من أهم مهمات الأب هو الحفاظ على تماسك العائلة ، فمسئولية الوالد هي المهمة الأكثر صعوبة التي يمكن أن يخضع لها أي إنسان، فلو أردت أن تبحث في معنى الأبوة أو أن تكون والدا، فإن ابسط تعريف لها هو (الشخص الذي يولد له أو يجلب ذرية، وهو الشخص الذي يربي ويهتم بالآخر -أفراد عائلته-)، هذا التعريف يشير إلى أن الوالد لم يكن ليطلق عليه هذا اللقب إن لم يهتم ويرعى أطفاله، فمجرد الولادة لا تكفي، فالمهمة اكبر من ذلك بكثير. والآباء من جميع أنحاء العالم وبغض النظر عن وضعهم الاجتماعي والاقتصادي أو اللون أو العقيدة أو الثقافة، في مرحلة ما والوقت في حياتهم سوف تكون لهم مواقفة مختلفة من العائلة إن كانت غاضبة، يصب، أحبطت، سعيد، فخور، الخلط وفي توجيه المشاعر والحاجة.
قديما كانت العائلة كبيرة جدا، وقديما كان أفراد العائلة دوما يقطنون ويسكنون بجانب بعضهم البعض، سترة عائلة كبيرة تحتل مساحة تعادل شارعا كاملا، من الجد الأكبر إلى أبناء العمومة وقد يلحقهم أبناء الأخوال، كانت هناك لحمة عائلية كبيرة تشعر بها إن وجهت بصرك اتجاه تلك العائلة، واتجاه تلك البقعة، الآن أصبحت الأسر أصغر وعدد فرادها بعد ما كانوا يعدون بالعشرات لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة على اكبر تقدير، ناهيك عن الانفصال عن تماسك العائلة الكبيرة والعيش في مناطق أبعد، هذا بالطبع لا يعني أن نتوقف عن الحديث عن الحصول على المشورة بشأن كيفية تربية أولادنا ومعالجة القضايا التي يمكن أن تكون في وقت ما أمر واقعن وفي الحقيقة أن بعض الآباء فعلا بحاجة لمعرفة كيفية تربية أطفالهم بطريقة تختلف عن الطريقة التي تبروا عليها في قديما، فمن المؤكد أن أطفالنا يعيشون في عالم يختلف اختلافا كبيرا عن ذلك العالم عشنا والتسارع الذي يمضي فيسه العالم يعني أن المستقبل يحمل في طياته اختلافا آخر في القيم والعادات ومن ثم التعامل معه، المعايير الآن اختلفت بعض الشيء وتتطلب الرقابة وسائل اخرى غير الرقابة المباشرة، بالإضافة إلى أن طبيعة ووسائل الحياة الحالية أصبحت تجعل وسائل الاتصال بين أفراد العائلة صعبة بعض الشيء مما يعني زيادة المسؤولية على الوالد لكي يجد الوسيلة التي تعمل على تماسك العائلة ، وبالتالي قد يعني الآباء أن يجدوا النصائح التي تعمل على مساعدتهم في تماسك العائلة .
إنشاء برنامج للاجتماع العائلي والمشاركة
الجلوس مع الأطفال والتحدث عن شؤون الأسرة بشكل العام، فبالطبع ليس من المطلوب إشراك الأطفال في القرارات المصيرية للعائلة، لكن يمكنك أن تقوم بإنشاء برنامج أسبوعي أو كل أسبوعين عائلي، اجلس فيه مع الأبناء ويم فيه النقاش حول بعض النشاطات التي يرغبون ممارستها كعائلة واحدة، فمثلا يمكن إنشاء برنامج رياضي، أو القيام بإنشاء برنامج خاص بالرحلات، الأسرية فيقترح كل فرد من العائلة موقعا يرغب بزيارته وعلى الباقي مرافقته، هذه النشاطات والتي قد يكون الكثير منها بسيطا هي نشاطات تساعد في تجميع العائلة وإنشاء ود وزيادة في التواصل عن طريق إنشاء الفهم العائلي بين الأفراد، واحترام هوايات ورغبات كل واحد فيها.
