كيف تركز على الجانب المشرق في الحياة عندما تسوء الأمور؟

الحياة هي عبارة عن مدرسة يتعلّم منها الإنسان الكثير من الدروس المهمة التي تجعله وتجنبه من الوقوع في العديد من الأخطاء، وتجاوز الأوقات العصيبة. فيما يلي 4 طرائق يمكنك من خلالها التركيز على الأمور الجيدة في الحياة، خاصةً في الأوقات العصيبة.

Share your love

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المتحدث والمؤلف “بات سوليفان” (Pat Sullivan) والذي يحدثنا فيه عن طرائق التركيز على ما هو جيد في الحياة حتى في أحلك الظروف.

لا تخلو الحياة من المحن والمآسي، ولا أحد سينجو منها؛ لذا يجب علينا التركيز على الأمور الجيدة حتى نمضي قدماً في الحياة.

ستجد فيما يلي 4 طرائق يمكنك من خلالها التركيز على الأمور الجيدة في الحياة، خاصةً في الأوقات العصيبة:

1. الأوقات الصعبة لا تدوم أبداً، لكنَّ الأشخاص المثابرين يستمرون:

الاقتباس أعلاه هو عنوان كتاب متميز للدكتور روبرت شولر (Robert Schuller)؛ والكتاب واضح من عنوانه.

لقد كان عام 2020 عصيباً للغاية، ويمكن للأعوام اللاحقة أن تكون على نفس القدر من الصعوبة؛ وكل ما نأمله أن تفتح لنا اللقاحات والبروتوكولات الصحية المناسبة سبلاً للنجاة في هذه الأوقات العصيبة على العالم أجمع.

سبق أن عايش العالم في القرن العشرين الحربين العالميتين والاضطرابات الاقتصادية المتتالية؛ ولتجاوز هذه الأوقات، كان على البشر أن يكونوا أشداء ومثابرين، وقد كانوا كذلك؛ وقد حان الآن دورنا لإظهار قوتنا الحقيقية.

تتمثل طريقة تجاوز الأوقات العصيبة في استدعاء أفضل ما يمكن للناس فعله؛ فقد قال “ونستون تشرشل” (Winston Churchill) في خطاب للشعب البريطاني خلال أعنف قصف لمدينة لندن في الحرب العالمية الثانية: “لا تستسلموا أبداً” وقد فعل الشعب البريطاني ذلك بالضبط.

يمكن للتصميم والعمل الدؤوب أن يشكل طريقة أخرى لتجاوز الأوقات العصيبة؛ فقد كنا نتطلع لبناء صالة للألعاب الرياضية في مدرسة ثانوية عندما كنت أعمل هناك، حيث قمنا بصياغة بيان يوضح سبب حاجتنا إلى صالة رياضية وقدمناه للأشخاص المعنيين في مجتمعنا المحلي للمداولة. جاءت نتيجة التصويت حاسمة 16-0، فلم يقبل أحد أن نحاول بناء صالة رياضية في مثل تلك الظروف الاقتصادية السيئة؛ لكنَّ تصميم وإصرار رجل واحد جعل ذلك ممكناً.

تعد كل من الصلاة، والتفاؤل، وتحفيز الناس على فعل أفضل ما لديهم، والتصميم، والعمل الدؤوب بعضاً من السبل التي تمكِّننا من تجاوز الأوقات العصيبة.

شاهد بالفديو: 19 نصيحة للعثور على السعادة في الأوقات العصيبة

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/qNTkF2CDylU?rel=0&hd=0″]

2. التفكير بإيجابية:

“فكِّر بإيجابية دوماً”، يشجع هذا المبدأ الإيرلندي الناس على البقاء إيجابيين؛ حيث يمكننا أن نجد الخير خلال الأوقات الصعبة من خلال تغيير طريقة تفكيرنا.

كتب الكاتب الأميركي ديل كارنيجي (Dale Carnegie) ذات مرة: “ليس ما تمتلكه، أو من أنت أو مكانك الحالي أو ما تفعله هو ما يجعلك سعيداً؛ بل ما تفكر فيه”.

لقد أعجبت بمدرب كرة السلة الذي كان لديه وجهات نظر مثيرة للاهتمام؛ فقد سأل الحكمَ ذات مرة إذا كان يستطيع تسجيل خطأ في المباراة بسبب ما يفكر فيه أحدهم؛ فكانت الإجابة: بالطبع لا؛ فما كان من المدرب إلا أن أجاب: “أعتقد أنَّ رائحتك كريهة!”.

لقد أكد الموسيقي الأميركي ويلي نيلسون (Willie Nelson) في إحدى أغانيه أيضاً على توخي الحذر من التفكير السلبي. وبإعادة صياغة كلماته، يمكننا جعل العبارة كما يأتي: “فكر في الأوقات الجيدة لأنَّ الأوقات السيئة تُثقِل ذهنك بالتفكير”.

