‘);
}

شهر رمضان

شهر رمضان شهرٌ عظيمٌ وذو فضلٍ يربو على سائر الشهور؛ فهو شهر القرآن، وفيه فُرض الصيام، وهو شهر التّوبة والغفران، يعتق الله فيه العباد من النيران، فيه يكفّر الله السّيئات ويعطي الثّواب والحسنات، وتفتّح فيه أبواب الجنّات وتغلق أبواب النيران وتصفّد الشياطين، ورمضان شهر الصبر؛ يصبر العبد على شهواته أثناء صيامه، وهو شهر الدعاء والسخاء والجود والعطاء، وفيه ليلة القدر، وهي ليلةٌ خيرٌ من ألف شهرٍ؛ لذلك يجب على المسلم أن يعرف حقّه ويعمل ويجتهد فيه؛ لتحصيل الأجر والثواب.[١]

كيفية استغلال الحائض وقت رمضان

لله تعالى حكمته في كلّ شيءٍ، ولا يقضي أمراً إلّا لحكمةٍ بالغةٍ، وقد كتب الله على النساء الحيض، ويكون الحيض أحياناً في أيّام رمضان وما على النساء في ذلك إلّا التسليم لإرادة الله، واليقين بأنّه ألطف وأرحم بهن من حرصهن على أنفسهن، كما أنّ الله يكتب أجر الأعمال الصالحة في حال وجود عذرٍ لدى العبد، والمرأة تكون معذورةً في حال الحيض، وهو أمرٌ ليس بيدها واختيارها، فالله تعالى يكتب ثواب الأعمال التي يعزم المرء على القيام بها ثمّ منعه مانعٌ عن أدائها، قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (مَن سألَ اللَّهَ الشَّهادةَ بِصِدقٍ من قلبِهِ، بلَّغَهُ اللَّهُ مَنازلَ الشُّهداءِ، وإن ماتَ على فراشِهِ)،[٢] فإن كانت لدى المرأة نيّةٌ وعزيمةٌ صادقةٌ على العمل الصالح في رمضان لن يضيّعها الله، والمرأة الحائض تمنع من الصلاة والصيام ودخول المسجد، ولكنّ هناك العديد من الأعمال التي باستطاعتها أن تقوم بها؛ فتستطيع الحائض ذكر الله بالتسبيح، والتهليل، والحمد، والتكبير، وتستطيع الدعاء لله، ومن الدعاء في رمضان قول: (اللهم إنّك عفوٌ تحبّ العفو فاعف عنّي)، فعن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: (يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدرِ ما أدعو؟ قالَ: تقولينَ اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي)،[٣] وتجوز لها قراءة القرآن الكريم على مذهب الإمام مالك، وهو ما اختاره جماعةٌ من العلماء؛ كابن تيمية، على ألّا تمسّه إلّا بحائلٍ، كأن تلبس قفّازاتٍ أو أن تقرأه من الأجهزة الإلكترونيّة أو من مصاحفٍ تحتوي على تفسيرٍ لآيات القرآن الكريم، وبإمكانها قراءة الكتب النافعة والتي تعمل على زيادة العلم والإيمان وخصوصاً الكتب الدينيّة، كما أن بإمكانها أداء الصدقة أو صلة الأرحام أو زيارة المرضى، وباستطاعتها العمل على خدمة الناس -ولا سيما الصّائمين والمعتكفين في المساجد- وتحضير طعام الإفطار للصائمين، والاستعداد للعيد بتحضير أمورٍ جالبةٍ للفرح واحتساب الأجر في كلّ ذلك، وبإمكانها الإكثار من التوبة والاستغفار والندم على السيّئات، ولا يجوز للمرأة الحائض أن تتكلّف بأن تصوم أو تصلّي؛ فذلك منهيٌّ عنه ويعتبر من الإحداث في الدين؛ لأنّه مخالفٌ لسنّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فلتعزم المرأة ولتجتهد، فبفضل الله ورحمته وخيره لربّما بعملها تحصل على أجر ليلة القدر بإذن الله.[٤][٥]