت بشكلٍ عام فلا يُعتبر دليلاً على الضّعف بل قد يكون من أقوى أنواع الردود وأكثرها مناسبةً لبعضِ المواقف الّتي من الممكن أن يتعرض لها الفرد، والمقصود هنا بالصّمت الصَّمت الحميد الذي يجنّب صاحبه الضّرر والوقوع في الأخطاء ويجنّبه سفاسف الأمور، ويكون الصَّمت مذموماً في الأوقات التي يجب على الإنسان التكلّم فيها؛ أي من غير الصحيح صمت الفرد عن الحقائق والأمور الضروريّة. يُعرَّف الصَّمت لُغةً بأنّه من المصدر صَمَتَ أي سَكَتَ، أمّا فعل الصَّمت فمن صمتاً وصموتاً فهو صامت أي أنه كفَّ عن الكلام وسكت ولم يتكلم.[١]

يعتقد أغلب النّاس أن الصَّمت يدلُّ على الخوفِ والانطواء الّذي يعتري صاحبه في المواقفِ المختلفة، إلَّا أنه يحملُ في طياتِهِ العديد من الرّسائل والمعاني الحقيقيّة، كما يعود على صاحبه بالعديد من الفوائد على الصعيدين الشخصيّ والاجتماعيّ، فالفرد الذي يتسم بالصّمتِ والهدوء يتميّزُ بجاذبيّةٍ فريدة من قِبل الأشخاص المحيطين به؛ لأنهم يحاولون دائماً معرفة السبب وراء صمته؛ لذلك يمنح الصَّمت أهميّةً كبيرةً للكلام الصادر من الشخص الذي اعتاد النّاس على صمته، كما يمنح الصَّمت فرصةً للتدبّر والتفكير، فعندما يصمت الإنسان يستطيع أن يتأملَ البيئة المحيطة به، وينظر إلى جميع مظاهرها بحكمة. كما أن الإسهاب في الكلام يثقل على المستمع ويشتت أفكاره، وإعطاء لحظات من الصمت يساعد على فهم النفس والآخرين.[٢]