كان طلابنا في جامعة سانت فرانسيس (University of St. Francis) يذهبون سنوياً إلى بوليفيا لمساعدة الناس في بناء المنازل وإصلاحها؛ وعندما سألتهم عما تعلَّموه من تلك الرحلات، قالوا أنَّه لا يمكن تخيل الفقر الذي يعيشه هؤلاء الناس ولا يمكن تصديق الموقف الإيجابي الذي يتحلون به، فقد كان لطفهم وروح الدعابة والرحمة التي يمتلكونها أمراً يكاد لا يصدق. فبطريقة ما، ظلوا يفكرون بصورة إيجابية على الرغم من ظروفهم المعيشية القاسية.

يمكنك التركيز على الأمور الجيدة في الحياة عندما تكون عازماً على “التفكير بإيجابية” مهما ساءت الظروف.

3. عيش اللحظة الراهنة:

نحن نركز على الأمور الجيدة عندما نكون سعداء فقط؛ فقد كتب المؤلف روي بينيت (Roy T. Bennett): “إذا أردت أن تكون سعيداً، فلا تعش في الماضي، ولا تقلق بشأن المستقبل، بل ركز على عيش الحاضر بصورة كاملة”.

يوجد نوعان من العواطف التي يمكن أن تحرمنا سعادتنا هما الشعور بالذنب والقلق؛ وقد أطلق عليهما اختصاصي علم النفس جيفري نيفيد (Jeffrey Nevid) “العواطف عديمة الفائدة”.

يتعلق الشعور بالذنب بالماضي؛ حيث يمكننا اختيار أن نحمل الشعور بالذنب تجاه شيء ما فعلناه في الماضي، وهذا حق مشروع لنا؛ لكن علينا أن ندرك أنَّنا لا نستطيع تغييره مهما حصل. فقد انتهى هذا الحدث وذهب إلى غير رجعة، وكل ما يمكننا فعله هو التعلم منه، ثم المضي قدماً في حياتنا. قد يكون التعلم من الماضي مهمة سهلة؛ لكنَّ المضي قدماً هو الشيء الواقعي الوحيد الذي يجب القيام به، ومن المُسلَّم به أنَّه الجزء الصعب من المهمة.

كان لدى مارك توين (Mark Twain) نظرة ثاقبة حول “القلق” (وهو الرديف المستقبلي للشعور بالذنب)، عندما كتب: “لقد تخيلت حدوث بعض الأشياء الفظيعة في حياتي، وبعضها قد حدث فعلياً”.

ففي كثير من الأحيان، نشعر بالقلق بشأن الأشياء التي قد لا تحدث أبداً. فإذا كان الشعور بالذنب والقلق مرتبطين بماضينا ومستقبلنا وإذا كانا “عواطف عديمة الفائدة”، فإنَّ البديل الوحيد هو عيش الحاضر، الحاضر فقط.

في أول 25 عاماً لي في تدريب كرة السلة في جامعة سانت فرانسيس، لم يكن لدينا باص يقلُّنا إلى المباريات؛ واضطررنا نحن المدربين أن نذهب بالحافلات. كان هناك 21 فريقاً من إلينوي و6 منها فقط شاركت في التصفيات؛ وقد أتيحت لنا الفرصة أخيراً لأن نكون أحد هذه الفرق الستة لكن كان علينا الفوز بمباراة أخرى. كان الفريق الذي سنباريه يبعد مسير حوالي 5 ساعات بالحافلة؛ وفي المبارة، كنا متأخرين بـ 12 نقطة قبل 4 دقائق من نهاية المباراة؛ كافحنا لإحراز رميتين حرتين، ومع بقاء ثانيتين فقط على النهاية كنا نتقدم بنقطة واحدة.

وضعوا الكرة على خط الرمية الحرة، على بعد حوالي 79 قدماً من السلة؛ وألقى لاعبهم كرة مذهلة دخلت مباشرة في السلة وأخرجتنا من التصفيات! كان بإمكاني التشبث بهذه النهاية المريرة والعيش في الماضي أو العيش في الوقت الحاضر وإعادة لاعبينا إلى الحرم الجامعي بأمان؛ ولحسن الحظ، وصلنا إلى المنزل.

يمكننا التركيز على الأمور الجيدة من خلال جعل أنفسنا سعداء؛ وقد تأكد الكثير من الناس من قدرتنا على إسعاد أنفسنا. وهذا ما قاله أرسطو ببساطة: ” تعتمد السعادة علينا”.

وقد امتلكت الممثلة أوبري هيبورن (Aubrey Hepburn) هذه الرؤية أيضاً بقولها: “أهم شيء على الإطلاق هو الاستمتاع بحياتك؛ فأن تكون سعيداً هو كل ما يهم”.

من ناحية أخرى، نظر المهاتما غاندي (Mahatma Gandhi) إلى الأمر بطريقة مختلفة، إذ قال: “تتحقق السعادة عندما يكون ما تفكر فيه وما تقوله وما تفعله في انسجام تام”.

