كيف تحقق أحلامك؟ 4 نصائح عملية

هذا المقال مترجم عن المدونة تينا سو، والتي تروي لنا فيه إحدى تجاربها الشخصية. والهدف من هذا المقال هو الحديث عن الأحلام، أهمية امتلاكها، ولماذا لا يجب علينا أن نتوقف عن الحلم.

Share your love

ملاحظة: هذا المقال مترجم عن المدونة تينا سو، والتي تروي لنا فيه إحدى تجاربها الشخصية.

ذكرني ذلك الأمر بتلكَ الانفعالات العاطفيَّة بعد فترة وجيزة من مغادرتي وظيفتي المريحة في الشركة التي كنت أعمل بها، قبل 4 سنوات. كان الصِّراع العاطفي يدور داخل رأسي في غالب الأحيان، وكان يهمس لي بكلمات الخوف، وحجج مقنعة تجيب عن سؤالٍ مفادهُ: “لمَ قد أفشل؟”.

والوضع هذه المرة لا يختلف كثيراً، بل ربما يزداد هذا الإحساس بالخوف والرِّيبة بسبب حقيقة أنَّ لدينا ابناً، وكُلاً منا سيكون محروماً من الراحة والأمان التي توفرها له وظيفة “حقيقية”، وظيفةٌ تنتشلنا في حال فشلنا. ولأول مرة، لن يدفع لنا أي شخص استحقاقاتنا، ولن يقوم أيُّ شخص بتغطية الأقساط العالية للتَّأمين الصحي، ولن يُرسل لنا أيُّ أحدٍ رواتبَ -مضمونة- كل شهر. لأول مرة، نكون أنا وزوجي لوحدنا تماماً. إنَّه شعورٌ مخيف. شعورٌ أشبهَ بالقفز بالمظلة، حيث تواجه أسوأ مخاوفك. لأنك وعلى الرَّغمِ من أنَّك تعلم بأنَّك على الأرجح ستكون على ما يرام، إلا أنَّه هناك احتمالٌ ألَّا تفتحَ المظلة. وإذا لم يحدث ذلك، فسوف تموت.

ولكن من ناحية أخرى، كانت تجربة مبهجة. فلأول مرة، اختبرَ جيريمي (زوجي) شعورَ الحرية الكاملة، بمعزلٍ عن الوضع الذي لم يعجبه. لأول مرة، لم نعد مقيدين بأي مدينة أو بلد، وأصبحَ بإمكاننا السفر كما يحلو لنا. لأول مرة، يصبحُ وقتنا ملكاً لنا. وقتنا كله!

ولأول مرة أيضاً، يكونُ لديَّ شريكٌ تجاريٌّ يقضي 100٪ من وقته في العمل بجانبي على بناء مشروع تجاري بإمكاننا أن ندعوه مشروعنا الخاص. لقد كان أمراً مثيراً بحق. فمجرد القيام بالمجيء إلى العمل سويةً ومشاركة استراحات الطعام مع صديقي المفضل يُطربُ قلبي. وما إن تلاشى ذلكَ الشُّعور بالخوف -كما يحدث عادةً مع مرور الوقت- حتى شعرت بأنني محظوظةٌ جداً… وشعرتُ بامتنان عميق لرؤية حلمٍ آخر يتحقق.

الأحلام تتحقق بالفعل:

أنا شديدةُ الاقتناعِ بأنَّ الأحلام لا تتحقق بالصدفة. وفي حالتي، كُلُّ جزء من حلمي الذي تحقَّق كان نتيجةَ نيَّةٍ مدروسةٍ واستباقيَّة. أنا آسفة إن كان كلامي هذا يبدو أشبهَ بالكليشيهات؛ ولكن من تجربتي الشَّخصية، كان ذلكَ الأمرُ صحيحاً. إن كان لديك شيءٌ تريده ويختلف عمَّا لديك حالياً، فهناك طريقةٌ واحدة فقط للحصول عليه. فكلُّ شيء يبدأ بحلم… برؤيةٍ تصبح أكثر وضوحاً مع مرور الوقت وتكرار العمل عليها.