اجعل هناك وجبة رئيسية تجتمع عليها العائلة
منذ القدم كانت دوما العائلة تجتمع في وقت معين على المائدة لتناول الطعام ومن ثم يبدأ كل واحد فيهم في الحديث والنقاش عن ما يهمه وعن الحياة وشؤونه والعمل، وكثير من الأمور الأخرى، الأمر بعض الشيء بدا في الاختلاف حاليا حيث من النادر أن تجتمع العائلة على مائدة واحة وهو أمر غير محبذ ويحتاج إلى التصحيح، وهذا يعني أن يبدأ التنسيق بين أفراد العائلة لغايات الاجتماع في توقيت معين على موعد للطعام والالتزام به، ستجد لاحقا الاختلاف الكبير في طبيعة العائلة وزيادة في تماسكها وبشكل رائع وملفت، يجب الاهتمام جيدا ببعض الأمور البسيطة والتي نتيجتها كبيرة.
إنشاء وقت لرواية القصص مع أطفالك
اعمل على إنشاء وقت محدد لغايات سرد القصص والحكايات مع أطفالك، ويجب أن تعداد أدراج هذا البرنامج والذي يشمل الكثير من التسلية والخيال مع أطفالك من صغرهم، هذا السرد للقصص الخيالية والذي يساعد أطفالك على بناء مخيلتهم، وعلى بناء شخصيتهم يعمل على زيادة ترابطهم مع الراوي، والذي هم بالأصل متواصلين معه بالود نتيجة لعلاقة القرابة والآن ستزيد من خلال التواصل الطبيعي والناتج عن قضاء الوقت الممتع مع بعضهم البعض، حاول أن تجس نبض أطفالك حول ما ترتبط به خيالاتهم، هل يهي قصص الفرسان، ام الحب للقطارات أو السيارات، ام مجرد القصص التاريخية، واعمل على التنسيق بين أطفالك والتعامل مع هذا البرنامج بصورة جيدة.
ترك الملاحظات تحت وسادة طفلك من أجل تماسك العائلة
الطريقة بسيطة جدا ونتيجتها عملية ورائعة جدا، اترك بعض الملاحظات والتوصيات تحت وسادة طفلك، أو في مكان بارز في غرفة نومه بحيث ينتبه لها عند الاستيقاظ، وهذه الحركة تشمل حتى من يصل إلى سن المراهقة منهم، الغاية من هذا التصرف أن يشعر أبناءك أن هناك من يحبهم ويفكر فيهم ويتصل معهم، كذلك الأهمية فيها أنها تعني للطفل أن هناك من يراقبه لغايات متابعته وحمايته، هذه التصرفات على بساطتها تزيد من حب الأطفال لوالديهم وعلاقتهم ومتانتها معهم.
مشاركة أفراد العائلة المشاكل التي تحدث
ليست دائما الأخبار الجيدة هي ما ينبغي مشاركة أفراد العائلة بها، بل في بعض الأحيان قد يكون للأخبار السيئة بعض الشيء دورا كبيرا في المساعدة على تماسك العائلة ، فهي تعمل على إحساس الأفراد بالمسؤولية والرغبة بالمساعدة، وهي عناصر مهمة في زيادة العلاقة وزيادة الارتباط بين أفراد العائلة. لذلك لا تستبعد وعند الحاجة وبأسلوب بسيط، ودون الدخول في تفاصيل قد تعني التوتر، فقط اعطي بعض الخطوط العريضة مع ما ترتبه.
اطلب من كل فرد في العائلة إعداد خطة وميزانية ليوم الأسرة
الفكرة بسيطة هي أن تقوم بتحديد يوم للأسرة في شهر مثلا، وتجعل لكل يوم احد أفراد العائلة منظما له، هو الذي يحدد الخطة والبرنامج والطعام والميزانية، ومع أن الفكرة ستبدو صعبة في البد إلا أنها لاحقا ستكون بسيطة وسهلة التطبيق وذات نتائج فاعلة وجميلة، قد يتطلب الأمر وفي بعض اللحظات التدخل من قبلك ولكن اجعله في حدود معينة.