جهاز العروسة أمر يشغل خاطر كل فتاة مقبلة على الزواج، وتستمر فترة التفكير في جهازها مدة لا تقل عن سنة وقد تصل إلى سنوات كثيرة، تبدأها الأم منذ طفولة ابنتها، وتُشرك ابنتها العروسة في أمره عندما تدرك ما يعنيه جهازها. تحرص كل فتاة على استكمال جهازها على خير ما يُرام، بحيث يتناسب مع ذوقها وتطلعاتها وآمالها، بدءا من الأساسيات مرورا بالديكور وترتيبات شقتها المستقبلية، وانتهاء بمكياجها وتسريحة شعرها ونوع الموسيقى التي تسمعها في بداية حياتها الزوجية.
ويتنوع جهاز العروسة تبعا لتصنيفه وأهميته، إلا أن كل جزء منه لا يقل أهمية عن غيره، فبعض التجهيزات تتعلق بالعناية الشخصية، وبعضها يتعلق بالأجهزة الكهربائية، وبعضها يتعلق بالكماليات والجماليات. لكن الأمر المشترك في كل تصنيفات جهاز العروسة هو التكلفة العالية لكل منها، ما يشكل عبئا على الأسر العربية، التي تتأثر بالأزمة المالية العالمية، ومشكلات الاقتصاد العربي، خاصة مع تدني مستويات أسعار النفط وانخفاض منسوب السياحة في أغلب الدول العربية.
جهاز العروسة من الألف إلى الياء
وتعتمد العروسة على تقسيم جهازها، وتحديد مواعيد لكل تقسيمة منها؛ حتى يكون استكماله سهلا والبناء على بدايته بناء منطقي، وعادة ما تبدأ العروسة بالأكثر أهمية والأكثر تكلفة؛ حتى لا يتبقى منها سوى النزر اليسير، فيسهل استكماله مع تكالب المصروفات مع اقتراب موعد العرس. وتنصح المتزوجات بالبدء في تجهيز العروسة نفسها فور استلام مهرها، فتُقسمه لأجزاء، وعند اقتراب العرس، تبدأ العروسة في تجهيزها البدني، وتهتم بنظافتها الشخصية، مثل:
- إزالة الشعر: وعادة ما تهتم الفتيات قبل العرس بإزالة شعر جسمهن بكامله. ولإزالة الشعر أساليب عدة بتركيبات مختلفة، تتكون معظمها من مستخلصات طبيعية.
- تبييض الجسم والعناية بالجسم: وتهتم الفتيات بتبييض الجسم خاصة الأماكن الداكنة فيه، ويكون ذلك باستخدام كريم تفتيح مناسب وتركيبات كيميائية أو طبيعية تتفق وطبيعة البشرة.
- العناية بالشعر: وهو الأكثر أهمية بالنسبة للفتيات؛ إذ إنه مفتاح جمالها، وباب الإعجاب بها، وتحرص العرائس على اقتناء مستحضرات التجميل التي تمنع تساقط الشعر وتقصفه، وتجعله أكثر انسيابية، وتختار الفتيات قصة الشعر المناسبة لهن، والتي تتفق مع شكل وجوههن، فإن كان الوجه دائريا كانت قصة الشعر مختلفة عن ذات الوجه الطويل.
- وتقتني الفتيات قبيل زواجهن مجموعة من المكياجات ومستحضرات التجميل، التي تحافظ بها على حسنهن وجمالهن وأناقتهن، بدءا من مقلم الأظافر حتى أجهزة العناية بالجسم والأطراف.
- وتتعدد التجهيزات الأخرى بين الأجهزة المنزلية والمجوهرات وملابس الخروج والملابس الخاصة، وغيرها من التجهيزات الأخرى، إضافة لتجهيزات الغرف المختلفة والمطبخ والسفرة وغيرهم.
- التجهيزات المنزلية: وتتعدد التجهيزات المنزلية الأساسية، والتي تأتي على رأسها الشراشف وأكسسوارات الكروشيه والمفارش والبياضات وغيرها من التجهيزات المنزلية التي تعتمد على الذوق العام وتضفى مظهرا جماليا للمنزل الجديد.
- الملابس والأحذية: وهذه تنقسم إلى شقين الأول للخروج، وهي التي تُظهر العروس بإطلالات مميزة، وتختلف الألبسة الخارجية بطبيعة الخلفية الثقافية والدينية لكل فتاة، والشق الثاني يكون للمكوث في المنزل، واختيار الملابس تخضع في المقام الأول للمستوى الاقتصادي للعروس.
- المجوهرات: ومع ارتفاع الأسعار العالمية للذهب، وارتفاع أسعار الأوقيات، اتجهت الأعراس إلى اقتناء القليل من الذهب والمجوهرات، واستكمال ما ترغب فيه من نوعيات أقل تكلفة كالذهب الصيني أو الفضة.
