تعد الحساسية أحد أمراض العصر التي انتشرت بشكل كبير في الأونة الأخيرة، وهي عبارة عن استجابة جهاز المناعة البشريلمسببات الحساسية أو الأجسام الغريبة التي تدخل الجسم البشري عن طريق الجلد، أو التنفس، أو عبورها عبر الجهاز الهضمي. وعادة ما تكون هذه الأجسام الغريبة غير ضارة ولا تسبب أي نوع من التفاعلات أو التهيج لغير مرضى الحساسية، و لكن جهاز المناعة لدى مصابي الحساسية يقوم بإفراز الأجسام المضادة (IgE) والتي بدورها تتفاعل مع مسبب الحساسية وتنتج مواد معينة كالهيستامين والذي يلعب دوراً رئيسياً في ظهور أعراض الحساسية.

أشهر مسببات الحساسية هي: حبوب اللقاح (الطلع)، والغبار، والعفن، والعطور وبعض أنواع الأغذية.

يتأثر الإنسان بالحساسية في أي مرحلة عمرية، فهي لا تقتصر على فئة معينة من الأعمار، ولكن غالباً ما تصيب الأطفال وقد تظهر أعراضها في سن البلوغ؛ فمثلاً الربو قد يستمر بعد البلوغ ولكن حساسية الأنف تقل مع تقدم العمر.

الأمراض التحسسية الأكثر شيوعاً تشمل التهاب الأنف التحسسي (حساسية الأنف)، الربو (الأزمة)، الشرى، الأكزيما التحسسية.

عوامل خطر الإصابة بالحساسية

لماذا تصيب الحساسية بعض الناس ولا تصيب الأخرين؟ أو لماذا الجسم المضاد (IgE) المسؤول عن التفاعلات التحسسية يوجد عند البعض أكثر من غيرهم؟ وما هي العوامل التي تؤثر على ذلك؟

ويعد ذلك لعدة عوامل أهمها ما يلي:

  • الوراثة

تعد الوراثة أحد الأسباب الرئيسية للتأثر بالحساسية، إذ تتضاعف نسبة الإصابة بالحساسية إذا كان أحد الأباء مصاباً بأحد أمراض الحساسية، وتصبح النسبة أربعة أضعاف إذا كان كلا الأبوين مصابين بأحد الأمراض التحسسية، ولكن ليس بالضرورة أن تكون الوراثة لنفس المرض و بنفس الشدة.

  • العامل البيئي

يجب أن تكون هنالك قابلية وراثية للإصابة بالحساسية، فكلما زاد التعرض للعامل المسبب للحساسية وبشكل متكرر تزداد فرصة الإصابة بالحساسية.

  • عوامل أخرى

من أهم العوامل الأخرى التي تزيد نسبة الإصابة كالتدخين، التلوث، العدوى والهرمونات. كما أن أجزاء الجسم التي تكون عرضة لتفاعلات الحساسية هي العينين، الأنف، الرئتين، الجلد، والمعدة. و على الرغم من أن الأمراض المختلفة قد تظهر حساسية مختلفة، ولكن جميعها تحدث نتيجة استجابة جهاز المناعة.

اعراض حساسية الربيع

يعد كلاً من حساسية الربيع وحساسية الأنف أو ما تسمى حمى القش النوع الأكثر شيوعاً من أمراض الحساسية، ويشير إلى أعراض الأنف الموسمية التي تكون نتيجة التعرض لغبار الطلع غالباً.

حساسية الأنف الدائمة (على مدار السنة) عادة ما تكون نتيجة لمسببات الحساسية في الأماكن المغلقة مثل عث الغبار، وبر الحيوانات، أو العفن، يمكن أيضاً أن تكون ناجمة عن غبار الطلع.

تحدث أعراض الحساسية نتيجة التهاب الغشاء المبطن للأنف بعد استنشاق مسبب الحساسية، كما أن الجيوب الأنفية، والأذنين، والحلق قد تتأثر أيضاً.

الأعراض الأكثر شيوعاً لحساسية الربيع تشمل ما يلي:

  • سيلان الأنف.
  • احتقان الأنف.
  • حكة الأنف.
  • العطس.
  • حكة الأذن والحنجرة.
  • حكة واحمرار العيون.

يجب على من يعاني من حساسية الربيع تجنب التعرض لمسببات الحساسية كالغبار وغبار الطلع في فترة الربيع لتخفيف الأعراض التي قد تنتج عن التعرض لها.

