لا يمكن الحكم على الموضوع من ناحية واحدة، عندما يتزوج الانسان يبدأ وشريكه في الحياة في البدء في التخطيط المالي للحياة ما بعد الزواج، هو وهي يأملان بحصول الكثير من المخططات في حياتهم، ومن المعلوم أن معظم المخططات التي نقوم فيها في الحياة الأسرية تعتمد وبشكل كبير على التخطيط المالي ، فهو الأساس في هذا الأمر، بعد الزواج بسنة، تتغير النظرة قليلا، ومع كل عام تبدأ المخططات بالتغيير شيئا فشيئا، لكن في المجمل، وعندما يصحو الزوجان بعد عشر سنوات من الزواج، كيف سيكون الحال، أو بالأحرى هل استمر الزوجان على المخططات التي بدءا فيها ام تغيرت؟ في العديد من الأمثلة والكثير منها سنجد التغيير قد اثر كثيرا على هذا المخطط، لكن الأهم من معرفة حصول التغيير من عدمه هو معرفة الأسباب التي تؤدي إلى حصول مثل هذا التغيير، لماذا تتغير المخططات التي يضعها الزوجان بعد عشر سنوات من الزواج، وهل هي تأثيرات سلبية ام إيجابية، قطعا لا يمكن الحكم على نوع التأثير وهل هو سلبي ام إيجابي، فلكل حالة معينة ظروفها التي تعطي تأثيرها الخاص، وبالتالي نعود إلى موضوع المقال الرئيسي، وهو الأسباب التي تؤدي إلى التغيير.
انجاب الأطفال ونموهم
عند الزواج تبدأ مخططات الزوجين والتي قد تشملهم فقط، حساب الدخل العائلي وحساب المصاريف، وكيفية الإنفاق، حساب الموارد والإنفاق، كل هذه الأمور يتم التخطيط المالي لها في العادة، لكن إن التغييرات التي قد تحصل بعد الإنجاب هي تغييرات عند البعض كبيرة وتعمل على إعادة النظر في الخطة الأصلية، الإنجاب بعني الكثير من التغيير، منها مصاريف الأطفال والتي تتعدى أحيانا ما يتم وضعه في الخطة الأصلية للأنفاق، أيضا عمل الأم والذي يتوقف في العادة بعد الإنجاب وقد يستمر توقفها عن العمل لرعاية الطفل وبالتالي يطرأ انخفاض على الدخل والموارد المالية. الأصل أن يتم حساب الدخل والموارد مع نفقات الأطفال ووضع نسبة معينة احتياطا قبل التفكير بالإنجاب ومن ثم تطبيق هذا الأمر بعد الإنجاب، حتى لا تتأثر العائلة.
مكان الاستقرار
أي المنزل، أين تسكن مع عائلتك، بالطبع إن مكان السكن الأول يختلف مع التغيير الحاصلة إلى الأسرة، هذا الأمر طبيعي جدا، فلا توجد عائلة واحدة تبقى في سكنها الأول، ستحصل تغييرات كثيرة لاحقا على السكن، تبعا للحالة المالية وتبعا للتغييرات الحاصلة في عدد أفراد العائلة، في البدء قد تكون الشقة صغيرة، ثم الانتقال إلى شقة اكبر، لكن لاحقا لابد من الانتقال إلى منزل في معظم الحالات، هذه التبعات المالية العائدة إلى تغيير السكن هي تبعات كبيرة في اغلب الأحيان، ومكلفة، وينبغي التخطيط لها جيدا، ويلحقها دوما التغيير في الأثاث، وشراء أثاث جديد.
الحالة الصحية وعوارضها
مع التقدم في السن فالكثير من العوارض الصحية إن كانت طبيعية أو طارئة قد تحدث إلى الانسان، وعليه أن يكون قد وضعها من خططه المستقبلية، العائلة هي عديد من الأفراد، وحساب هذه العوارض لا يكون في شخص واحد بل تشمل العديد من الأشخاص والذين يجب على الانسان إن سعهم في حسبانه، خاصة من قبل رب العائلة، يجب النظر في حالة ما قد يحدث للعائلة وافراها والتقدير، تعتبر الطوارئ الصحية من اكثر الأمور التي تستنفذ الموارد المالية أحيانا والتي يجب أخذها في عين الاعتبار.