والهدف من هذا المقال هو الحديث عن الأحلام، أهمية امتلاكها، ولماذا لا يجب علينا أن نتوقف عن الحلم.

كان حلمي في عام 2004 عبارةً عن ترك وظيفتي وأن أصبح مستقلَّة بعملي. لقد عملت لساعاتٍ طويلة في إنشاء أعمال جانبية مختلفة والتي إمَّا كان مآلها الفشل أو أنَّها لم تُقلع بكل بساطة، إلى أن أنشأت هذه المدونة في أواخر عام 2007. ثم في عام 2008، منحني دخليَ الصغيرُ من هذه المدونة الثَّقة لأن أترك وظيفتي اليومية. كان حلمي الآخر هو أن أتزوج وأن أُكَوِنَ عائلة قبل بلوغي الثلاثين من العمر. وقد نجحت بذلكَ أيضاً. وليس ذلك فحسب، بل كان لزوجي الصَّفات التي حلمت بها بالتفصيل. وقد ظهر في حياتي من العدم، حرفياً. وبعد مرورِ فترةٍ وجيزة أصبحنا زوجين، وقبل أن أبلُغَ الثلاثين من العمر، أنجبت معجزة صغيرة تسمى ريان.

على الرَّغم من أنَّ هذه المدونة قد عادت عليَّ ببعض الدَّخل، إلا أنَّها لم تكن كافية لدعم الأسرة. إذ اعتمدنا بشدة على عمل جيريمي من أجل الأمان المالي. لذلك بدأنا نحلم مرة أخرى. هذه المرة، كان حلمنا هو أن نعمل أنا وجيريمي معاً ومن أجل أنفسنا. كما حلمنا أنَّنا سنعيش في مكان دافئ مع أشجار النَّخيل وأشعة الشَّمس. إذا كنت مشتركاً بخدمة الرسالة الإخبارية “TSN Insider”، فيمكنك أن تتذكر رسالة البريد الإلكتروني التي أرسلتُها العام الماضي، والتي كنت فيها محبطة من محاولة إنجاحِ عملي على الإنترنت. وبعد مضي 3 سنوات من العمل على ذلك الأمر، لم يكن لدي الكثير لكي أتباهى به. كنت أقول بصراحة أنَّه ربما يجب أن أعود إلى وظيفتي في الشركة.

لكنَّني لم أفعل ذلك لحسن الحظ.

إنَّ الميزة العقليَّة التي يمنحها لك وصولك إلى الحضيض هي أنَّك تُركِّز بشكلٍ واضح للغاية بشأن المكان الذي تريد الوصول إليه. فعندما تكون في الحضيض أو القاع، لا يكون لديك أيُّ مكانٍ تذهب إليه سوى للأعلى. بعد بضعة أيام من كتابة تلك الرسالة الإلكترونية إلى ذلك الموقع، أجبرني الخوف من العودة إلى تلك “القيود الذهبية – golden handcuffs” لعملي القديم، على أن أركز بشدة على هدفي. والقيود الذهبيّة هي الحوافز التي تدفعها الشركات للموظفين التي لا تريدهم أن يتركوها ويرحلوا.

وفي ضربٍ من الوضوح والصَّفاء الذهني، أخذت بالعملِ صوبَ اتِّجاهٍ مختلف وبدأ ذلك يعود عليَّ بنتائج حسنة في غضون أسابيع قليلة. وبعد 4 سنوات من محاولة إنجاح هذا العمل، فإنَّ تحولاً صغيراً في طريقة التَّفكير والتَّنفيذ قد أدى النَّتيجةَ المرجوَّة منه. وبضعة أشهر بعد ذلك، وصولاً إلى وقتنا الراهن، عندما قمتُ بإثباتِ أنَّ أفكاري يمكنها أن تدعم عائلتنا، قامَ جيريمي بترك عمله. وهكذا بدأ يتحقق حلم آخر، والذي بدا مستحيلاً قبل عامٍ واحدٍ فقط.

