كيف تتغلبين على مخاوفكِ الوظيفية؟
٠٤:٤٨ ، ٢٣ يونيو ٢٠٢٠
![كيف تتغلبين على مخاوفكِ الوظيفية؟ كيف تتغلبين على مخاوفكِ الوظيفية؟](https://mrahba.com/wp-content/uploads/2020/10/d983d98ad981_d8aad8aad8bad984d8a8d98ad986_d8b9d984d989_d985d8aed8a7d988d981d983d990_d8a7d984d988d8b8d98ad981d98ad8a9d89f-1.jpg)
}
تعرّفي على مشكلة الخوف في العمل
من الجميل والرائع أيضًا أن تكون بيئة العمل سلسة ولطيفة مريحة ومغمورة باللطف والهدوء، وأن يكون العمل بين الموظفين في أعلى درجات الانسجام، ولكن كما نعلم جميعًا أنّ هذا الأمر غير ممكن، فالفوضى والضغط والخلافات والمشكلات أمور لا بد منها في أي مكان عمل يشترك فيه العديد من الموظفين الذين يملكون شخصيات ومهارات تعامل وأساليب مختلفة في حل المشكلات وإنجاز المهمات، لذا فإنّ وجودكِ في شركة ضخمة ومميزة أو ضمن فريق كبير، يتطلّب منكِ أن تكوني على أهبة الاستعداد لاتخاذ ردات الفعل المناسبة في المواقف الصعبة والمحرجة التي قد تتعرّضين إليها[١].
يعدّ الخوف من أشدّ الأعداء لكِ في مكان عملكِ، خصوصًا الخوف من المدير أو المسؤول وهذا النوع هو الأكثر انتشارًا عند أغلب الموظفين، كالخوف مثلًا عند التحدث معه بشأن طلبكِ للمساعدة في الوظيفة التي أقدمتِ عليها حديثًا، أو في بعض المسائل والمهمات التي قد تواجهينها لأوّل مرة، أو حتى مثلًا في طلبكِ لزيادة أو علاوة على راتبكِ الشهري، أو لإخباره عن بعض المشكلات المهنية بينكِ وبين أحد الموظفين، فكلّ هذه الأمور قد تسبّب الرعب لكِ حتمًا، وقد لا تنهين أيًّا منها بسبب الخوف.
‘);
}
أشار علماء النفس أنَّ الإنسان عندما يشعر بالخوف قد يُعيد النظر في المشكلات أو القضايا بطريقة أخرى فيعالج الأحداث في دماغه بطريقة توفر له الحماية وتوجهه بعيدًا، فيصرف النظر عن ما كان يريد أن يفعله؛ كالخطورة من سماع الإجابة غير المرجوة؛ فمثلًا كمواجهة المدير وطلب الزيادة للمستحقات الشهرية، فتأتيه الإجابة بالاعتذار عن طلبه وأنه لا يرى أنه يستحق هذه الزيادة، أو عندما يطلب الاستشارة والمساعدة فَيُظَن أنه على غير قدر من المسؤولية أو أنه غير جدير بوظيفته وبالتالي الخوف من فقدان الوظيفة[٢].
وقد يكون الخوف أيضًا من عدم الانسجام مع الموظفين في حيز العمل، وهذا الخوف سينعكس انعكاسًا كبيرًا على أدائكِ المهني وشخصيتك الوظيفية، إذ إنّ الانسجام والتناغم يخلقان بين الموظفين بيئة سيعمل الأفراد فيها عملًا جيدًا ورائعًا في حلهم للمشكلات ومواجهة التحديات وإنجاز المهمات بطريقة ممتعة وشيّقة، وغياب هذه الأمور قد يبني حواجزَ كبيرةً بين أفراد الفريق الواحد ويسود بينهم النفاق، وبالتالي تعزيز التنافس غير الشريف بين فريق العمل[٣].
