الحياة بعد الأبوة تتغير بالكامل، فالأبوة، من اجمل المشاعر التي قد يشعر بها الانسان دوما، فهذا الشعور يعني الكثير من التغيير في حياة الانسان، ولا نبالغ إن ذهبنا إلى القول إلى أن الأبوة تعتبر من اكثر المشاعر أو الأحداث التي تحدث للرجل وتجبره على التغيير في حياته أحيانا، وهذا التغيير يتفاوت عند البعض بين الطفيف وبين التغيير الكبير، ولكن هناك تغيير سيحدث نتيجة لحدوثها، فانت الآن أب، انت مسؤول عن ذلك الكائن الصغير والذي هو بحاجتك انت، فالإنسان الطبيعي هو إنسان يفضل تحمل المسؤولية ويسعى إليها ولا يبتعد عنها مهما كانت الأسباب، ولهذا قد يكون من اكثر الأمور استغرابا أن نقرأ الأخبار عن معاملة بعض الآباء لأبنائهم خاصة في سن الطفولة، ومنهم من ينفصل عن الأم لعدم قدرته على التحمل أو قبوله التغيير في حياته والذي هو مجبر عليه، لهذا سنقوم في هذا المقال بالبحث في اهم تغيرات الحياة بعد الأبوة ، ونقصد هنا بالرجل الطبيعي الإيجابي وليس السلبي.
النوم القليل من أهم تغيرات الحياة بعد الأبوة
في الأشهر الأولى، أو لنقل خلال السنة الأولى لولادة الطفل، تبدأ الحياة بعد الأبوة بالتغير بشكل كامل، بطبيعة الحال من المعروف أن الرجال يفضلون إما السهر لفترات طويلة أو النوم لفترات طويلة، في حال ولادة طفلهم، فإنه سيعاني على الصعيدين، فهو يكاد يكون مجبرا للتواجد في البيت ليقدم العون لزوجته في تدبير شؤون الطفل، والنقطة الأخرى انه مجبر على البقاء مستيقظا لساعات خاصة إذا كان الطفل في عامه الأولى يحتاج للطعام بصورة متقطعة وبذات الوقت يكون نومه، وبالتالي أحيانا كبيرة يصدر عنه البكاء، هذا الأمر سيغير من طبيعة حياة الرجل خاصة الذي يحب النوم كثيرا، نظرا لرغبته بالتواجد بالقرب من طفله والعناية به، ولهذا على والد الطفل الأول أن يحضر نفسه إلى ساعات اقل من النوم.
الإحساس الزائد بالمسؤولية
تختلف المسؤولية مع مرور الزمن فحتى أن يبدأ الشخص في العمل يكون مسؤول من قبل والده أو معيله، أما أولى مسؤولياته فتبدأ عندما يبدأ في العمل ويكون مسؤولا عن نفسه ثم تزيد المسؤولية مع الزواج فهو اصبح مسؤولا عن زوجته بالإضافة عن نفسه ناهيك أن البعض قد يصبح مسؤولا عن أفراد من العائلة إن كانت هناك حاجة، فإن الحياة بعد الأبوة تختلف كثيراً، فالمسؤولية عن الطفل والولد هي مسؤولية عظيمة ترتبط بمشاعر الأبوة، وهو ما يجعله ملزما بالتفكير في تحسين دخله خاصة انه يبحث عن مساعدة طفله لاحقا، هو منذ الآن يبدأ بالادخار إلى طفله.
مساعدة الزوجة اكثر
من اكثر الأمور التي يتكاسل فيها الرجل ولا يرغب في القيام بها هي، الأعمال المنزلية، فليس هناك رجل شرقي معجب بها، والأغلبية تحاول التملص منها، هذا الأمر قد يختلف عند الكثيرين بعد ولادة الطفل، نظرا لكون الزوجة والتي هي المسؤولية بالطبع عن الأعمال المنزلية أصبحت تتحمل مسؤولية الطفل أيضا مما يقلص وقتها للعناية بالمنزل ويحيلها إلى الزوج والأب، وبالتالي عليه أن يستطيع أن يتعامل مع هذا الأمر اكثر، وبأكثر جدية، منها يبدأ في تعلم بعض الأعمال المنزلية لغايات المساعدة، والوضع الحالي يختلف عما كان يحدث سابقا وقبل عشرين أما يزيد من السنوات، فقديما كانت العائلة تعيش في بست العائلة الكبيرة، وبالتالي إن اجتماع نساء العائلة يفيد في محاولة مساعدة بعضهم البعض، أما الآن ولكون الكل يعيش منفردا وفي شقق صغيرة، بالتالي على الرجل أن يبدأ بتعلم القيام ببعض الأعمال المنزلية مساعدة لزوجته.