إذاً فَالأحلام تتحقق فعلاًَ.

ما الذي قد تعلّمته؟

على الرَّغم من أنَّ الموضوع مازالَ جديداً في ذهني، فقد أردت أن أوثق ما تعلمته، وأن أشاركه معكم. أعتقد أنَّ الدروس ليست مخصصة للأشخاص الراغبين في ترك وظائفهم أو لرجال الأعمال فقط (على الرَّغم من أنَّها قد تساعدهم على القيام بذلك). إلا أنَّ تلك الدروس قابلة للتطبيق بما يخص تحقيق أيَّ هدفٍ أو رغبة أو رؤية. أنا أستخدم مصطلح “الحلم” بشكل فضفاض؛ فعندما أشيرُ إلى حلمٍ ما، فأنا أقصد هدفاً أو رؤية محددة للموقف الذي ترغب في خوض غماره. إذ يمكن أن يكون أيُّ شيء هاماً بالنسبة لك: مثلَ تأليف كتاب، أو تكوين أُسرة، أو السَّفر حول العالم، أو الثَّراء، أو القيام بعملٍ جيد. يمكن أن يكون الحلم أي شيء، إذ إنَّك أنتَ الكاتب و صانعُ أحلامك. في الواقع، أنت الشخص الوحيد في العالم المؤهل للقيامِ بهذه المهمة. حسناً، دعنا نتعمق في الدروس:

1. التَّعود على الحلم:

تعلم أن تحلم، واستمر في ذلك، وكن محدداً بتفاصيل الرؤية الخاصَّة بك. فكر في حلمك كثيراً، وشاهده بعينيك بوضوح وعشه في خيالك. أنا أعلم أنَّ الواقع قد يجعل حلمك يبدو مستحيلاً من موضعك الحالي، لكن من فضلك لا تدع هذا يمنعك من أن تحلم. إنَّ أحلامك ورؤاك هي بمثابة بذور التَّغييرات الاستثنائيَّة والأعاجيب التي ستعيشها لسنوات قادمة. إنَّ الرغبة في عدم تحديد حلمٍ محدد أو حتى السَّماح لأنفسنا بأن نحلم، هي نزعةٌ فطريَّةٌ لدينا، ونحن نفعل هذا خوفاً من خيبةِ أملنا في حال لم تتحقق أحلامنا. في الواقع، نحن في العادة نكونُ مقتنعين بأنَّ تلك الأحلام لن تتحقق، ولذا فإننا نُسَوِّف ونماطل بدلاً من اتِّخاذ إجراءٍ يُفضي بنا إلى تحقيق حلمنا. يبدأ التَّسويف بالمقاومة الذهنية للحصول على ما نريده. أنا أعلم ذلك لأنَّ هذا هو ما أختبره في العادة. وأنا حتى الآن، أواجه نفس الصراع الذهني والمقاومة كلما خطرَ ببالي حلمٌ جديد. إنَّ معرفة هذا عن ذهني يسمح لي بتوقع المقاومة وأن أواصلَ العمل عليه رغم تلك المقاومة الذهنية لدي.

لذا أوصيكَ بكتابة أحلامك في دفتر ملاحظات -“كتاب أحلام”- كلما أمكنك ذلك، ثم كُن دقيقاً قدر ما تستطيع حول هذا الحلم أو الرؤية أو الرغبة. اكتب صفحة كاملة أو أكثر تصف فيها تفاصيل حلمك. لكن تذكَّر أن تدوِّن التَّاريخ على صفحات ذلك الدفتر. لقد قلبتُ في إحدى مفكراتي مؤخراً، ورأيت عن طريق الصُّدفة حلماً كتبته منذ عامٍ مضى. كنت قد نسيتُ ذلك، وقد تحقق هذا الهدف بالذات منذ بضعة أشهر. أعيدها مرة أخرى، لقد نسيت ذلك. لذا عند رؤية تلك الصفحة، أحسَسْتُ -وبشكل غير متوقّع- بالكثير من الفرح لدرجة أنَّني بكيت. لذا قم بتدوين تاريخ اليوم على صفحاتك.

