قد يجد بعض الأبناء عملية إقناع الوالدين في حد ذاتها عملية صعبة. وذلك لأسباب عدة، مثل فرق السن، وفرق طرق التفكير، وفارق طرق التربية التي تربى بها الأب. فارق المجتمع المتطور بين الأب والابن، وفارق التكنولوجيا. كلها فوارق تجعل هناك هوة بين تفكير الآباء وتفكير الأبناء. لدرجة أنه يحدث خلاف كبير بين الاثنين عندما يطلب الأبناء أي شيء من الأب. مثل جهاز كومبيوتر أو أن يطلب الابن نقود. فيعطيه الأب نقود تناسب زمن الأب التي هي قليلة في المقارنة مع الوقت الحالي. وهذا أيضًا يؤدي إلى بناء سور من العداء بين الأبناء والآباء. لأن الابن يعتقد أن أبيه لا يشعر باحتياجه. والأب يشعر أن الابن مرفه ولا يشعر بتعبه.
كيف أقنع أبي بما أريد؟
هذا السؤال يدور في ذهن كل ابن على كوكب الأرض. خصوصًا أن الطبقة المجتمعية المتوسطة هي الطبقة السائدة. لذلك ليس معظم الآباء قادرين على تلبية كل طلبات الأبناء. فتتحول الطلبة إلى مفاضلة وعملية إقناع من الابن للأب حتى يقتنع الأب أن يدفع نقود في هذا الشيء الذي يريد أن يمتلكه الابن. أو أن يسمح الأب للابن أن يذهب للعب وقت الدراسة. أو من ناحية أخرى وخصوصًا بالنسبة للمجتمع العربي، فالفتيات لهم أيضًا طلبات قد لا تأتي بسهولة وتحتاج إلى إقناع الوالدين. لذلك يظل هذا السؤال يؤرق الفتيان والفتيات وخصوصًا لو كان لهم منافسين آخرين كأخوة لهم، ولهم أيضًا مطالب.
إقناع الأب العنيد
إقناع الوالدين وخصوصًا الأب العنيد مهمة صعبة جدًا وتحتاج إلى ذكاء كبير من الأبناء. فالأب العنيد غالبًا يتعامل مع أبنائه بحب ولكن في نفس الوقت بكبرياء. وهذا النوع من الآباء لا يسمح أبدًا بأن يشعر مع أبنائه أنهم يستغلونه. لذلك أهم الطرق التي يجب على الابن التعامل مع الأب العنيد من خلالها هي:
أسلوب الكلام
يعتمد إقناع الوالدين على أسلوب كلام الابن. فلو كان الابن يطلب طلبه بصيغة الأمر أو بصيغة همجية، أو بصيغة وقتية أي أنه يريد الشيء في التو واللحظة. إذًا هذا الأسلوب سيقابل بعناد وخصوصًا مع الأب العنيد. لأنه سيعتقد أن هذا الابن هو شخص متهور ولا يعرف مصلحته. لأنه يطلب الشيء بطريقة متهورة وسريعة. ولكن لو كان الطلب بصيغة هادئة من البداية. فهذا سيلفت نظر الأب والأم. ولو لم يستجيبا لهذا الطلب بهذا الأسلوب فلتنتقل للخطوة التالية.
الإصرار على الطلب
يجب أن يطلب الابن من والديه الطلب أكثر من مرة. وبطريقة لائقة وليست طريقة الأمر. حتى يشعر الأب والأم بالذنب ناحية هذا الطلب. بعكس لو تكرر الطلب ولكن بطريقة وأسلوب غير سياسي. فحينها سيشعران أن هذا الابن يستغلهم ولا يعرف ما يعانيانه من أجله، ومن ثم سيتعاملون مع طلباته على أنها طفولية. ولن ينفذوا له أي شيء بسبب أنه لم يكن حكيم من البدء في كسب ثقتهم.
طلب بصيغة الاحتياج
حتى تحترف طريقة إقناع الوالدين. فيجب أن تتعامل على وتر الاحتياج. فالأب والأم لن يحتملوا أن يروا ابنهم أو ابنتهم يحتاجون إلى شيء ومن ثم يمرون على الأمر مرور الكرام. ولذلك لو كان طلبك ماديًا أو نقود، فيجب أن تقول لهم أنا أحتاج النقود من أجل هذا الشيء المهم لي. لو كان طلبًا شخصيًا، فقل لهم أنا أحتاجكم معي في هذا الموقف. لو كان طلب موافقة على شيء، فقل لهم أنك تحتاج إلى موفقتهم. دائمًا قل أمامهم أنك تحتاج. وهم لن يقاوموا كثيرًا.
