تنمية المجتمع وتطويره ليست مهمة الحكومات وحدها، بل يُمكن القول أن الجزء الأكبر يقع على عاتق الأفراد وليس الحكومات، فالفرد هو الخلية الأولى للمجتمع والمكون الأساسي له، لذلك لن تستقيم أي دولة مهما فعلت حكومتها دون أن يستقيم أفرادها ويبذلوا مزيداً من الوقت والجهد لصالح وطنهم، قد تعتقد أن شخص واحد لا يُمكنه إحداث أي تغيير في العالم فماذا بإمكانه أن يفعل في مواجهة كل هذا الفساد، لكن صدقني يكفي أن يقوم كل منا بدوره بمنتهي الصدق والإخلاص حتى نجد وطننا في مصاف الدول الكبرى، في هذا المقال سنقدم لك بعض الخطوات البسيطة كي تُساهم في تقدم وطنك وتنمية مجتمعك.
خطوات تحسين وطنك ومجتمعك :
تطوع في فصول محو الأمية
العلم هو أساس تقدم أي دولة في العالم، فكيف يُمكن أن يرتقي المجتمع إن كان اغلبه لا يعرف القراءة والكتابة، لذلك أكبر خدمة يُمكن أن تُقدمها لوطنك هو تطوعك للتدريس بفصول محو الأمية، لا أحد يطلب منك أن تكرس حياتك وتترك عملك لأجل العمل بها، فقط استقطع من وقت فراغك عدة ساعات أسبوعياً وقم بنشر الفكرة بين أصدقائك، ربما لا تشعر بنتيجة هذا الأمر مباشرة لكن تأكد أنه من أكبر الخدمات التي يُمكن أن تُقدمها لوطنك.
اشترك في بعض الأعمال التطوعية
لن تتخيل حجم الصنيع الذي تٌقدمه لبلدك بتطوعك في أحد المنظمات الخيرية باختلاف أنواعها، سواء لمساعدة المحتاجين أو تنظيف الشوارع أو تأهيل المحتاجين لسوق العمل ..إلخ، كل واحدة من هؤلاء تساهم بشكل أو بأخر في تطوير المجتمع، هذه الطريقة لن تُساعد في تنميته فقط بل في نشر هذه القيم بين أفراده حتى تصبح مع الوقت جزء من طبيعتهم، حتى لو اقتصرت في البداية على المنطقة التي تعيش بها.
لا تتخلى عن حقوقك السياسية
ينظر البعض للانتخابات واستفتاءات القوانين وما إلى ذلك من أحداث على أنها مضيعة للوقت لا أكثر وأنها لا تُغير أو تؤثر على المجتمع، لكن صدقني تحتاج مجتمعاتنا الآن أكثر من أي وقت مضى إلى آراء المثقفين والدارسين، لا تضيع حقك وتترك أي شخص آخر يقرر عنك ثم تشتكي من جحافة وسطحية القوانين.
ساعد غيرك
المساعدة لا تعني الاشتراك في الأعمال والجمعيات الخيرية فقط، فتوقفك للأخذ بيد أحد العجزة في الطريق مساعدة! كذلك إزالتك لحجر في الطريق أو توقفك لأحد المارة أثناء القيادة، كل هذه الأشياء رغم بساطتها لكنها أخلاقيات يجب أن يتحلى بها كافة أفراد المجتمع.
ادعم اقتصاد وطنك
هناك ثقافة سادة خاصة في البلدان النامية “أن المستورد ثمنه فيه!” بالتالي يندفع الغالبية العظمى لشراء المنتجات المستوردة رغم غلو ثمنها مُتجاهلين إنتاج المصانع الوطنية تماماً، بالتالي تنغلق هذه المصانع لعدم قدرتها على المنافسة وتتشرد العمالة فترتفع نسبة البطالة! تأكد أن كل شخص بإمكانه إحداث تغيير لو أراد، فقط ابدأ بنفسك.
قم بتوفير الطاقة قدر الإمكان
هل تعلم أن مجرد ترك القابس موصل بالكهرباء أثناء عدم استخدام الأجهزة كفيل بتكلفة الدولة ملايين الدولارات كل عام! عدم استخدام الجهاز لا يعني أن القابس لا يسحب تيار كهربي، تخيل حجم الطاقة المهدرة إذا كان هذا سلوك جماعي! قم باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتوفير أقصى قدر ممكن من الطاقة وتأكد أنك المستفيد الأول من هذا الأمر سواء على المدى القريب أو البعيد.
ابحث عن أكثر القضايا التي تشغل مجتمعك
سواء كانت قضايا أخلاقية أو اجتماعية أو دينية، كل مجتمع يُعاني من بعض الظواهر التي باتت قنابل موقوتة كالتحرش والتسول والتفرقة العنصرية والطائفية ..إلخ، كل هذه المشاكل قادرة على القضاء على المجتمع تماماً إذا لم توضع لها حلول نهائية، ولا تتوقع أن تقضي عليها بعض القوانين الوضعية دون أن تتغير المفاهيم المجتمعية نفسها، لذلك إبحث عن أهم هذه المشاكل وضع قائمة بها.
ابحث عن حلول لهذه المشاكل
لا تفكر بمفردك، بل اجلس مع بعض أصدقائك أو زملائك وجيرانك ممن يهتمون بهذه القضايا واطلب من كل منهم أن يطرح حلاً للمشكلة حتى لو لم يكن موضوعياً، هذه الطريقة تُسمى العصف الذهني عندما يقوم كل منكم بطرح كافة الأفكار التي تدور في ذهنه ثم تقومون بتنقيحها ودمجها سوياً بالتأكيد ستجد الحل المناسب لهذه القضايا.
لا تضع أهدافاً بعيدة أو كبيرة
لا تبدأ بتطبيق الفكرة أو الحل على مستوى بلدك بالكامل! لن تستطيع فعل هذا بالتأكيد وستُصاب بإحباط كبير، ابدأ فقط بحيك أو حتى الشارع الذي تقطن فيه، ثم انتقل لأخر وهكذا حتى تُطبق الحلول على المدينة بأكملها ثم ابدأ في تطبيقها على مدينة أخرى وهكذا، عندما ترى نجاح سريع ستتحفز أكثر وستجد الكثير من المتطوعين الراغبين في العمل معك وهكذا ستتمكن من توسيع نطاق عملك وربما تُنشئ جمعية خاصة لمتابعة العمل على هذه المشكلة وحلها!
أخيراً، كونك مواطن صالح لا يعني أن تُصبح ناشط حقوقي أو مناضل في أحد الأحزاب السياسية، كل ما عليك هو تغيير سلوكك اليومي للأفضل وتوقف عن سب ولعن الوطن، فما الوطن إلا انعكاس لأفراده، ولا تتخيل أن تستطيع أي حكومة في العالم إحداث أي تغيير طالما عملت وحدها دون مساندة أفراد الشعب، لذلك ببساطة كن أنت التغيير الذي تود رؤيته في مجتمعك، وساعد على نشر هذه الأخلاق إذا كنت ترغب في رفع علم وطنك خفاقاً بين بلدان العالم أجمع.