لا تعطينا الأحلام الأملَ فقط، بل ما هو أهمُّ من ذلك، إنَّها تعطينا التَّوجيه. وهذا مهم، لأنَّه ومن دون هدف، كيف نعرف متى نصل؟ وكيف سنعرف في أيِّ اتِّجاهٍ نتحرك؟ لا يهم مدى سوء الأمور أو مدى صعوبة تحقيق الحلم مقارنة بوضعك الآن، لكن لا تتوقف أبداً عن الحلم.

2. اتَّخذ الخطوة التالية:

بغضِّ النَّظر عن مدى بُعد أحلامك مقارنةً بالمكان الذي أنت فيه حالياً، هناك دوماً ودائماً وعلى الدَّوام، خطوة منطقية تالية يمكنك أن تخطوها. قد تكون هذه الخطوة خطوة صغيرة، ولكنَّها تبقى خطوة في طريق أحلامك. قرر وبسرعة ما هي هذه الخطوة المنطقية التَّالية؟ ثم افعل كل ما بوسعك لإنجازها. ثم كرر تلك العمليَّة. ليس عليك معرفة جميع الخطوات الدَّقيقة للوصول إلى أحلامك، إذ كل ما تحتاجه الآن هو الخطوات القليلة التالية. حتى لو كانت الخطوات خاطئة فلا بأس، فاتِّخاذك لأيِّ خطوة، يبقى أفضل من الوقوف جامداً بلا حراك. ومعَ كل خطوة تتخذها، سوف ترتكب الأخطاء، ومن ثُمَّ ستتعلم. مع كل درس، سوف تعدل طريقك وتستمر في طريق الحلم حتى تصل إلى وجهتك في النِّهاية. إنَّه مثل القيادة من نيويورك إلى لوس أنجلوس. كل ما تستطيع رؤيته هو الطريق أمامك. كل ما تستطيع رؤيته هو الأمتار العديدة التالية في طريقك نحو الغرب. وهذا كل ما تحتاجه. إنَّ وظيفتك هي السَّير في ذلك الطريق وإعادة ضبط خطواتك دوريَّاً نحو الغرب.

ما هي الخطوة المنطقية التالية؟ قُم بها! جدول تلك الخطوة في التقويم خاصتك وقم بإنجازها. واحصل على مساعدة في ذلك. قم بإنجاز تلك الخطوة مهما تطلب الأمر منك. وتذكر أن تُبقيَ ذلك بسيطاً وعلى نطاقٍ ضيق. فإذا كانت الخطوة التَّالية ستجلب خطوات إضافية، فقم بتقسيمها إلى مهام فرعية واتخذ المهمة الصغيرة كإجراءكَ التالي. على سبيل المثال، “بدءُ عملٍ تجاري” هو أمرٌ واسع جداً ليتم اعتباره خطوة تالية. لذا قسم تلك الخطوة إلى خطواتٍ أكثر. إذا كنت ترغب في بدء عمل تجاري، فما هي الخطوات الأصغر التَّالية؟ ربما خدمات العصف الذهني أو المنتجات التي يمكنك تقديمها، مع تجربتك ومهاراتك الحالية.

