إن وضع الأهداف أو الخطة التي سيسير عليها الوالدين لإكساب طفلهم الصفات الحميدة التي يريدوها سيسهل عليهم الأمر، ففي البداية عليكم تحديد الصفات التي تريدوا لطفلكم أن يتحلى بها.
ما هي الصفات الحميدة التي تريدوا غرسها في طفلكم؟
إن سألنا أي والدين عن تلك الصفات الحميدة التي يتمنوا أن يتحلى بها طفلهم بالتأكيد سيكون الرد كما وضحه لنا ا. عبد اللطيف بن يوسف المقرن: “أن يتصف الطفل بصفات فاضلة أجمع العقلاء على إستحسانها وجاء الشرع ليحضنا عليها وأهمها ما يلي:
- الدين: نعني الإبن صاحب القلب والضمير الحي، والإبن موصول القلب بالله والمؤمن حقاً، وأيضا صلاح القلب بالدين فإذا إستقام دين المرء إستقامت أحواله كلها.
- كبر العقل: فقلة العقل وغياب الحكمة في التصرف تؤذي صاحبها وكذلك الأخرين.
- الطاعة: أن يستجيب لتوجيهاتكم ويعمل ما يعلم أنكم ترضوه ويترك ـ ما يريده ـ رغبة في تحقيق رضاكم (إنما الطاعة بالمعروف) وبالقدوة الحسنة يتربى الإبن على صفات الأبوين الحسنه.
- حسن الخلق: وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم) الحديث، فالإبن الحسن الخلق كثير الطاعة لله ولوالديه.
دور الأبوين في غرس الصفات الحميدة في نفوس الأطفال:
لاشك أن للأبوين دور أساسي في ذلك، حيث أنه كلما كانا قدوة حسنة لأبنائهم كلما كان صلاح الأبناء أقرب، ويوجد أيضا عدة عوامل تساعد على إكتساب الطفل للصفات الحميدة:
1 ـ التنشئة المتدرجة: تنشئة الطفل شيئاً فشيئاً حتى يرشد، تربيته وتعاهده حتى يشب ويقوى ساعده فلا بد من التنمية المتدرجة (التعليم للفعل المرغوب)، التقويم للخطأ والرد إلى الصواب وذلك بأن تعمل على تعديل ما تراه من خطأ شيئاً فشيئاً، ولا تعجل فإن الإخفاق في التغيير الشامل ثقيل وله عبء على النفس قد يقعد بها عن السعي بما ينفع ولو كان هذا السعي قليلاً سهلا.
2 – بذل الحقوق للطفل: (إختيار الأم، التسمية الجيدة، التعويد على الفضائل)
3- حفظ القرآن: فحفظ القرآن الذي به أكبر مخزون من المعارف التي تهذب النفس وتقوم السلوك وتحيي القلب، فكلما زاد مقدار حفظ الولد للآيات والسور زاد إحتمال معرفته بمضامينها التي هي إما عقيدة تقود السلوك أو أمر بخير أو تحذير من شر أو عبر ممن سبق أو وصف لنعيم (أهل الطاعة أو جحيم أهل المعصية).
4- التعليم قبل التوجيه أو التوبيخ: ويقول عن ذلك ا. عبد اللطيف بن يوسف المقرن: (حيث أن البناء الجيد في المراحل المبكرة من حياة الطفل تقلل فرص الإنحراف لديه مما يقلل عدد الأوامر الموجهة للطفل فمن الأوامر ما يوافق هواه وخاطره وباله ومنها ما يخالف ذلك، وتدل الدراسات أن هنالك ما يقارب من 2000 أمر أو نهي يوجه من الجميع للطفل يومياً !! لذا عليك أن تقلل من المراقبة الصارمة له ومن التحذيرات ومن التوجيهات ومن الممنوعات ومن التوبيخ التلقائي.
نعم الطفل يحب مراقبة الكبار له لكنه ليس آلة نديرها حسب ما نريد !! فلماذا نحرم أنفسنا من رؤية أبنائنا مبدعين ؟؟
و هناك أهمية بالغة في تربية الطفل الأول ليقوم هو بمساعدتكم في تربية من بعده، لكن إحذروا (( كثرة الأوامر له وقلة خبرتكم في التعامل مع الصغير لأنها التجربة الأولى لكم كوالدين في تربية إنسان !!! )) .
ولكن عليكم تذكر بعض الأشياء عند التعامل مع أخطاء الطفل:
إن الجزء الأفضل من إبنكم لمََـا يكتمل بعد وعقله وسلوكه وتعامله لم يكتمل بعد، فهل فات الوقت المناسب للتربية ؟؟؟
الوقت باقي مادام الإبن دون سن الرشد، ولكن عليكم الحذر من عدة أمور أهمها:
- ترك المبادرة إلى تقويم الأخطاء.
- القدوة السيئة: إذا شاهد الولد الأب أو الأم – القدوة – يكذب فلن يصدق الإبن أبداً !!.
- أصدقاء السوء: هناك الكثير من أصدقاء السوء أوصلوا أصحابهم إلى المهالك.
نصائح بعد حدوث خلل في بعض سلوكيات الطفل:
أما إذا سارت الأمور على طريق مختلف أو تُرك الإبن وأهمل وحدث الخلل فما موقفكم…؟ عند الخلل في طفلكم..؟؟؟
طفلكم من إسترعاكم الله إياه تذكروا أنه صغير – ضعيف – قليل الخبرة – بسيط التجربة – يعايش ظروف تجعله غير مستقر بسبب مرحلته العمرية، هنا لابد أن تراعوا مايلي:
1-أن هذه الأحداث التي تحدث بسبب سوء سلوك الطفل ربما تكون مؤقتة.
2- ليس المهم ما الذي حصل لكن المهم كيف تفكروا في الذي حصل.
3- حاولوا أن تقللوا التفكير في الإساءات أو الإزعاجات.
4- لا تتركوا وتتجاهلوا الأمور التي يفعلها وتزعجكم.
5- لا تجعلوا رضاكم متوقفا على أمر واحد.
6- إحذروا النقد القاسي للأسرة والأبناء.
7- تذكروا الذكريات الإيجابية.
8- لا تركزوا على صرا عات خاسرة.
9- علموه ولا تعنفوه.
10- تقبلوا إبنك مرحلياً بلا شروط.
11- الرضا التام قليل ونادر.
نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه المعلومات والنصائح التربوية وللمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء، وأشركونا دائما بتعليقاتكم وأسئلتكم وكذلك تجاربكم.