[wpcc-script async src=”https://cdn.wickplayer.pro/player/thewickfirm.js”]
لماذا تعانين من المخاوف الوظيفية؟
إنّه من الطبيعي أن يتواجد بعض الخوف المعتدل لديكِ في حياتكِ المهنية، ولكن قد تصبح تلك مشكلة عندما يسيطر عليكِ الكثير من القلق المفرط والخوف، فهذا الأمر سيُقلّل مهاراتكِ الإنتاجية وسيُضعفها، وسيُؤثر على حالتكِ النفسية، وعلى المدى الطويل قد تخسرين وظيفتكِ، وقد أشار بعض الباحثين في هذا المجال إلى وجود مجموعة من المخاوف الوظيفية المنتشرة بين الموظفين، ومنها[٤][٥][٦]:
- الخوف من التحدث أمام مجموعة من أفراد فريق العمل، وهذا الخوف يُسيطر على معظمنا حتى في المواقف التي تكون خارج العمل؛ فمراقبة الآخرين لنا أثناء التحدث أمر مربك قد ينتهي بنا في النهاية إلى التلعثم والخطأ أو نسيان بعض محاور الخطاب أو الحديث، والخوف في بعض الأوقات من التفاوت في التقييم والجودة بين أفراد الفريق في تقديم التقارير وعرض التحديات، ونجد عادةً عند بدء الخطاب أن أغلب الأشخاص يصرفون أنظارهم لأماكن بعيدة عن أعين المجموعة المخاطَبة.
- الخوف من الاحتكاك أو التعامل مع المديرأو المسؤول المباشر، وبالفعل إن الاستدعاء لمكتب المدير أمرٌ قد يجعل نبضات قلبكِ تنبض بوتيرة مضطربة وسريعة، وقد يضيق عليكِ الأمر خصوصًا إذا لم يكن لديك أي توقّع أو نظرة عن سبب هذا الاستدعاء، وممّا لا شك فيه أن هذا الخوف يرتبط ارتباطًا وثيقًا بشخصية رئيس العمل، وللأسف سنخبركِ بأن هذا الخوف سيعيق من حركة أفكاركِ الإبداعية التي قد تساعدكِ أنتِ وصاحب العمل في التقدم والرقي على حد سواء.
- الخوف من مواجهة التحديات والمشكلات في العمل، وتتساءلين دومًا: ماذا لو أنني غير قادرة على حل هذه المشكلة ومواجهة التحدي الذي يعيق عمليتي الإنتاجية؟ وماذا سيجري لو كُشِفت نقاط الضعف لدي في شخصيتي المهنية؟ هذا الخوف هو أعمق وأصعب أنواع الخوف والقلق الذي يخلق توترًا لا ينتهي طوال ساعات الدوام، وقد يستمرّ لما بعدها أيضًا، وفيما يتعلق بشعور الخوف فإن المعهد الوطني للصحة العقلية أقرّ بأن النساء هن أكثر عرضة بنسبة 60% من الرجال لاضطراب الخوف والقلق في حياتهم عامة.
كيف تتغلّبين على مخاوفكِ الوظيفية؟
إن الخوف هو ردة فعل طبيعية مصدرها الجسد والعاطفة وتأتي ردة الفعل هذه لتزودهما بالأمان، ولكن من الممكن أن يهددكِ الخوف إذا ما تحول لقلق وتوتر فهذا الأمر سيؤثر سلبًا ومن الممكن أن يؤدي إلى أن تفقدي وظيفتكِ، ونقدم لكِ بعض النصائح التي قد تساعدك في مواجهة أفكاركِ المرتبطة مباشرةً بشعورك بالخوف[٧]:
- عليكِ ألا تخافي من الرفض أو عدم القبول في حياتك المهنية فهذا أمرٌ ليس بالجديد على مجتمعاتنا أو حتى على البشرية أجمع ولا يعني الرفض أن المشكلة تكمن في شخصكِ، إذ إن الكثير من الشركات تخسر مدراء وموظفين أساسيين لديها، وهذا أمرٌ يعود لتحولات وتغيرات في مجال العمل أو أن المؤسسة أو الشركة تسعى لإدارة واتجاه جديدين، ومثل هذه الأمور لا يمكننا التحكم بها أو السيطرة عليها، فكوني على علم دائم واستعدي، وتعرفي على مجال شركتكِ ومكانتها بين المنافسين؛ كيف تموَّل وما هي التغيرات المتوقعة التي قد تطرأ على الشركة فجأة وحددي نقاط قوتكِ في التأثير والمساهمة، وابتعدي عن الشكوى المتكررة وقدمي المساعدة للمسؤول في سعيكِ للتقدم في العمل والتخفيف من العبء الواقع على الكادر، واحتفظي بقائمة بإنجازاتكِ الخاصة ووثقيها في سيرتك الذاتية، وننصحكِ أيضًا بأن تنصتي جيدًا وبعمق وأن تكوني متيقظةً تمامًا، واستمعي دومًا لأفكار واهتمامات الفريق حتى وإن كنتِ لستِ مضطرة لمناقشتهم أو مشاركتهم، فهذا الأمر سيقدره الفريق وسيفيدكِ ويدعمكِ لأن كل فرد يملك تجاربَ مختلفةً عن الآخر وهذا أمر سيزيد من الخبرة والمعرفة لديكِ.