علاج حساسية الربيع

يعتمد علاج حساسية الربيع على علاج الأعراض والعلامات الظاهرة، ويكون كالتالي:

علاج حساسية الربيع بالأدوية

لا تعالج أدوية الحساسية المرض وإنما تخفف من الأعراض الناتجة مثل سيلان الأنف أو الإحتقان وهذه الأدوية تشمل على ما يلي:

  • مضادات الهيستامين 

استخدمت مضادات الهيستامين منذ القدم لعلاج أعراض الحساسية، ومتوافرة على شكل أقراص أو بخاخ الأنف أو قطرة للعين.

بعض مضادات الهيستامين تشمل:

الفيكسوفينادين (Fexofenadine)، الديفينهيدرامين (Diphenhydramine)، اللوراتادين (Loratadine)، الكلورفينيرامين (Chlorpheniramine)، السيتيريزين(Cetirizine)، الديسلورتادين (Desloratadine)، الليفوسيترازين (Levocetirizine)، الأزيلستين (Azelastine) وهو قطرة للأنف.

ألية عمل مضادات الهيستامين

عند التعرض لعامل مهيج (مثل الغبار أو الطلع)، يستجيب جهاز المناعة وتقوم بعض الخلايا بإفراز الهيستامين، إذ يسبب الهيستامين بعض أعراض التحسس كسيلان الأنف، والحكة، والإحمرار، والتورم، وعند استخدام مضادات الهيستامين، فإن الأعراض الناتجة عن إفراز الهيستامين تقل.

الأعراض الجانبية لمضادات الهيستامسن

أهم الأعراض الجانبية الشائعة الناتجة عن تناول مضادات الهيستامين: الصداع، والدوار، وجفاف الفم، وزيادة الوزن، واضطرابات الجهاز الهضمي.

بعض مضادات الهيستامين قد تسبب النعاس مثل الديفينهيدرامين والكلورفينيرامين، أما مضادات الهيستامين التي لا تسبب النعاس تشمل ما يلي: الفيكسوفينادين، والسيتيريزين، واللوراتادين، والديسلورتادين، وليفوسيترازين التي يمكن تناولها في أي وقت من النهار.

بشكل عام فإن مضادات الهيستامين آمنة ويمكن تناولها أثناء ظهور أعراض الحساسية، وحتى قبل ظهور الأعراض في فصل الربيع والألتزام بها طوال فترة الحساسية والتوقف عنها لاحقاً فهي تساعد جداً في تخفيف الأعراض وبالتالي القيام بالأنشطة اليومية بشكل طبيعي.

  • مضادات الإحتقان

تستخدم مضادات الإحتقان لتخفيف من أعراض الحساسية كإحتقان الأنف، وتستخدم بالتزامن مع مضادات الهيستامين.

تشمل مضادات الإحتقان الأدوية اتالية: السودوإفيدرين (Pseudoephedrine)، النافازولين (Naphazoline)، الأكسيميتازولين (oxymetazoline)، الفينيليفرين (Phenylephrine).

و هي متوافرة بأحد الأشكال التالية بخاخ للأنف (رذاذ الأنف)، قطرة للعين أو أقراص دوائية.

ألية عمل مضادات الإحتقان

تؤدي هذه الأدوية إلى تضيق الأوعية الدموية، وتقليل من تدفق الدم لذلك تخفف من احتقان الأنف.

الأعراض الجانبية الأكثر شيوعاً لمضادات الإحتقان

قد تسبب مزيلات الإحتقان الأعراض التالية الغثيان، والصداع، والعصبية، والأرق.

معلومات هامة حول مضادات الإحتقان

  1. يفضل تجنبها في حالة الحمل أو الإرضاع.
  2. لا تستخدم للأطفال.
  3. لا تستخدم لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط، ومرضى الزرق، ومرضى القلب .
  4. لا تستخدم بخاخات الأنف التي تحتوي مضادات الإحتقان لأكثر من 3-5 أيام فهي قد تسبب عودة الإحتقان و تورم الأنف.
  5. هذه الأدوية لها الكثير من التفاعلات الدوائية وخاصة مع بعض أدوية الإكتئاب، حيث يجب تجنب استخدامهما معا لمدة 14 يوماً، لذلك يجب إخبار الطبيب أو الصيدلاني عن جميع الأدوية التي يتناولها المريض قبل استخدام مضادات الإحتقان.
  • الستيرويدات 

تعد الستيرويدات والمعروف طبياً باسم الكورتيكوستيرويدات (الستيرويدات القشرية) وما بين عامة الناس بالكورتيزون من الأدوية التي تخفف الإلتهاب المرتبط بالحساسية، وتخفف من أعراض الحساسية مثل العطس، والحكة، وسيلان الأنف بسبب الحساسية الموسمية أو على مدار السنة وتستخدم خاصة في حالات الحساسية الشديدة التي لا تنفع معها العلاجات الأخرى. تستخدم الستيرويدات لعدد من أمراض الحساسية مثل الربو أو حساسية الجلد.