نحن نميل في العادة إلى جعل الأمور أكثر صعوبة من اللازم، وذلك عبر استحضار ذلك الحاجز الكبير في أذهاننا. نحن نُحْجِم عن القيام بالأمور من باب الخوف، الخوف من التغيير، والخوف من الفشل. لذا نحن لا نُقدِمُ على اتخاذ خطوة العمل التَّالية. ونخشى التَّخطيط للخُطوة المنطقية التَّالية لأنَّنا لا نريد أن نكون مخطئين. ونخشى بالفعل تنفيذَ الخطوة التالية، وذلك لأنَّنا خائفون من المجهول. نتأخر بسبب محاولتنا اتقان خطوة تافهة في العملية، ومن ثم لا نُطلقها أبداً. أو نتكاسل ونلجأ للراحة التي يقدمها لنا العذر المناسب لسبب عدم اتخاذنا لأيِّ إجراءات. أنا أعلم ذلك، لأنَّني عانيتُ من كل ذلك. وما زلت أواجه كُلَّ هذه الأمور بشكل منتظم. وعلى الرَّغم من مقاومتنا الطبيعية تجاه اتخاذ الخطوة المنطقية التالية للعمل، إلا أنَّ الأمر يُصبِحُ أسهل مع كل خطوة نقوم بها. إذ كل خطوة، تخلق زخماً لاتخاذ المزيد من الخطوات.

3. اجعل من الخوف صديقاً لك:

لا يوجد مهرب حقيقي من الخوف. في الواقع، فإنَّ الحلَّ الوحيد للتَّغلب على الخوف هو القيام بذلكَ الأمر الذي تخشاه. وهذا كل ما في الأمر. الخوف يأتي متزامناً مع التَّغيير. إنَّها طبيعية مبرمجةٌ في نظامنا العصبي. وبما أنَّ تحقيق الحلم يتطلب التَّغيير الدَّائم، فالخوف أمرٌ لا مفرَّ منه. بدلاً من العمل ضد الخوف -لأنَّه سيكون هناك على أي حال- اجعل الخوفَ بمثابةِ صديقٍ عزيز يقوم بتشجيعك. هل تعلم أنّّ الخوف يمكن أن يُشكِّلَ حافزاً قوياً؟ فَبدلاً من محاولة القضاء على الخوف من خلال التَّظاهر بأنَّه غير موجود؛ لنقم بالعمل معه، ونتبنَّاه كأداةٍ من أجل جعل أحلامنا تتحقق، وذلك عبر اتخاذنا لإجراءاتٍ ذكية. فمثلاً؛ بسبب الخوف، تعلّمت اتِّخاذ قراراتٍ ماليَّةٍ أفضل، وبدلاً من تركي لوظيفةٍ والأملُ بأن تسيرَ الأمورُ على ما يُرام، فقد قمتُ أنا وزوجي بالتَّوفير مثل المجانين، وقمنا بالاستثمار بشكلٍ محسوبٍ ومدروس، ولم نتترك وظيفةً إلا عندما كان لدينا خطَطٌ بديلةٌ مكانها.

مع علمنا بأنَّنا وحدنا الآن، كان هناك خوف طبيعي من أنَّنا إذا فشلنا فلن يكون لدينا شيء لنعودَ إليه. هذا الخوف كان حافزاً فعالاً لنا. فنحن بالأساس، علينا تحقيق النجاح، إذ ليس بأيدينا خيارٌ آخر. وبفضل الخوف، أبقتني طريقة التفكير تلك متجذِّرةً في الواقع وغايةً في التَّركيز. ومن هذه الحالة المركزة والمرتقبة من الوضوح، أصبحتُ قِمَّةً في الإنتاجية مع استمتاعي بالعمل في الوقت نفسه.

كنتُ لا يسعني الانتظار حتى أقفز من الفراش وأذهب إلى العمل كلَّ صباح. وفي عطلات نهاية الأسبوع، أصبحتُ أتطلع إلى يوم الاثنين بدلاً من الخوف منه. لقد سمعت دائماً أنَّ الخوف يمكن أن يكون صديقك، لكن لم أستوعب ذلك إلا الآن، فهو يمكن أن يكون صديقك حقاً.

4. استفِد من الفشل:

“في عمليَّة التَّعلم، لا يُعَدُّ الفشلُ خياراً؛ بل ضرورة”.

