كيف تجيد مهارة وضع الأهداف قبل البدء في تنفيذها؟

مهارة وضع الأهداف من أهم المهارات التي يجب أن يتمتع بها كل من يريد مستقبل أفضل لحياته، هي عملية فكرية قوية ولكن ليست بالصعبة، فكيف يمكن تحديد الأهداف؟

Share your love

لا شك أن وضع الأهداف عملية مهمة للغاية، فالأهداف هو النهاية التي يسعى الناس بكل جهدهم للوصول إليها، فالحياة بلا أهداف ليس لها أي معني أو قيمة، ولا يوجد عمل بدون هدف، والإنسان لا يجد الدافع أو المحرك الذي يوجه سلوكه بدون أهداف في حياته، وعلى الرغم أن السعي وراء الأهداف يحتاج إلى طاقة ومجهود كبيرين حتى يصل الإنسان إلى ما الأهداف المنشودة، لذلك يجب على كل إنسان أن يتمتع بمهارة وضع الأهداف لكي يضمن لمستقبله حياة أفضل، وفي هذا الموضوع نتحدث عن مفهوم الهدف، وما هي السبب الذي يجعله أمرًا مهمًا في حياة كل إنسان؟، وكيف يستطيع الإنسان أن ينمي مهارة تحديد الأهداف في حياته؟ وكيف سيؤثر ذلك بالإيجاب على جميع مجالات حياته؟.

[wpcc-script src=”https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js” defer]

ما هو تعريف مفهوم الهدف؟

لكل فرد يعيش على هذا الكوكب هدف يعيش من أجله، قد يكون هذا هو تعريف مفهوم الهدف في أبسط صورة، ومع ذلك فإن للأهداف مفاهيم كثيرة، الأول، الهدف هو الغاية التي نبحث عن تحقيقها لبداية نظرية، والأهداف التي يضعها الإنسان لنفسه على مدار حياته ما هي إلا الدافع الذي يحركه ويحدد سلوكه، ولا يمكن لأي أحد أن يعيش بدون تحقيق هذه النتيجة النهائية التي يسعى إليها.

وهناك أيضًا مفهوم تربوي للأهداف، فالهدف هو المحرك الأساسي لأفعال الإنسان، وهو الذي يقوده لبذل مجهود أكبر، ويوجه سلوكه من أجل تحقيق غاية كبرى، والعيش بدون هدف، وبدون الأهداف فإن حياة الإنسان معرضة دائمًا للفوضي والتعثرات، ويصبح السلوك الإنساني بدون أي فائدة، والنشاط المبذول بدون أي معني، بل يتساوى النشاط وعدمه، ويصبح السلوك الذي يتبعه الإنسان ما هو إلا آلة روتينية ليس لها أي معني أو فائدة، وبهذا يكون العمل الذي يقوم به الإنسان بدون أي فائدة تذكر، ولن يكون له أي تأثير على المجتمع، وبالتالي سيتوقف الوعي الفكري والثقافي عن التطور والتغير.

وضع الأهداف وتحديدها

مهارة وضع الأهداف مهارة بسيطة، تجعل من الحياة أمرًا سهلاً، لذلك يجب أن لا تكون أهدافك مجرد أمنيات، فهناك العديد من الأهداف التي يمكن تحقيقها، وأن كانت المشكلة في البدايات، فأجعل أهدافك الأولية بسيطة وصغيرة بحيث يمكن تحقيقها، ولا تجعل أفكار “صعب” و “مستحيل” تسيطر على حياتك، فالعقل البشري قابل للتطور وليس هناك ما لا يمكن تحقيقها، وفي حدود الإمكانيات المتاحة تستطيع تحقيق الكثير، ولذلك فإن وضع الأهداف يحتاج سلسلة من عمليات التخطيط البسيطة المتسلسلة التي يجب إتباعها، وهي:

  1. في البداية كتابة الأهداف وتحديدها، قبل أي شيء حدد أهدافك كلها التي ترغب في تحقيقها قريبًا، وقم بكتابتها على ورقة، فبهذه الطريقة البسيطة تستطيع تحديد وإدراك جميع الأهداف التي تريد العمل على تحقيقها في أقرب وقت، وأنظر دائمًا لهذه الورقة حتى تبقى الأهداف موجودة في عقلك كل الوقت وانت تعمل على تحقيقها.
  2. التفكير في ماهية الهدف، وتحليل جميع العوامل الخاصة به، بعد وضع الأهداف ليس عليك إلا أن تفكر بموضوعية وبكل جدية في هذه الأهداف التي أمامك، وتحلل طبيعتها جيدًا، حتى تصل بالتفكير لأبسط الطرق التي يمكن أن تحقق بها هذه الأهداف، فكل هذا يساعد على فهم جميع العوامل المتعلقة بالأهداف ويجعل من الطريقة التي سيعمل بها سلوكك واضحة بشكل أكبر، وهذا ما يسمى في البداية بالتخطيط، وإذا كانت البداية سليمة سيتم كل شيء بشكل سليم أيضًا.
  3. تحضير خطط بديلة، من مهارات وضع الأهداف دائمًا، وضع الخطط البديلة، ووضع الخطط البديلة لا يدل على الفشل، أحيانًا عن السعي وراء هدف معين لا تسير كل الأمور بالشكل المرغوب، ولذلك من الذكاء أن يتم وضع خطة بديلة، تساعد على فهم العقبات والأخطاء الماضية التي أخرت من تحقيق الهدف.
  4. وفي النهاية يجب أن يكون للهدف شروط واضحة يجب العمل بها، من أهم هذه الشروط، الوضوح، إذ يجب أن الهدف واضحًا، لأن ذلك يحسن من النظرة العامة على التخطيط للهدف، والشرط الثاني الطموح، يجب دائمًا أن يكون طموحك عالىٍ، لأن الأحلام البسيطة تبقى بسيطة، لذلك يجب أن تحلم بأحلام أكبر لكي تنجح في تحقيقها، والشرط الأخير، هو الواقعية، بكل تأكيد يجب أن الهدف واقع، وفي حدود الإمكانيات المتاحة، حتى يكون قابل للتنفيذ.

خطوات تحديد الأهداف

الخطوة الأولى

يجب أن يتم الاستفادة من الهدف بأقصى شكل ممكن، لذلك يحب أن يكن الهدف عدة خصائص مميزة، أول هذه الخصائص، هو أن يكون الهدف محدد، فعند الإجابة عن كل الأسئلة التي تتعلق بكيفية تحديد الهدف، يصبح الهدف أكثر وضوحًا، وتتحدد الأمور التي يجب تحقيقها، الخاصية الثانية، هي أن يكون الهدف مرتبط بالحياة، فالهدف الذي يسعى وراءه أي شخص يجب أن يكون له قيمة عنده، وإلا ما الفائدة من بذل المجهود؟، فإذا كانت صلة الهدف بحياة الشخص قوية، يتحرك بكل دوافعه من أجل تحقيقه بأتم شكل، والخاصية الثالثة، أن يكون الهدف كما ذكرنا واقعيًا، قابل للتحقيق، والخاصية الرابعة، أن يكون الهدف قابل للقياس، إذ من الممكن أن يتم تحسينه مع الوقت، وذلك من الممكن أن يجعله أسهل في التنفيذ مع الوقت، الخاصية الأخيرة، وهي من أهم الخصائص، أن يكون هناك وقت مخصص ومنظم لتحقيق الهدف، فالالتزام بموعد معين للانتهاء من تحقيق الهدف أمر مهم للغاية.

الخطوة الثانية

كتابة الأهداف وتحديد أهميتها، عند وضع الأهداف يجب كتابتها على ورقة، وتحديد الزمن اللازم لإنجازها، لأن ذلك يجعلها حقيقة موجودة، وليست مجرد أحلام خيالية.

