يعتبر عمر السنة مرحلة انتقالية مهمة في حياة الطفل فينمو ويتطور بطريقة مدهشة من ناحية جسدية، ذهنية وسلوكية. كل هذا يستدعي وجود نظام غذائي صحي ومتنوع وغني بالعناصر، يمده بالطاقة للاستمتاع باكتشاف العالم من حوله، بمناعة متينة ضد الأمراض، وعظام وعضلات قوية تسنده في خطواته الأولى.

تختلف احتياجات الطفل في هذا العمر عن احتياجات الرضّع تحت عمر السنة وحتى عن احتياجات البالغين؛ يحتاج الطفل بين عمر السنة والسنتين إلى 3 أضعاف كمية الطاقة التي يحتاجها شخص بالغ لذلك تحتل التغذية السليمة للأطفال المرتبة الأولى من أولويات وضرورات النمو الصحيح.

حجم معدة الطفل صغير

قد لا يستطيع الطفل في سن صغيرة تناول كميات الطعام التي تحتوي على العناصر الغذائية الرئيسية والفيتامينات والمعادن الكافية، لكن حليب النمو المُدعم بالبروبيوتيك والفيتامينات والمعادن بكميات محددة تتناسب مع حاجة الطفل في هذا العمر تحديداً، وتستطيع تلبية هذه الحاجة بشرب كوبين منها يومياً.

هل حليب البقر هو الخيار الأمثل للطفل بعد عمر السنة؟

يقوم العديد من الأهالي بتقديم الحليب البقري للأطفال خلال المرحلة الممتدة من عمر السنة إلى الثلاث سنوات. لكن هناك معلومات مهمة يجب الانتباه لها قبل اختيار حليب البقر العادي للطفل:

  • عملية هضم حليب البقر العادي أصعب على الطفل من حليب النمو المتخصص، بسبب النسب المرتفعة من البروتينات والمعادن.
  • الأطفال الذين يتناولون الحليب البقري قد يتعرّضون لنقص الحديد والعديد من الأمراض الشائعة لافتقاره إلى التراكيز الكافية من الحديد والمُغذيّات اللازمة لاحتياجات الطفل حسب عمره، مثل البروتين، الأوميغا 3، الحديد، اليود، حمض الفوليك، البروبيوتيك وفيتامين د.
  • يحتوي الحليب البقري على سعرات حرارية أكثر من حليب النمو المُدعّم، مما قد يعرّض الطفل للسمنة.
  • أنواع الدهون الموجودة في الحليب البقري ليست الأفضل للطفل في هذا السن.

هل يحتاج الطفل بعد عمر السنة إلى حليب النمو المخصّص للأطفال إلى جانب الأطعمة في نظامِه الغذائي؟

تبقى حاجة الطفل لحليب النمو مستمرة، حتى ينهي الطفل مراحل نمو جسمه باكتفاء وقوة،ليبقى بعيداً عن ضعف العظام أو نقص الفيتامينات والمعادن الذي يؤدي إلى مشاكل صحيّة، وليتجنب ضعف المناعة المرتبطة بضعف الجسم العام وأمراض كثيرة.   

نظراً لأن حليب النمو ينفرد ببعض الصفات التي تثبت حاجة الطفل إليه حتى بعد عمر السنة، مثل أنّه المصدر الأول للكالسيوم سهل الامتصاص، بالإضافة إلى أن الحليب المركّز بالفيتامينات والمعادن الداعمة يعتبر الوجبة الأغنى للطفل، لصُغر حجمها وسهولة تناولها من قبل الأطفال.

احرصي على قراءة ملصق المعلومات الغذائية لاختيار نوع حليب النمو الأنسب لطفلك

تتعدد أصناف الحليب لمرحلة ما بعد السنة؛ يُنصح باختيار التركيبة بناءً على معرفة ووعي الأهل باحتياجات طفلهم الغذائية. بعض الأمور التي ينصح بالانتباه عليها قبل الاختيار:

  1. حليب النمو يجب أن يكون مخصص للأطفال من عمر 1-3.
  2. أن يكون معزز مناعياً، حيث تحتوي التركيبات المتطورة المدعمة بالبروبيوتيك والبريبيوتيك المسؤوليْن عن صحة الجهاز الهضمي الذي يشكّل 80% من مناعة الطفل.
  3. حليب الأطفال في هذا السن يجب أن يحتوي على الفيتامينات والمعادن مثل فيتامين أ، سي، د، الحديد، السيلينيوم والزنك.
  4. الأحماض الدهنية والدهون الصحية مثل أوميغا 3 وأوميغا 6 لأن الدهون من المكونات الرئيسية في دماغ الطفل ولها دور مهم في الرؤية والذكاء؛ يحتاج الطفل إلى الحليب المحتوي على الدسم والأحماض الدهنية الصحية بكميات مدروسة لتجنب الإصابة بالسمنة أو أمراض القلب.
  5. مدعّم بالحديد، نقص الحديد عند الأطفال بعد عمر السنة شائع حيث تبين أن 50% من الأطفال بين عمر سنة ونصف وثلاث سنوات لا يحصلون على احتياجهم اليومي من الحديد لذا يجب الانتباه على حصول الطفل على مصادر الحديد من الغذاء وحليب النمو المتخصص.
  6. يحتاج الطفل إلى 700 ملغ من الكالسيوم يومياً لبناء العظام والأسنان إذ تتوفر هذه القيمة من الكالسيوم في حصتي الحليب المخصص للنمو، بالإضافة إلى 600 وحدة دولية من فيتامين د المهم لامتصاص الكالسيوم، ولا تتوفر هذه الكمية من فيتامين د في الحليب البقري العادي.

احتياجات الطفل اليوميّة من مُنتجات الحليب

يحتاج الطفل إلى حصتين يومياً من منتجات الحليب. تساوي حصة الحليب كوب واحد من الحليب (240 مل) لتلبية حاجة الطفل من الكالسيوم والمعادن والفيتامينات الأخرى.