الرفاهية في الحياة الأسرية
هذه الناحية مهمة من نواحي الحياة الأسرية، إن التفكير في وسائل الترفيه في الحياة الأسرية يعتبر من الأمور المهم أخذها بعين الاعتبار، فالحياة في أضيق حال قد تعتبر من الأسس التي تعمل على قض استقرار العائلة، بالتالي يجب الانتباه إلى الوسائل التي تساعد على إضفاء جو من المرح على الأسرة مهما كانت تكلفتها، ولا نعني أن تكون التكلفة كبيرة، فأحيانا يمكن أن تصل إلى التوفيق بين نوع البرنامج الترفيهي وبين الكلفة. المهم أن يوجد هذا البرنامج الترفيهي للعائلة، لكن يجب الانتباه إلى وسائل الترفيه تتطور مع أفراد العائلة أيضا، فما كان مقبولا سابقا بالنسبة للأطفال، لم يعد كذلك الآن مع التطورات الحاصلة الآن.
التنسيق بين الأسرة والعمل في التخطيط المالي
قد يستغرب البعض من تأثير التنسيق بين العائلة والعمل على التخطيط المالي لها، يجب الانتباه إلى إن العائلة مهمة جدا للإنسان، كذلك كما هو العمل، وبالتالي إن الانشغال عن احدهم لصالح الآخر قد يتسبب بالضرر إلى الجانب الذي لا يعطيه الانتباه، الموازنة بين العمل والعائلة في العادة قد تصب في مصلحة العائلة وبالتالي قد تعني التأثير على الدخل، ولكن مرة اخرى يجب الانتباه إلى الحياة الأسرية مهمة جدا ولا يمكن إغفالها خاصة مع نمو الأطفال والحاجة إلى الانتباه اليهم ورعايتهم.
تفرغ الأم للعمل البيتي من عدمه
أن تفرغ الأم إلى الأسرة وتركها العمل لصالح رعاية الأطفال وهو أمر قد تضطر إليه أحيانا ولا يكون من ضمن الأمور المخطط لها قد يعني التأثير على دخل الأسرة بطريقة أو بأخرى، فما لم يرتفع دخل رب الأسرة مع مرور الوقت بحيث يستطيع أن يقوم بتغطية مصاريف الأسرة ككل، فإن ترك الأم للعمل يعتبر نقص في الموارد يجب الانتباه إليه. علما أن هذا العامل في الوقت الحالي ليس بالعامل الكبير نظرا لكون الأمهات يستمررن في العمل إلى إلا في حالة ما كان دخل الأب يغطي كافة النفقات وحالته الوظيفية جيدة.
عدد أفراد الأسرة
كما قلنا سابقا عدد أفراد الأسرة هو من الأمور المعرضة إلى التغيير مع مرور الوقت، وهذا التغير غير محدود، ولكن قابل للتخطيط له من الزوج والزوجة ووضع حد له، أن عدد أفراد الأسرة هي من التغييرات القادرة على إعادة تشكيل خطط العائلة، فيجب الانتباه إليها جيدا.
الظروف الطارئة (الوالدين وغيرهم)
بالطبع هناك دوما ظروفا طارئة على عملية التخطيط المالي قد تتعرض لها العائلة إن كانت مرتبطة بإفرادها بصورة مباشرة أو أفراد العائلة الكبيرة، وهي ظروف قد تعني التغيير في الخطط المستقبلية، من التغييرات أن يزيد عدد أفراد العائلة بانضمام احد والدي الزوج أو الزوجة، أو في حال حدوث مرض لهم مثلا، وهي تغييرات قد تستمر إلى فترة من الوقت وبالتالي لا يمكن اعتبارها أضرار أو تغييرات وقتية مؤقتة كحادث سير مثلا.