كيف تجعل أطفالك يصارحوك بحوادث التنمر المدرسي

يعلم كل أبوين أنَّ سؤالهم للأطفال عن كيفية سير أيامهم في المدرسة يُعَدُّ طريقةً مضمونةً لجعلهم يمتنعون عن الكلام، إذ إنَّ سؤالاً مثل "كيف كانت المدرسة؟" تكفي كلمةٌ واحدة في أحسن الأحوال للإجابة عنه. لكن من المهم أن تعرف ماذا يجري في حياة أطفالك حينما لا تكون قربهم، ذلك لأنَّ واحداً من كل خمسة أطفال فقط يقولون أنَّهم تعرضوا للتنمُّر في وقتٍ من الأوقات. ويذْكُر أحد الأبحاث أنَّ 25%-60% من الأطفال الذين يتعرضون للتنمُّر لا يخبرون بذلك شخصاً بالغاً أو مسؤولي المدرسة.

Share your love

حينما يمر الطفل بأوقاتٍ عصيبة من غير من المحتمل أن يأتي إليك ويقول فجأةً شيئاً من قبيل: “أمي أنا أعاني حقَّاً من المضايقات التي أتعرض لها في المدرسة”، ويذْكُر أحد الأبحاث أنَّ 25%-60% من الأطفال الذين يتعرضون للتنمُّر لا يخبرون بذلك شخصاً بالغاً أو مسؤولي المدرسة.

إليك إذن بعض الطرق التي يوصي الخبراء باستخدامها لبدء هذه الحوارات حتى تتمكن من معرفة إذا كان ثمَّة أشياء خطيرة -كالتنمُّر- يتعرّض لها طفلك.

1. تعوَّد على طرح أسئلة قصيرة ومُحدّدة حول الأوقات التي يقضيها الأطفال في اللعب مع أقرانهم :

تقول إحدى المديرات في مركز لمكافحة التنمر وسوء المعاملة: “أهم شيءٍ بصفتك أباً أن يكون لديك أساس تنطلق منه للحديث مع أطفالك عن علاقاتهم وعلاقات أقرانهم بهم بشكلٍ عام”، وتضيف قائلةً: “ربما لن يكون من المناسب أن تبدأ حديثك بالقول: أتعرَّضْتَ للتنمُّر؟ أرأيْتَ حادثة تنمُّر؟”.

الهدف هو الحديث بشكلٍ مستمر مع الأطفال عن علاقاتهم مع أقرانهم حيث تقترح المديرة أن نسألهم مع مَن يلعبون وكيف يلعبون وأن تكون الأسئلة بسيطةً ومحددة: “مع من لعبتم اليوم؟”، و”ما الألعاب التي مارستموها؟”، و”ما الأمور التي استمتعتم بها في أثناء اللعب مع الأطفال الآخرين؟”، و”ما الأمور التي لم تحبوها كثيراً؟”.

تقول المديرة: “ستسمع مزيداً من قصصهم وأحاديثهم التي يروون فيها ما يحدث لهم، ثم آمل من خلال سعة اطلاعك على مراحل تطور الطفل والفرق بين الشجار والتنمُّر أن تستطيع البدء باكتشاف المشاكل التي قد تكون موجودة” (الشجار هو أساساً خلافٌ عنيفٌ في بعض الأحيان بين اثنين من الأقران يكون كلاهما قادرين على التعبير عن وجهتي نظريهما، بينما يُعَدُّ التنمُّر سلوكاً عدوانيَّاً متكرراً يتضمن خللاً حقيقياً أو محسوساً في ميزان القوة). أجرِ هذا النوع من الحوارات بشكلٍ مستمر ويُفضَّل من الناحية المثالية أن تبدأ ذلك حينما يكون أطفالك صغاراً فعلاً حتى يصبح ذلك أمراً معتاداً بالنسبة إليهم.

لكن إذا كان ثمَّة سبب حقيقي يدعوك إلى الاشتباه في أنَّ طفلك قد تعرَّض للتنمُّر -كأن ترى علاماتٍ تَدلُّ على ذلك كتغيراتٍ في سلوكه أو إصاباتٍ غريبة-، يجب عليك أن تطرح أسئلةً مباشرةً أكثر مثل: “أثمَّة أي أحدٍ يزعجك في المدرسة؟”، و”أيتعمدون ذلك؟”، و”هل تكرر ذلك أكثر من مرة؟”. ويجب على الأهل بكل تأكيد أن يتحدثوا فوراً مع المعلمين إذا راودتهم أي شكوك.

