كيف تدرب دماغك على التفكير في أفكار سعيدة؟

هل تعلم أنَّ دماغكَ يُمكن أن يُنتِج أفكاراً سعيدةً وأخرى تعيسة، وذلك بغضِّ النظر عمَّا تمرُّ به؛ فعلى سبيل المثال: أنت قادرٌ على التفكير بسعادةٍ أحياناً، رغمَ تفشِّي وباء فيروس كورونا على مُستوى العالم. إذا كانت السعادة هي ما تبحثُ عنه، فاعلم أنَّه يمكنك برمجة عقليَّتك لجعل نفسك سعيداً من خلالِ تدريب دماغك على ذلك. إليك كيف يمكنك غرسِ الأفكار السعيدة في دماغك.

Share your love

نحنُ نعتقد أنَّ جيناتنا تجعلُ منَّا الأشخاصَ الذين نحن عليهم؛ ولكن مع ذلك، ليست هذه كلَّ الحكاية، فكثيراً ما تنشغل جداً في الوضع الراهن وتنسى أنَّك تملكُ القُدرة لتُصبح الشخصَ الذي تريد أن تكون عليه.

إذا كانت السعادة هي ما تبحثُ عنه، فاعلم أنَّه يمكنك برمجة عقليَّتك لجعل نفسك سعيداً من خلالِ تدريب دماغك على ذلك.

دعونا نواجه الأمر، من منَّا لا يبحثُ عن السعادة؟

إليك كيف يمكنك غرسِ الأفكار السعيدة في دماغك:

1. أنتَ تختارُ كيف تكون سعيداً:

وذلك حسبَ نوع الأفكار التي تفكِّرُ فيها، حيث تجعلك الأفكار الإيجابية سعيداً؛ بينما تجعلك الأفكار السلبية تعيساً بالتأكيد، فإليكَ بعضَ الأمثلةِ على ذلك:

  • “أنا سمين جداً”: هذه فكرة سلبيةٌ تُشعِرك بالعجز.
  • “لن أحقق هذا أبداً”: فكرةٌ سلبيةٌ أخرى.
  • “أحبُّ قضاء الوقت مع زوجتي”: فكرةٌ إيجابية تجلبُ لك مشاعرَ جيدة.
  • “فلنذهب في إجازةٍ، عزيزتي”: هذه هي الإثارة، حيثُ تكمنُ السعادة هنا.

إذاً كيف يمكنك إنتاج أفكارٍ أكثرَ إيجابيةً تجعل منك شخصاً أكثرَ سعادةً؟

2. يمكنك تدريبُ دماغك على التفكيرِ بأفكار سعيدة:

ستصبحُ أكثرَ سعادةً من خلال تدريب دماغك على التفكير بإيجابيةٍ أكثر، وإليك مثالاً على ذلك:

هل لاحظتَ كيف يشعرُ بعضُ الناس بالسوءِ حيال أنفسهم عندما ينتقدهم شخصٌ ما، بينما يبدو أنَّ آخرين لا يهتمُّون على الإطلاق؟

ما لا يعرفه معظمنا هو أنَّ ردود أفعالنا تجاه النقد تتعلَّقُ عادةً بطريقةِ تفكيرنا، حيثُ يتعاملُ بعض الناس مع النقدِ على أساسٍ شخصيٍّ ويشعرون بالتعاسة، وقد يكون بعضُهم الآخر غير مُبالين ويحافظون على سعادتهم.

يَصُحُّ هذا في كلِّ شيءٍ، وليس في حالةِ النقد فقط، مثل: طريقة تلقِّيكَ للمُجاملات، وطريقة تفاعلِكَ مع السائقين السيئين، والطريقةِ التي تتصرَّف بها عندما تشعر بأنَّك تتعرَّضُ إلى التهديدِ أو الاستغلال.

يمكنكَ تعزيزُ عادةِ التفكير الإيجابيِّ وتقليل التفكير السلبي، وذلك من خلال الاختيار الفعَّال لأفكار مختلفة؛ ولكن ماذا عن المواقف السلبية فعلاً؟ هل يعني هذا أنَّه علينا إنكار الحقيقة ورؤية العالم من وجهةِ نظرٍ ورديَّة؟ بالتأكيد لا.

3. يمكنك التفكير بإيجابية وواقعية في الوقت نفسه:

يخلطُ بعضُ الناسِ بين “التفكير بإيجابية”، وبينَ رؤيةِ العالم من منظورٍ وردي؛ وهذا ليس ما يدورُ حولهُ هذا المقال.

إليكَ المثالَ الآتي:

أنت تطرحُ فكرةً سلبيةً تجلبُ المشاعرَ السيئة عندما تقول: “أنا لا أتمتع أبداً باللياقة”؛ بينما ستُلاحظُ عندما تقول: “أنا لا أتمتع باللياقة أبداً؛ ولكنَّني سأتدرَّب وأصبح أكثر لياقةً يوماً بعد يوم”، أنَّ ما بدأَ كفكرةٍ سلبية قد تحولَ إلى الإيجابية فعلاً؛ والنتيجة: الاقتراب خطوةً باتجاه السعادة.