فعندما ننشد أن نوصل أنفسنا إلى حالة من السعادة من خلال عيش الحاضر، يمكننا التركيز على الأمور الجيدة في الحياة.

4. مساعدة الآخرين:

كتب مارك توين (Mark Twain) ذات مرة: “إنَّ أفضل طريقة لإسعاد نفسك هي محاولة إسعاد شخص آخر”.

كان أحد زملائي في المدرسة الثانوية يحاول باستمرار إسعاد أصدقائنا عندما يمرون بأوقات عصيبة. فقد كنت أسمع عن شخص ما يعاني محنة وأقول في نفسي أنَّني يجب أن أقف إلى جانبه؛ لكنَّ زميلي “بات” كان يسبقني دوماً ليكون أول الحاضرين. لقد ركَّز باستمرار على الأمور الجيدة التي يمكن أن يفعلها للآخرين، خاصة في أوقاتهم الصعبة.

اعتاد جو مادن (Joe Madden) المدير السابق لفريق شيكاغو كابس (Chicago Cubs) أن يقول للاعبيه: “لا تدعوا التوتر يفوق المتعة”. وقد انعكس ذلك القول إيجاباً على الروح المعنوية للاعبيه.

كان أحد أحفادي يلعب في مباراة محلية على الجانب الشمالي من شيكاغو في أحد الملاعب المتواضعة، وكانت هناك لعبة أخرى تُقام في الملعب المجاور. عندما نظرت إلى الملعب الآخر، كانت اللعبة قد توقفت وجميع اللاعبين والمشجعين قد أحاطوا بشخص ما.

لقد كان هذا الشخص هو بن زوبريست (Ben Zobrist) الذي يعيش بالقرب من الحديقة حيث كان الأطفال يلعبون؛ وقد كان اللاعب الأكثر قيمة في بطولة العالم للسنة الماضية. لذلك، كان يتعرض للكثير من الضغوطات ليقدم أداءً عالياً في الأعوام التالية، لكنَّه لم يدع التوتر يتفوق على المتعة.

غالباً ما كان زوبريست يركب دراجته إلى المباريات في زيه العسكري؛ وقد كان لدى هؤلاء الشباب لعبة في ذلك اليوم؛ ومع ذلك، أتى إلى الحديقة حيث كنا قبل خوض لعبته التالية في اليوم نفسه.

كان اللاعبون الشباب والكبار متحمسين لرؤية أفضل لاعب في بطولة العالم لعام 2016. حيث مكث في الحديقة حتى يوقِّع لكل شخص في كلا الملعبين! لقد كان عملاً من أعمال اللطف العشوائي جعل الأطفال والشباب يشعرون بمتعة كبيرة. لقد ركز زوبريست على القيام بأمور جيدة رغم الضغوطات التي كان على وشك مواجهتها في لعبته.

يمتلك العديد من النقاد رؤى ثاقبة حول العديد من جوانب مساعدة الآخرين؛ فقد قالت الكاتبة كاثرين بولسيفر (Catherine Pulsifer): “يقدر الناس المساعدة ولا ينسونها أبداً، خاصة عندما تكون الأوقات صعبة”.

وبالمثل، كتب مارتن لوثر كينج (Martin Luther King): “في مرحلة ما من مراحل حياتنا، يجب أن ندرك أنَّه لا يوجد ما هو أعظم من القيام بشيء ما للآخرين”.

كما تحدث تشارلز ديكنز (Charles Dickens) عن نوعَي الأشخاص الذين يمدون يد المساعدة للآخرين، إذ قال: “يوجد نوعان من المُحسنين: يشمل الأول الأشخاص الذين لا يفعلون شيئاً يُذكر ويحدثون ضجة كبيرة؛ والآخرون هم الأشخاص الذين يفعلون الكثير ولا يُحدثون أي ضجة على الإطلاق “.

وأخيراً، كتب جيم رون (Jim Rohn) عن العلاقة بين العطاء والحصول على المقابل بقوله: “فقط من خلال العطاء، يمكنك الحصول على أكثر مما لديك بالفعل”.

حيث تمكِّنك مساعدة الآخرين، خاصةً في الأوقات الصعبة، من التركيز على الأمور الجيدة في الحياة.

أفكار أخيرة:

يمكننا التركيز على الأمور الجيدة في الحياة في الأوقات الصعبة من خلال أربع طرائق هي:

  • المثابرة وعدم خشية الأوقات الصعبة.
  • التفكير الإيجابي.
  • عيش الحاضر.
  • مساعدة الآخرين.

تذكر أنَّ الأوقات الصعبة أمر لا مفر منه، لكنَّها ستنتهي حتماً؛ والمفتاح لتخطيها هو التركيز على الأمور الجيدة مهما ساءت الظروف.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!