2. استفد من الكتب، والأفلام، والتلفاز:

في العقد المنصرم تعمَّد منتجو المحتوى الموجَّه للأطفال الصغار أن يتطرقوا إلى موضوع التنمُّر، وقد يكون هذا المحتوى أداةً فعالةً لإجراء الحوارات، إذ تشير المديرة إلى أنَّ مسلسل (Sesame Street) (الذي تُسمَّى النسخة العربية منه “حكايات افتح يا سمسم”) قد تطرَّق إلى تعرض الأطفال الصغار إلى التنمُّر، وثمَّة الكثير من كتب الأطفال التي تتحدث بشكلٍ مباشر عن المضايقات التي يتعرض لها الأطفال، وطرائق التصرف في ساحات اللعب، وحتى عن قضايا أكبر مثل كيف تكون صديقاً لطيفاً ومتفهماً.

حتى الكتب والبرامج التي لا تتحدث بشكلٍ صريحٍ عن التنمُّر -أو التي يكون التنمُّر فيها جزءً صغيراً من موضوعٍ يبدو ألَّا علاقة له بالتنمر- قد تكون طريقةً رائعةً لإجراء هذا النوع من الأحاديث. فإذا كانت إحدى الشخصيات تتعامل بقساوةٍ مع شخصيةٍ أخرى استخدم هذا الحدث لبدء محادثة عادية مع طفلك حول التجارب التي يخوضونها مع أقرانهم. تقول المديرة: “على الرغم من أنَّني أنصح الأهل ألَّا يطرحوا أسئلةً مباشرةً عن هذا الموضوع، إلَّا أنَّ سياق الأحداث يجب أن يؤخَذ في الحسبان، وأنا أعتقد بأنَّك إذا كنت تستطيع القيام بذلك بطريقة استباقيةٍ أو وقائية -وفهم المواضع التي تناسب فيها هذه الطريقة المسائل الأخرى المرتبطة بالعلاقة مع الأقران- سيكون الأساس الذي تنطلق منه لمناقشة هذه المواضيع أكثر متانة، وسيكون الأطفال أكثر استعداداً للحديث عنها وهو الأمر الذي قد يواجه الأطفال أو الأهالي صعوبةً في القيام به”.

3. جرّب أماكن مختلفة:

إنَّ المكان والزمان اللذيْن تُعْقَد فيهما هذه الحوارات قد يكون لهما أثرٌ كبير حينما يتعلق الأمر بالمعلومات التي يمكنك الحصول عليها، إذ تقول المديرة أنَّ بعض الأطفال يحتاجون إلى قليلٍ من الوقت للاسترخاء بعد العودة من المدرسة، لذلك لا يُعَدُّ سؤالهم “كيف سارت الأمور؟” في اللحظة التي يدخلون فيها من باب المنزل فكرةً جيدةً بالضرورة.

قد يكون من المفيد الحديث مع الأطفال أثناء وجودهم في السيارة حيث تقول المديرة مازحةً: “سيخبرونك بشكلٍ عفوي عن مزيدٍ من الأمور التي حصلَتْ وأعتقد بأنَّ سبب ذلك يعود جزئياً إلى أنَّهم مسجونون، لكن ليس ضروريَّاً أيضاً أن تنظر إلى عيونهم بشكلٍ مباشر”. وتقول أنَّ بعض الأهالي يرون أنَّهم يستطيعون إجراء حواراتٍ أفضل مع أبنائهم قبل التوجه إلى السرير مباشرةً حينما يكون الأطفال أكثر استرخاءً، في حين أنَّ آخرين وجدوا أنَّه من المفيد أن يعطوا أطفالهم دفاتر يستطيعون أن يكتبوا فيها أيَّ أسئلةٍ أو تعليقاتٍ يجدون أنَّها مزعجةٌ قليلاً أو محرجة.

لكن انتبه قبل ذلك إلى الحقيقة التي تقول أنَّ الأطفال في بعض الأحيان يكونون مستعدين للحديث عمَّا يحدث معهم وراغبين في ذلك دون أن يسألهم آباؤهم عن ذلك بالضرورة.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!