كما ترون، فإنَّ كلمةَ “لكن” سحريةٌ حقاً؛ فهي تُحافظُ على واقعيةِ أفكارك، وتقلبُ الأمور لصالحِ سعادتك.

4. يمكنك إضافة “لكن” لتحويل تعاستك ​​إلى سعادة:

إذا كان بإمكانك إضافة كلمةِ “لكن” إلى كلِّ فكرةٍ سلبية لديك، فيمكنك تحويلُ جميع الأفكار السلبيةِ إلى إيجابية؛ ويمكنك نتيجةً لذلك تحويل تعاستك إلى سعادة.

إليكَ عدة أمثلةٍ على ذلك:

  • يُمكنُ لعبارةٍ مثل: “أشعر بأنَّني لن أفقد الوزن أبداً”، أن تصبح: “أشعر أنَّني لن أفقد الوزن أبداً؛ لكنَّني أعلم أنَّ هناك أشخاصاً آخرين كانوا مثلي تماماً وفعلوا ذلك بالفعل”.
  • يُمكنُ لعبارة مثل: “لن أجدَ الحبَّ أبداً”، أن تصبح: “لن أجد الحبَّ أبداً إذا بقيت في المنزل مثلما أنا الآن؛ ولكن إذا بدأتُ الخروج أكثر، فقد يتغيَّرُ حظِّي”.
  • يُمكنُ لعبارةٍ مثل: “لن أتمكّن من دفع هذا الدَّين أبداً”، أن تصبح: “لن أتمكّن من دفع هذا الدَّين أبداً؛ لكنَّني يمكن أن أدفع بعضاً منه إذا بدأت بتوفيرِ مبلغٍ من المال كلَّ شهر”.

هل ترى مدى قوةِ كلمةِ “لكن”؟ إنَّها بمثابةِ امتلاكِ عصا سحريةٍ لنيلِ السعادة.

5. يمكنك الحصول على نتائج أفضل للسعادة كلَّما اعتدتَ أكثر على إضافة كلمة “لكن”:

ستحتاجُ في البداية إلى التدرُّبِ على ذلك، فلن يكونَ إضافةُ كلمةِ “لكن” إلى أفكارك السلبية أمراً فطرياً فور البدء به.

ومع ذلك، كلَّما كرَّرتَ ذلك، سيُنشئُ دماغك مزيداً من المسارات العصبية التي تبني عادةَ التفكير هذهِ تلقائياً في كلِّ مرةٍ تفكر فيها بسلبية.

ستُغيِّر هذه التقنية بنيةَ دماغك حرفياً، وترفع مستوى سعادتك كثيراً؛ فهي طريقةٌ سهلةٌ للحصول على السعادة.

6. يمكنك أن تصبح سعيداً عندما تتوقَّف عن تقديم تأكيدات لا معنى لها:

يحاولُ الكثيرُ من الناس القفز إلى التفكير السعيد من التعاسةِ نفسها مباشرةً؛ لذا بدلاً من التفكير في مثل هذا: “أنا لا أتمتع باللياقة؛ لكنَّني أمارسُ الرياضة الآن، وسأكونُ أكثر لياقةً يوماً بعد يوم”، يفكِّرون في: “أنا أتمتع باللياقة”؛ فهم انتقلوا من “أنا لا أتمتع باللياقة” إلى “أنا أتمتع باللياقة” بشكلٍ غيرِ واقعي.

المشكلة هي أنَّ هذه التأكيدات و”الأفكار السعيدة” عادةً ما تكون أفكاراً تعيسةً في الواقع؛ وعلى العكس، ستجعلُ منك هذه الأفكار شخصاً تعيساً؛ لأنَّك لا تصدِّقها، بل تُحاول إيهامَ نفسكَ بها فقط.

إذا كنت تعتقد أنَّك لا تتمتع باللياقة، فلا يمكنك أن تخدعَ نفسك بالاعتقاد أنَّك كذلك؛ ومع هذا، يمكنك أن تصدق أنَّه يمكنك أن تصبح رشيقاً من خلالِ العملِ على ذلك.

هذا هو السبب في أنَّ تقنيةَ “لكن” تنجحُ نجاحاً رائعاً، تماماً مثل تقنية “ماذا لو”؛ فهي تدعوكَ لتقبُّلِ واقعكَ، لكنَّها تُبيِّنُ لك الطريق أمامك.

حدِّد تفكيرك السلبي الذي يمكن أن يتحول إلى تفكيرٍ إيجابيٍّ مع الاستخدام البسيط لـ تقنية “لكن” التي شرحناها سابقاً؛ واعلم أنَّ اليوم هو الوقتُ المناسب لبدء تدريب عقلك على أن يكون سعيداً، ويتخلَّى عن السلبية.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!