الخطوة الثالثة

تقسيم الأهداف، حيث يجب العمل على تقسيم الأهداف، لأن الأهداف الكبيرة في العادة صعبة، لذلك يجب تقسيمها إلى أهداف أصغر، فهذا يساعد على كسر الملل من تحقيق الأهداف الأكبر، فإذا قُسمت الأهداف يزيد هذا من دافع الشخص نحو العمل على تحقيقها والانتهاء منها لمتابعة تنفيذ غيرها.

الخطوة الرابعة

محاولة إخبار الآخرين بأهدافك، عند إخبار الآخرين بأهدافك الشخصية ومحاولتك في تحديد طريقة لتحقيق هذه الأهداف يوفر هذا دعم إيجابي كبير يساعد على الاندفاع من أجل تحقيق الأهداف.

الخطوة الخامسة

التمتع بالطاقة الإيجابية أثناء تحقيق الأهداف، عند العمل وراء تحقيق عدد من الأهداف يجب أن تتمتع بطاقة إيجابية عالية، حتى تستطيع تحديد طريقة لإعداد الهدف ومن ثم إنجازه، وكذلك، مع الوقت، فإن تحقيق الأهداف يزيد من حماسة الشخص نحو تحقيق أهداف أخرى، وخاصة إذا كانت هذه الأهداف مصدرًا مهمًا لسعادته.

الخطوة السادسة

وضع الأهداف لتحقيق السعادة الشخصية، الجميع يسعى وراء تحقيق أهدافه الشخصية، لذلك يجب أن تكون الأهداف مصدرًا للسعادة، ويجب أن تكون هذه السعادة هي أحد أهم الدوافع التي تحرك حياته وسلوكه نحو تحقيق هذه الأهداف، وإذا كانت الأهداف لا تستحق التعب ولن تجلب السعادة لحياة صاحبها، فيجب التأكد منها مجددًا والعمل على تغييرها.

الخطوة السابعة

يجب أن تكون الأهداف شاملة، إذ يجب على أي شخص أن يهتم بجميع أمور حياته، فتحقيق الأهداف ليس أمرًا خاص بالعمل فقط، إذ أنه يجب وضع الأهداف لجميع المجالات الحياتية، ومنها الأسرة والعلاقات، وكذلك الصحة وغيرها، فكل هذا يساعد في تحقيق الهدف الأسمى الذي يسعى إليه الجميع.

مهارة تحديد الأهداف الشخصية

أن عملية وضع الأهداف عملية مهمة لتحديد مستقبل مثالي، وهي التفكير في تحويل هذه الأمنيات المستقبلية إلى واقع ملموس، فالهدف بشكل عام شيء حيوي ومهم يجب تحقيقها بشدة لأنه متعلق بأمنيات أي فرد، وعملية وضع الأهداف هي العملية التي تساعدك على تكوين رؤية مستقبلية لمعرفة من ستكون؟ وأين ستكون؟، وكذلك تساعدك هذه العملية على معرفة ما الذي يبعدك عن تحقيق ما ترغب فيه؟ وبالتالي تحفزك بعدة دوافع لتحقيق أهدافك حياتك.

ومن المهم معرفة فوائد تحقيق الأهداف الشخصية، فتحقيق الأهداف يساعد على التحفيز على الاجتهاد، وتحديد ما هو مهم لحياتك لكي تعمل على إنجازه، وكذلك يزيد من ثقتك بنفسك من أجل تحقيق أهداف أكثر، والأهم كذلك أن تحقيق الأهداف يجعلك تدرك المهم عن الأشياء التي ليس لها أي قيمة في حياتك.

وللبدء في إتقان تحديد أهدافك الشخصية يجب أن تبدأ في تحديد أهدافك على مستويات عدة، في البداية يجب أن يكون لديك صورة كبيرة عن ما الذي تريد تحقيقه؟ ولماذا تريد تحقيقه؟، في البداية كذلك تجد أن الأهداف كبيرة، لذلك من الضروري تقسيم هذه الأهداف إلى أهداف أصغر، وذلك حتى يسهل عليك تحقيق الأهداف الأكبر، وتجد الدافع والحماس للاستمرار في إنجاز هذه الأهداف، ومن ثم أهم خطوة بعيد عن النظرية، وهي بداية تنفيذ هذه الأهداف الصغيرة.