مشاهدة برامج الأطفال اكثر
إن ارتباطنا ببرامج الأطفال هو ارتباط عميق، هذا الأمر ومهما بلغ الرجل يبقى ينظر إلى التلفاز لتذكر بعضا من ملامح طفولته، لكن هذا الاهتمام يتقلص جدا مع مرور الوقت إلى حين ولادة الطفل الأول، فعند ولادته، هو يعود إلى مشاهدة برامج الأطفال، هو يبدأ بتحضير نفسه إلى الجلوس مطولا مع طفله الأول ورؤية كيفية تفاعل طفله مع هذه البرامج، وبالتالي هو شخصيا لا يتفاعل مع هذه البرامج بقدر تفاعله مع ردة فعله طفله، خاصة عندما يبتسم أو يبكي، إذا انت ستعود إلى هذه المشاهدة من جديد.
التفكير في مستقبل العائلة اكثر من مستقبله
الآن تفكير الرجل يختلف تماما، ولا نقول عند الكل بقدر ما نقول عند البعض، فهناك الكثير من الرجال، وعند حضور الطفل الأول، يبدأ في التفكير الجدي في أمور قد تكون بعيدة بعض الشيء عنه، ولعل من أهمها الادخار إلى المستقبل، شراء منزل إلى العائلة وغيرها، هذه الأمور قد لا تكون أولوية بالنسبة له، لكن الأمر يختلف الآن، فهي من أولى الأوليات ويجب أن يعمل على تحقيقها، الآن هو لا يفكر أن يغير السيارة بقدر أن يكون لديه منزل اجمل وأوسع له ولأطفاله.
العودة إلى المنزل ابكر
كما قلنا سابقا، الآن على الأب وخاصة ذلك الذي كان معتادا مطول خارج المنزل أن يعود إلى المنزول في وقت معين، فهناك من ينتظره، وهناك هو من يرغب أن يساعده، في الفترة الأولى من ولادة الطفل، يصبح امر السهر لمن هو معتاد عليه اكثر صعوبة، ومع انه قد لا يستطيع أن يلغيه تماما إلا انه سيقلص أيامه وساعاته بقدر الإمكان للتواجد في المنزل ابكر.
التفكير بالشراء لطفله قبل نفسه
حاجات الطفل في فتراته الأولى وخاصة في هذا الزمن هي حاجيات متعددة ومختلفة وكثيرة، هذا هو الواقع والحقيقي، وبالتالي ومع اختلاف الزمن فإن مصاريف هذا الطفل في ازدياد كبير عما سبق، ولهذا نبدأ في الحديث عن كيفية الإنفاق، فمن هو الشخص الذي له الأولوية في الإنفاق عليه، بالطبع ستكون النتيجة هي أن هذا الطفل الحديث القدوم على العائلة هو من سيستهلك نسبة كبيرة من إنفاق العائلة، وهو امر طبيعي وغير مستغرب، فهو يحتاج إلى الرعاية، هذا يجعل الوالدين يفكران فيه وحاجاته قبل انفسهم.
التقلب بين المخاطرة والأمان
ونعني في هذا الأمر هو رغبة الأب بتوفير إلى العائلة فهو الأمر الطبيعي، وهذا قد يتطلب منه التفكير بطريق المخاطرة لتامين العائلة ونفسه، هذه المعادلة صعبة جدا ولكن الهدف منها هو تامين مستقبل الأطفال خاصة والعائلة كلل، إذا هو يقوم بمخاطرة للحصول على الأمان.