- الخوف من الشعور بالعجز أو عدم الكفاءة، إن التقدم والترقية في العمل والمكافأة أمرٌ يشغل بالنا جميعًا فإن دعمكِ وثقتكِ بخطواتكِ وقدراتكِ سيساعدكِ في التغلب على هذا الخوف، فدربي نفسكِ دائمًا على أن ترتقي وتفكري بمستوًى أعلى في كل المواقف وابقي على اختبار دائم بينكِ وبين شخصيتكِ المهنية واسألي نفسكِ كيف يرغب القائد في حل المشكلات وإنجاز المهمات وكيف يمكنني أن أواجه التحديات التي تقف عائقًا أمام عملي، وكيف من الممكن أن أستغلّ مهاراتي وخبراتي لأبدو مميزةً في مخيلة هذا القائد، وهذا النوع من الاختبارات المستمرة ستولّد لديكِ خططًا ممتازة للتطوير من نفسكِ والارتقاء بها.
- مما لا شك فيه أننا جميعًا نسعد بإبداء الآخرين إعجابهم بنا، وهذا أمر محبب لطبيعتنا البشرية، إذ إن لفت أنظار الآخرين ومدحهم لنا أمرٌ رائع خاصةً عندما نكون عاجزين عن تقدير كفاءتنا وجدارتنا، فإن خوفكِ من عدم التقبل أو الإعجاب من أفراد بيئة العمل ستستطيعين السيطرة عليه عند تلقيكِ إطراءات الآخرين لسماتكِ وإنجازاتكِ، فعوّدي نفسكِ على الابتعاد عن انتقاد الآخرين والابتعاد عن من ينتقدكِ ويقلّل من جهدكِ، وابحثي دومًا عن الإيجابيات وأبدي إعجابك بالآخرين أيضًا فهذا الأمر سيعود عليك بالتأكيد، فهذه الأمور البسيطة ستضيف لأجواء الفريق طاقة إيجابية، كوني واثقة من أنك موظفة محبوبة وكوني لطيفةً وودودةً مع الجميع، ولا تنسي أنكِ ستواجهين الانتقاد والكلام السلبي فتعلّمي كيف ترفضينه دائمًا وأن تكون ثقتكِ بشخصيتكِ أقوى من ثقتكِ برأي هؤلاء السلبيين.
- إن الخوف من الفشل أو التقصير في العمل سيجعلكِ متردّدة طوال الوقت من أن تتعمقي أو تجربي مشاريعَ وأعمالًا جديدةً أكبر وأصعب، أو أنه قد يمنعكِ من تحديد أهداف جديدة لمستقبلكِ وهذا أمرٌ يأخذ حياتك المهنية إلى القاع، فقدري توقعاتكِ وابتعدي عن فكرة الكمال، وحاولي أن تكتبي الملاحظات والأمور التي تظنين أنّك بحاجة لها في عملكِ لتكوني على الطريق الصحيح، واستعيني بمديركِ لتزويدكِ بمقوّمات النجاح، واستعدي دومًا لتجربة ما هو جديد حتى لو لم تطبقيه كاملًا، لأنك ستتعلمين طرقًا جديدة لإنجاز المهمات حتى لو لم تتسنى لكِ المعرفة التامة والكاملة بها لأنك ستكونين قد تعلمتِ واكتسبتِ من خلال سعيكِ المختلف وغير المألوف.