ومن المعروف أن لأي شخص أهداف في حياته، وأول خطوة عند وضع الأهداف هي أن تأخذ في الاعتبار ما تريد تحقيقه في حياتك خلال مدة معينة، كخمس سنوات أو عشرة سنوات مثلاً، وهذا لكي يكون لديك نظرة شاملة عما يمكنك تحقيقه في جميع المجالات التي ترتبط بحياتك، وبهذا عليك تحديد أهداف حياتك المهنية والجانب المادية التي تضع فيها قيمة المبالغ التي تريد الحصول عليها في كل مرحلة، وأيضًا، تحديد الأهداف الخاصة بالتعليم والأسرة، ومعرفة ما إذا كان هناك أي مهارات يجب أن تكتسبها؟، وهل تريد الزواج؟ وكم طفل تريد أن تنجب؟، وجوانب عدة أخرى، منها المتعة والخدمة العامة، يجب تحديدها عن وضع الأهداف الشخصية.

وضع الأهداف يحدد مسار حياتك

جميع البشر لديهم أهدافهم الخاصة والتي يسعون طوال حياتهم من أجل تحقيقها، وهذه الرغبة في تحقيق هذه الأهداف هي رغبة طبيعية عند جميع البشر، لأن حياة الإنسان بدون أهداف هي عبارة عن مضيعة للوقت، ولتحقيق هذه الأهداف يحتاج الإنسان مجهود كبير يجب من خلاله أن يترك المبررات والأعذار، ويعمل على تخطيط أهدافه بشكل يلائم حياته ومستقبله، إذ أنه مع الوقت ومع تحقيق الأهداف يبدأ الإنسان من الاستفادة من كل هذا، ويعود ذلك بعدد من الفوائد على الإنسان بشكل خاص وحياته بشكل عام، ونذكر من هذه الفوائد:

  1. التحكم في الذات، مع الوقت الذي تبدأ فيه بتنفيذ أهداف حياتك الشاملة، تشعر بقوة التحكم على جميع أمور حياتك، ويزيد ذلك من إحساسك بأنك المتحكم في مصير مستقبلك وشكل حياتك فيما بعد، لأنك من تقرر الاتجاهات التي تختارها، وتحدد الوقت الذي سوف تنجز فيه هذه الأهداف، وعادة شعور الإنسان بالتحكم يمكنه بقوة من القضاء على على أي عقبات قد تعترض طريقه في المستقبل.
  2. الثقة في النفس، الثقة بالنفس تخرج عندما يزيد تحملك للمسئوليات، وتزيد كذلك بالنجاح، وستجعلك دائمًا تشعر بطاقة إيجابية تساعدك على تقديم المزيد، وستجعلك تحقق أهداف أكبر مع الوقت وتحول جميع أحلامك إلى حقيقة.
  3. الثقة في قدراتك، تزداد ثقتك بقدراتك وإمكانياتك الخاصة مع تحقيقك للأهداف، ومع الإيمان بما لديك من قدرات سوف تحقق كل ما تطمح به.
  4. إدارة الوقت، من أهم فوائد وضع الأهداف لحياتك، تنظيم الوقت، إذ ستتحول إلى شخص أكثر دقة وتركيزًا، وسيصبح التزامك بالأهداف قوى للغاية، فالوقت والهدف شيئان متلازمان.
  5. حياة أفضل، أي شخص لديه خطة متزنة لأهدافه، سوف يكون أكثر حرصًا وتركيزًا على هذه الأهداف، ومع تحقيق هذه الأهداف سوف تتغير حياة إلى الأفضل بشكل ملحوظ، وسيتمتع طول الوقت بطاقة إيجابية وسيكون بالطبع أكثر سعادة.
Source: ts3a.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!