إنَّ الفشل عند القيام بشيءٍ جديد هو أمرٌ متوقع. فبدونه، كيف ستتعلم؟ إذ كيف للطِّفل أن يتعلم المشي من دون أن يقع؟ إذ إنَّ “القرارات الجيدة تأتي من التَّجربة، والتَّجربة تأتي من قراراتٍ سيئة”.

نادراً ما نرى نجاحاً هائلاً تحقَّقَ بين عشيةٍ وضحاها، إذ عادةً ما يكون النجاح حصيلةً للجهود المتراكمة من العمل المُضني، إضافةً لعمليَّة التَّعلم الشَّخصي لِفترة من الزمن. ولكن نحن على أرض الواقع، نادراً ما نرى هذا الجانب الغير محبب من النجاح. إذ نحنُ غالباً ما نرى قصص النَّجاح تحدثُ بين عشيَّةٍ وضحاها، ومن ثَمَّ نُصابُ بالاحباطِ عندما تبدأ مشاريعنا الخاصَّة بالفشل. لِنستسلم فيما بعد في وقتٍ مبكر جداً.

هل تعلم أنَّ من صنعوا لعبة “الطيور الغاضبة – Angry Birds”، قد سبق لهم أن صنعوا 51 لعبة أخرى قبل أن يُحققوا النَّجاح؟

بينما ما زلت مستمرَّة في عملي، فقد استغرق الأمر مني 8 سنوات من المحاولة المستمرة مع شركاتٍ مختلفة، إلى أن وجدت أخيراً زاوية تناسبني. إذا نظرتُ إلى الوراء، فإنَّ ما آسفُ عليه الآن هو عدم اتِّخاذي لِخطوات أكثر جرأة في وقتٍ مبكر وجعل الأخطاء أسرع. إذ لو كنتُ قد فشلت بمعدل أسرع في وقت سابق، لوَصلتُ بشكلٍ أسرع بكثير إلى ما أنا عليه الآن. لذا اعلم أنَّكَ سوف ترتكب أخطاء، وأنَّه ستكون هناك فترةٌ من الصِّراع. لكن اعلم في المقابل أنَّ ذلك كُلُّهُ جزءٌ من العملية. فالفشلُ هو سِرُّ النجاح.

وبدلاً من ترك الفشل يهزمك، انهض في كُلِّ مرَّة تقع فيها، وانفض علائمَ الفشل عنك، وتعلَّم من ذاكَ الدَّرس واستمر في المحاولة. فهذه هي الطَّريقة التي تجري بها الأمور.

وكملاحظة، تعلمت من تجربتي أنَّ كل تجربة سلبية تمر بها، تعلمك نفس الدرس، على الرَّغم من أنَّنا قد لا نتعرف عليه على الفور. مع العلم أنَّ هذا يُسهّل عليكَ الاستمرار في العمل عندما تصبح الأمور صعبة. فعندما تصل المشاكل لِذروتها، ابحث عن الدرس المستخلص منها، ابحث عن أمرٍ ايجابي، وابحث عن هدية من ذلك. وسوف تجده دوماً.

كلمات الوداع:

إذاً ما الذي تحلم به؟ فكر بذلك. اكتبه الآن بالتفصيل. إذ وحدها تلكَ الممارسة سوف تجلب لك فرحةً هائلة.

قم بإنشاء روتين منتظم لمراجعة أحلامك أو تعديلها، وذلكَ عن طريق إعادة كتابتها بتفاصيل جديدة. جد دفتر ملاحظات يجعلك تشعر بالتَّحسن، وبذلك تعتاد على أن تحلم وتدون أحلامك وتشعر بالرضا. إنَّ متعة القيام بها دائماً ما تُدهشني! فما بين القيام بذلك والكتابة إليكم، حصلت على نعيميَ الخاص. أريدك أن تعرف وتتذكر أنَّ هناك إمكاناتٍ لا حصر لها في كل لحظة.

إذ في هذه اللحظة، تكمن وبوفرة فرصٌ لا حصر لها لتحقيق الأعاجيب.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!