- الأجهزة الكهربائية: وهي عمدة جهاز العروسة، وفيه تكون جل المصروفات، ومع الأزمة المالية العالمية وارتفاع أسعار معظم السلع في كل بلدان العالم العربي، صارت أزمة تؤرق كل المقبلات على الزواج، إذا كانوا من المتواجدات في بلدان تجعل جهاز العروسة على العروسة الممهورة، وقد توقف زيجات كثيرة إذا كانت في البلدان الذي يتكفل العريس بها نظرا لارتفاع بقية التكاليف الخاصة ببناء منزل الزوجية وتكاليف الفرح والمهر.
اختيار جهاز العروسة بأقل تكلفة
تصر الفتيات وأهلهم على الحفاظ على تجهي العروسة من الإبرة للصاروخ رغم التكاليف المادية التي ترهق الأسر، باعتبارها مصدر فخر للأسرة، ويرفع من قدر الفتاة في عيون زوجها وأهله، وهنا تبرز أهمية الاقتصاد في النفقة على جهاز العروسة، ولبعض البلدان العربية تجارب في قصر التجهيزات على الضروريات فقط دون أن يُزاد فيه تكاليف إضافية.
ولبعض الدول العربية مبادرات نُفذت علة نطاق واسع في السعودية ومصر والإمارات بتخفيض أعباء الزواج، خاصة تلك التي تتعلق بحفلات الزفاف والبذخ الذي يصاحبها؛ حتى تبدأ الحياة الزوجية من دون منغصات، وتقليل النفقات الزيجات، والبعد عن مظاهر الإسراف، إضافة لتقليل التجهيزات مثل الشبكة والمهر.
وهذه قائمة من الوسائل المقترحة لاستمرار مسيرة الزواج، والتي تضمن البعد عن المسالك غير الشرعية للزواج كالزواج العرفي والمؤقت، والتي اشتهرت في المجتمعات الشرقية باسم الماذر سينجل:
حصر اختيار الزوج والزوجة على أصحاب الدين والخلق، وجعل الكفاءة محصورة في الكفاءة التربوية وإن اختلفت المستويات المادية بين الأسرتين، وإدراك أن صاحب وصاحبة الدين هما الأفضل في الاختيارات.
عدم المغالاة في المهور خاصة أن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل الخيرية والبركة في الأقل مهورا، بل وجعل رفض أصحاب الخلق والدين فتنة في الأرض وفساد كبير.
الوعي بأن الزواج ليس صفقة تجارية، لكنها علاقة مقدسة تربط الزوج بزوجته لتكوين أسرة مترابطة متراصة، تمثل لبنة في جدار المجتمع، وبالتالي فإن التخفيف من أعباء الزواج أولوية لضمان استمرار الزواج الشرعي.
اكتفِ بشراء شبكة بسيطة، تمتاز بشكلها المتميز وقيمتها المرتفعة وسعرها البسيط، وازدادت الدعوات في دول كثيرة للاكتفاء بشبكة بسيطة كخاتم أو دبلة، وحث رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماس شبكة ولو خاتما من حديد.
إلغاء التكاليف الباهظة في حفلات الزفاف، والاكتفاء بعقد القران، مع حفل بسيط يجمع العائلتين، وتوفير نفقات الحفلات في استكمال الحاجيات اللازمة لبناء عش الزوجية.
التخلي عن الكماليات، واستبدال محتوياته الباهظة بشراء الضروريات والأساسيات، وتأتي على رأس الكماليات النيش ومحتوياته، التي يتمسك العروسان به على الرغم من قلة استخدام محتوياته.
البعد عن العادات والتقاليد، التي تفرض تكاليف إضافية على العروسان، إذ يشترط البعض إقامة حفلات الزفاف في أماكن بعينها، وقضاء شهر العسل في أماكن ومتنزهات باهظة التكاليف.
إدراك الاختلافات والفروق البينية بين البشر، وأن ما يستطيعه شخص قد لا يستطيعه آخر، وإلغاء التقليد الأعمى في تجهيزات العرائس، والاكتفاء في تجهيز كل عروسة بما تستطيعه ويستطيعه أهلها.
الاتجاه لإقامة الأعراس المجمعة، التي تجعل تكاليف الفرح الواحد على حساب أكثر من عريس وعروسة، فتقل التكلفة على الأفراد، وفي بعض المجتمعات تشارك الجمعيات الخيرية في تكاليف الأعراس المجمعة.
مبادرات محاربة غلاء المهور
المهور تأخذ اهتماما كبيرا في تأخير الزواج، وتعد المهور العامل الأبرز في تيسير الزواج أو جعله صعبا، ولهذا كثرت المبادرات التي تدعو لمحاربة الغلاء فيها، وبالتالي تقل تجهيزات العرس التي تعتمد في معظمها على المهور. وتضمنت بعض المبادرات أن تكون المهور معنوية بعيدا عن العينية والمغالاة فيها، فبعضهم يرى أن يكتفوا بالمهر القرآني بأن يكون الزوج حافظا للقرآن أو بعض سور منه، واشترطت بعض الأماكن في اليمن أن يجمع العريس مليون لايك على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك مهرا للعروس.