استخدم الأم
في حالة الأب العنيد. فأفضل وسيلة ضغط على هذا الأب هي زوجته. لذلك لو كان الأب غير موافق اذهب فورًا إلى أمك واكسب تعاطفها. وهذا يحدث بسهولة عن طريق النقاش معها. وتوضيح كم أنك تحتاج لهذا الشيء الذي يرفضه الوالد. ولاحظ أيضًا لغتك مع أمك حيث يجب أن تكون في وضع المظلوم وليس الظالم. حتى تقف هي معك وتحاول أن تضغط على زوجها من أجل تنفيذ طلبك. ولا تستعجلها كثيرًا حتى لا تشعر بأنك متهور. بل كن صبورًا معها. وقدر أنها تفكر فيك لكنها تريد الوقت المناسب حتى تتكلم هي مع الأب العنيد في أمرك.
انتظر الوقت المناسب للحديث
حتى تمتلك حجة قوية في إقناع الوالدين، يجب أن تستغل مزاجهم الحسن. لأنك لو كنت فعلًا تحتاج إلى شيء ما مهم، وأبيك في حالة مزاجية ليست بالجيدة. ستصل في الأخير إلى عدم التعاطف أبدًا مع رغبتك ولن يهتم بك. لأنه في الأساس عاطفيًا غير مهيأ لأن يعطي أو يقدم أي نوع من العطايا. لذلك انتظر الوقت الذي تجد فيه أبيك أو أمك في مزاج جيد. ثم تكلم معه فيما تريد في صيغة أنك تريد أن تأخذ رأيه في شيء. هذه الطريقة ستجعله يستمع إليك ويقدر كلامك لأنك لا تفرض عليه مطلبك. بل تناقشه فيه. مما سيجعل الأمر أسهل عليه في الاقتناع.
كيفية إقناع الوالدين بالزواج
الآباء عمومًا يكون لديهم تحفظات كثيرة على زواج أبنائهم. ويزداد هذا الأمر في المجتمع العربي. ويختلف أيضًا من أسرة لأخرى. ومن الشاب إلى الشابة. فزواج الشاب بالنسبة للأب ذو الحال المتوسط هو عبء كبير على كاهل الأب. لأن الشاب يحتاج إلى مكان يعيش فيه، ومن ثم يحتاج إلى أساسيات يبدأ بها حياته. وفي ظل ارتفاع الأسعار العالمية لكل السلع تقريبًا فالأمر أصبح صعب جدًا. ومن ناحية الفتاة. أن تذهب فتاة وتطلب من أبيها أن يجلس مع شاب هي تعرفه لأجل أن يطلب يدها للزواج هو أمر مريب. يعتقد الأب أن ابنته كانت على علاقة مع هذا الشخص دون أن يعرف مما يجعله يشعر بالخوف على ابنته. لذلك عملية إقناع الوالدين بالزواج أمرًا ليس بالسهل ولكن له فنيات.
اعرض الأمر ولا تفرضه
في موضوع الزواج يجب أن تعرض الأمر على الوالدين. حتى يشعرون نفسيًا أن لهم يد وقدرة في الاختيار معك. هي في الحقيقة خدعة نفسية. حيث أنك من داخلك ستكون قررت من هي التي تريد أن تتزوجها. ولكن في المقابل هم يريدون أن يشعروا أنهم أحسنوا التربية. وأن مشروع الزواج الذي أنت مزعم إياه سيضمن لهم الفرح والاستقرار مثلك. خصوصًا بالنسبة للأم.
كيفية إقناع الأب بالعريس
أما في حالة الفتيات فيجب على الفتاة أن تفاتح أمها في البداية. ومن ثم تجعل الشاب الذي يريد أن يتقدم لها يتكلم مع أمها. وعندما تتكلم أمها مع هذا الشاب وتطمئن له. تشرع الأم في التكلم مع الأب في أن هناك شاب يتقدم لابنته. بهذه الطريقة لن تجعل الفتاة الأب يأخذ فكرة سيئة عن الشاب. وفي نفس الوقت تكون قد فتحت طريق سهل لطلب الزواج بالطريقة الشرقية المعتادة.
لا تظهر حماسة للزواج
الأب والأم يخافون من حماسة أولادهم للزواج. لأن هذه الحماسة تجعلهم يسترجعون ذكريات الطفولة للأبناء ويشعرون أن هذه الحماسة ليست حقيقية. وأن هذا الحب ليس حقيقي. لذلك عند بداية إقناع الوالدين بالزواج. يجب أن تكون متزن جدًا في التكلم عن الموضوع. ويجب أن تقول لهم، “أنك تحتاج أن تكون هذه الفتاة شريكة حياتك ولكنك لن تمانع إن كانت رغبتهم في أن يؤخروا الزواج”. بهذه الطريقة ستجعلهم يفكرون في الأمر على أنك شخص رصين وحقيقي. وأن حبك للشخص الأخر لن يتأثر بالانتظار والزمن. مما يعطي إيحاء لهم أنك تستحق المساعدة والمباركة منهم.
