كيف تدير علاقاتك الصعبة مع الآخرين

غالباً ما تقدم لنا الحياة تجارب مفيدة لكي نُطور بها وعينا. فنحن نخوض شتَّى أنواع التَّجارب في حياتنا؛ تجارب سهلة، تجارب صعبة، وتجارب مدمِّرة حتى. فكيف نعرف أيُّها هو التجربة التي نحتاجها؟

Share your love

إجابة هذا السؤال غاية في البساطة: أكثر التجارب فائدةً هي التَّجربة التي تعيشها الآن، في التَّو واللحظة.

قد نمرُّ جميعنا بتجارب تتشكِّل ركائزها من العلاقات التي نبنيها ونؤسسها مع الآخرين، وكما تختلف تلك العلاقات في طبيعتها وتوصيفاتها، تختلف معها التَّجارب والدروس والعبر التي نستخلصها. وتختلف معها أيضاً صعوبة وبناء وإدامة تلك العلاقات. فمنها ما يُبنى ويستمر بسهولة، ومنها ما نواجه الأمرَّين في الإبقاء عليه. وفي حين تكثر التَّسميات التي تطلق على ذلك النَّوع من العلاقات (صعبة، شائكة، معقدة، سامَّة)، إلا أنَّنا جميعاً سنمرُّ بواحدةٍ منها لا محالة. ومهما بلغ سوء نتائجها علينا، إلا أنَّنا سنخرج منها بفائدةٍ واحدة على الأقل؛ ألا وهو درسٌ نتعلمه. درس نستذكره ونحفظه ونعاود استقرائه لإلقاء بصيصٍ من الضوء على ما يحدث في حياتنا الآن.

وبما أنَّه يتحتَّم علينا أن نعلمَ كيف نقوم بإدارة علاقاتنا مع الآخرين، لذا سنُقدّم إليك في هذا المقال، بضع خطواتٍ تقوم بها حين تجد نفسك في خضمِّ علاقة شاقة:

1. احترس من أن تلعب دور الضَّحية:

تتشكَّل الظروف التي تعيشُها اليوم، من الأفكار التي فكرت فيها بالأمس، وعندما تضع ذلك بعين الاعتبار، يستحيل عليك فعلياً أن تقنع نفسك بأنَّك الضَّحية. فالعالم يعرض لك ببساطة صورةً واقعية عن معتقداتك؛ والتي تستطيع تغييرها كي تحصل على نتائج أكثرَ سعادة.

وفي أيِّ وقتٍ تشعر فيه بأنَّ أحد الأشخاص يسيء إليك، يكون ذلك الشَّخص على الأرجح يبعث إليك برسالةٍ ما. مما يوفِّر لك فرصة مثاليةً للبحث عن السَّبب الذي يجعل ذلك الموقف يثير فيك مشاعر الضِّيق تلك.

وإذا تمعنَّا في علاقاتنا مثلاً، سنجد أنَّنا لسنا ضحية أيَّة علاقة فاشلةٍ كُنَّا قد مررنا بها. ليس لأنَّنا نكون قد ساعدنا في خلق بيئةٍ غير صحيِّة لنا وحسب، ولكن لأنَّ مثلَ تلكَ العلاقة تقدم لنا فرصة لاختيار وبناء علاقاتٍ أكثر إيجابية في حياتنا.

إنَّ رفضك بأن تنظر إلى نفسك كضحية، يسمح لك باستعادة قواك والوصول إلى أصل الدروس التي تقدمها لك هذه الحياة.

2. انتبه للرسائل التي يرسلها لك جسدك:

عندما يفشل عقلك في تحديد نوعية المشاعر التي تختبرها في موقفٍ ما، غالباً ما يبرعُ جسدك في تنبيهك إلى أنَّ ذلك الموقف يثير فيك مشاعر سلبية. فعندما تشعر بتشنُّج في معدتك، أو عندما يخفق قلبك بسرعة، فقد حان الوقت لتقوم بما يلي:

  • حدِّد منبع تلك المشاعر بدقة.
  • اِعلم لِمَ يُثِيْر فيك ذلك الموقف مثل تلك المشاعر.
  • ابحث عن طريقة تطرد فيها تلك المشاعر السَّلبية من جسدك وعقلك.

لا يتعلق الأمر دوماً بالتَّخلص من سبب تلك المشاعر، وإنَّما بالقدرة على تحديد ماهيَّة الرسالة التي يُرسلُها إليك.

3. تعرَّف على الأنماط التي قد أنشأتها:

لا تحدث المواقف من تلقاء نفسها، بل هي في الواقع أنماط ساعدت في إنشائها. فلنفترض مثلاً أنَّك تؤمن بأنَّك وحيد، وستظل وحيداً دوماً، بغضِّ النَّظر عن عدد الأصدقاء أو أفراد الأسرة الذين يحيطون بك. ما سيحدث عندئذٍ أنَّك ستجذب نوعين من الناس يُرَسّخُون فيك ذلك الاعتقاد:

  • أناسٌ يتخلّون عنك عندما تكون في أمسِّ الحاجة إليهم.
  • وأناسٌ لا يمتُّون للوفاء بِصِلَة.

ومهما لُمتَ أولئك النَّاس وحمَّلتهم مسؤولية وحدتك تلك، إلا أنَّك إن تمعّنت في الأمر قليلاً، ستجد أنَّهم جزءٌ من تلك التَّجربة التي قد خلقتها لنفسك. لذا عليك أن تُدرك الأنماط التي تُكَوِّنها لنفسك وتعلم ما هي الأفكار والمعتقدات التي تغذي تلك الأنماط.

4. تعلَّم أن تُسامح الآخرين:

إن كنت قادراً على أن تنظر للنَّاس على أنَّهم “لاعبين” رئيسيين في قصَّة حياتك، تصبح المغفرة عندئذٍ أمراً سهلاً للغاية. إذ ستدرك في حينها أنَّهم لم يؤذوك عن عَمَد، بل هم كانوا يسهّلون نموَّ وتطور شخصيتك، ويقدّمون لك دروساً من خلال أفعالهم وردود أفعالهم. أي أنَّهم كانوا يخدمونك، وإن ظننت عكس ذلك.

وإذا نظرت إلى العلاقات التي قد آلمتك بشدَّة، ستدرك كيف أنَّ تلك العلاقات قد ساهمت بتكوين شخصيتك، وقدمت لك فهماً أعمق لنفسك وللطَّريقة التي يسير بها العالم من حولك.

لهذا يجب عليك أن تكون ممتناً لجميع هؤلاء “اللاعبين”، بغض النَّظر عن مدى قسوة الدَّور الذي يلعبونه في قصَّة حياتك.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!