تتوفر الستيرويدات بعدة أشكال منها بخاخ الأنف، وقطرة العين أو أقراص أو على شكل حقن.

يوجد العديد من مشتقات الستيريدات المستتخدمة ومنها ما يلي: اليكلوميثازون (Beclomethasone)، البوديزونيد (Budesonide)، الفلوتيكازون (Fluticasone)،ديكساميثازون (Dexamethasone)، هيدروكورتيزون (Hydrocortisone)، بريدنيزون (Prednisone).

ألية عمل الستيرويدات

بشكل عام الستيرويدات هي من مضادات الالتهاب والتي تقلل تشكيل و إفراز ونشاط المواد المسؤولة عن اللالتهاب الداخلية مثل البروستاغلانديد، والهيستامين، والكينين، بالتالي تخفف من أعراض الحساسية.

الأعراض الجانبية الأكثر شيوعاً للستيرويدات

الأرق، العصبية، زيادة الشهية، مشاكل الهضم، الغثيان، الصداع، والدوخة.

الستيرويدات فعالة للغاية في أمراض الحساسية، و خاصة الحساسية التي تكون أعراضها شديدة لا يمكن السيطرة عليها بالعلاجات الاخرى، ولكن بعض الناس يثيرون مخاوفهم من استخدام الستيرويدات وخاصة ما يعرف (بإبرة الحساسية) بسبب الأعراض الجانبية لها، ولكن استخدامها في وقت انتشار حساسية الربيع (لمدة قصيرة من الزمن) أو استخدام إبرة الحساسية مرة واحدة وقت انتشار الحساسية تكون فعالة جداً لعلاج الحساسية ولا تسبب أعراض طويلة الأمد، وفي كل الأحوال الطبيب هو الذي يقرر ما إذا كانت حالة المريض تستدعي استخدام الستيرويدات.

معلومات هامة حول استخدام الستيرويدات

  1. يفضل تجنبه في الحامل أو المرضع، حتى بخاخات الأنف حيث لا توجد دراسات كافية حول أمان استخدامها.
  2. لا يستخدم في الأطفال.
  3. لها العديد من التفاعلات الدوائية، يجب اخبار الطبيب اأو الصيدلاني عن كل دواء يتم تناوله.
  4. الإستخدام المطول يسبب قصور الغدة الكظرية، ولكن يمكن علاج ذلك من خلال التوقف التدريجي عن تناول الدواء و ليس مرة واحدة وخاصة إذا تم تناوله عن طريق الفم أو بالحقن.

علاج حساسية الربيع بالأعشاب

يوجد أعشاب يمكن أن تخفف من أعراض حساسية الربيع، وتشمل هذه الأعشاب على ما يلي:

  • عشبة البوتيربور (Butterbur)، تعمل كعمل مضادات الحساسية في تخفيف أعراض الحساسية.
  • عشبة الكريستسن (Quercetin)، توجد في البصل، والشاي الأسود، والتفاح، ولها دور في تخفيف أعراض الاحتقان والحساسية.

الوقاية من حساسية الربيع

للوقاية من حساسية الربيع خاصة لدى من هم أكثر عرضة للإصابة، ينصح باتباع ما يلي:

  • تجنب ما يسبب أو يثير أعراض الحساسية كالغبار والطلع، وعدم تربية الحيوانات الأليفة في المنزل إذا كان أحد الأفراد يعاني من الحساسية.
  • ارتداء الكمامة الطبية على الأنف والفم في فصل الربيع عند الخروج من المنزل.
  • تجنب فتح الشبابيك لتخفيف من دخول حبوب الطلع، وتهوية المنزل عندما تكون كمية حبوب اللقاح هي الأدنى، في منتصف الصباح وفي وقت مبكر من المساء.
  • الإستحمام دائماً عند العودة للمنزل.
  • البقاء في الأماكن المغلقة قدر الإمكان، وتجنب الخروج للتخفيف من التعرض لحبوب الطلع.
  • استخدام المحلول الملحي في الإستنشاق يخفف من الأعراض البسيطة.
  • ممارسة التمارين الرياضية، فالتمارين الرياضية على حد سواء تساعدك على التخلص من الإجهاد، ويكون لها تأثير إيجابي من تلقاء نفسها حيث تقلل شدة الحمى.

للمزيد: كيف تقاوم حساسية الربيع