كيفية إقناع الوالدين بالسفر للخارج
هناك مشكلتين تواجه الآباء في هذا الموضوع ويجب أن تتغلب عليهم. الأولى: هي أن الآباء يحبون الأبناء كثيرًا لدرجة أنهم لا يرون أن السفر في مصلحتهم. أو أنهم من المفروض أن يبنوا طريقهم الخاص بهم وحدهم. ولذلك تجد أن الآباء ينظرون للأمر على أنه ضار أكثر من أنه نافع. وخصوصًا لأن فكرة عدم رؤية ابنهم إلا على أوقات بعيدة هي فكرة صعبة جدًا على الآباء وخصوصًا الكبار في السن. المشكلة الثانية: هي أن الآباء تزوجوا ونجحوا وقاموا بتربية أولادهم في هذه البلد. لذلك من منظورهم الخاص، أن لا لزوم للسفر لأنهم استطاعوا أن يعيشوا في هذه البلد. فلماذا إذًا تضيع الوقت والمجهود في بلد أخرى، تحتاج لأن تبني فيها نفسك من جديد!
مناقشتهم بنضج
بخصوص هاتين المشكلتين، يجب أن تتكلم معهم وبطريقة واضحة وصريحة وهادئة. حتى لا يعتبرونك متهور ولو سافرت وحيدًا للخارج سوف تأذي نفسك مما يجعلهم يمانعون. المناقشة يجب أن تكون في صميم الموضوع عن مخاوفهم. قل لهم أنك تتفهم هذه المخاوف. وتكلم عنها بصوت عالي. حتى يفهمون أنك تفهم ما يشعرون هم به. ثم وضح لهم أن هذه هي رغبتك الخاصة. وأن لك طموحك الخاص بك. وقل لهم أنهم الوحيدين القادرين على تشجيعك لتحقيق هذا الطموح. وأنك تحتاج رضاهم عليك، حتى تكون نفسيتك صالحة للعمل باجتهاد.
إقناع الوالدين عن طريق ترتيب الأفكار
عندما تذهب وتقنع أبويك بأنك تريد أن تكمل حياتك في الخارج. فيجب أن تكون ملم بكل الأسئلة التي تدور في أذهانهم. مثل أين ستعيش؟ كيف ستعمل في البداية؟ من سيستقبلك؟ كم معك من نقود؟ الأسئلة التي تدور في أذهان الوالدين مهم جدًا أن تكون إجابتك عنها فورية ومنظمة. هذا يأتي عن طريق أن تفكر أنت نفسك في الموضوع من وجهة نظرهم. لأن من الممكن أن يكون لديهم وجهة نظر صحيحة. لذلك يجب أن تكون إجاباتك منطقية وكاملة وذكية. حتى يتسرب الاطمئنان العاطفي نحوك. نتيجة إيحاء أنك مُلِم بكل ما يدور في ذهنهم وتعرف كيفية التغلب عليه.
طريقة إقناع الأب بالخروج من المنزل
أولًا إقناع الوالدين بالخروج من المنزل يحتاج لسبب وجيه وذكي. بمعني أنك من الممكن أن تقول لأبويك أن هناك تخفيضات على الملابس وتحتاج إلى أن تخرج مع أصدقائك، أو أنك تريد أن تشتري كتاب مهم لك. أو أن هناك مباراة مهمة وتريد أن تسمعها مع أصدقائك. لا تقل أبدًا أنك خارج دون أن تقول إلى أين، لأن هذا سيجعلهم يشكون أنك تخرج لأماكن لا تريد منهم أن يعرفوها. ثانيًا يجب أن تخبرهم بخروجك قبل الخروج بوقت كافي، حتى لا يتفاجؤون عندما يرونك ذاهب إلى الخارج. كونهم يعرفون أنك ستخرج بعد عدة ساعات أو أيام فهذا يعطيهم إيحاء بالأمان.
ختام
التوقيت مهم جدًا في مسألة إقناع الوالدين في كل شيء. توقيت الكلام وتوقيت النقاش، وتوقيت أخذ القرارات. لذلك عندما تحاول أن تقنع والديك، كن صبورًا جدًا ولا تتعجل. وانتقي الوقت المناسب للكلام.