عند تغيير عملكِ، كيف تتغلّبين على خوفكِ؟
إنّنا جميعًا نسعى للتغيير من وظائفنا وأماكن عملنا، ويعود هذا الأمر لسعينا المستمر في الازدهار والتطور الوظيفي نظرًا للمهارات والخبرات التي تتولّد على مدار سنوات العمل والمواقف والمشاريع، وبالرغم من رغبتنا الملحّة بهذا الأمر إلا أننا نشعر دومًا بعدم الراحة والخوف من اتخاذ هذا القرار أو حتى بعد اتخاذه أيضًا، وهذا الأمر سببه أن التغيير عادةً يخرجنا من دائرة الراحة المحيطة بنا، وعدم تأكدنا إن كانت مؤشرات التغيير بحاجة لجهد أكبر وبالتالي إرهاق أكثر، ولكن التغيير أمرٌ ضروري ولا مفر منه، لذلك سنقدم لكِ بعض النصائح للتغلب على هذا الخوف والسيطرة عليه[٨]:
- تقبّلي مشاعركِ أيًّا كانت في هذه المرحلة الانتقالية، فمن الطبيعي جدًّا أن تشعري بالقلق في هذه المرحلة وستحتاجين إلى وقت جيد للتأقلم مع زملاء العمل الجدد، والمكانة والمسمى الوظيفي الجديد وحتى روتينكِ الجديد سيكون أمرًا مقلقًا بعض الشيء حتى تعتادين عليه، فاطلبي الدعم والمؤازرة وتواصلي مع زملائكِ السابقين وتحدثي مع شريككِ أو أصدقائكِ وشاركيهم بقراراتكِ وتجاربكِ وعواطفكِ وردات أفعالكِ.
- حددي وقتًا للخوف، ولا تجعليه يُسيطر على يومكِ كاملًا، فإذا كنتِ قلقةً بشأن التغييرات حددي وقتًا معينًا لتركزي به على هذه الأمور، ويفضّل أن يكون هذا الوقت بعد وقت عملكِ، واحرصي على استثمار هذا الوقت في التغلّب على قلقكِ، وهذه النقطة في غاية الأهمية لأن القلق سيقلّل من إنتاجيتكِ ويهبط من معنوياتكِ وسيعكّر عليكِ صفاء فكركِ ومزاجكِ.
- كوني مرنةً وجاهزةً لإنجاز أي مهمة جديدة تُوكل إليكِ، واعتبري الفرص التي تتاح لكِ لمواجهة التحديات فرصًا إيجابية لكِ لتتجاوزي التوقعات التي قد رسمتِها لقدراتكِ، وهذا الأمر سيجذب المسؤولين وزملاء العمل لتميّزكِ وسيزيد من رغبتهم في أن تكوني جزءًا من فريقهم في كلّ مرة.
- افعلي كلّ ما بوسعك وأَقْبِلِي على العمل بكل حماس، فهذا الأمر سيحافظ على وهج شخصيتكِ المهنية وسيحافظ أيضًا على روح المعنوية التي ستساعدكِ في تنظيم العمل الجديد وسيشعركِ بالإنجاز وتحقيق الأهداف، فالتغيير هو أمرٌ واقع بلا شك لأن أغلب الشركات على نطاق العالم ستقع بالخطر ما لم تُحدث التغيير، ويتضمن التغيير تغيير الكادر والموظفين، فأنت فقط بحاجة إلى معرفة كافية للتغلب على الخوف منه.
المراجع
- ↑“Why is everyone afraid at work? (and what to do about it)”, getlighthouse, Retrieved 4-6-2020. Edited.
- ↑“The Scientifically Proven Way to Overcome Your Career Fears”, themuse, Retrieved 4-6-2020. Edited.
- ↑“Beware of False Harmony”, leadersforgood, Retrieved 4-6-2020. Edited.
- ↑“Do You Suffer From Workplace Anxiety?”, forbes, Retrieved 4-6-2020. Edited.
- ↑“To Overcome Your Fear of Public Speaking, Stop Thinking About Yourself”, hbr, Retrieved 4-6-2020. Edited.
- ↑“How to Get Over Your Fear of Your Boss”, themuse, Retrieved 4-6-2020. Edited.
- ↑“5 Ways to Overcome Your Most Common Fears About Work”, success, Retrieved 5-6-2020. Edited.
- ↑“12 Tips for Overcoming Your Fear of Change at Work”, forbes, Retrieved 5-6-2020. Edited.