علاقة الذكاء العاطفي بالنجاح:
كثيراً ما نصادف في حياتنا اليومية أشخاصاً ناجحين في حياتهم العملية والاجتماعية، من دون أن يكون لديهم تحصيل علمي أكاديمي، أو من ذوي التحصيل العادي أو المنخفض حتى، وهذا يطرح لدينا تساؤلاً مهماً عن السر الذي يحمله أولئك الأشخاص، لماذا هم محبوبون، ويسمع الآخرون لهم؟
وفي المقلب الآخر نجد أيضاً كثيرٌ من النّاس أذكياء وعباقرة، إلا أنهم ليسوا ناجحين في حياتهم العملية والاجتماعية، على الرغم من تحصيلهم الأكاديمي العالي، وقد يكونون غير مرغوب بهم من قبل الآخرين، فما السر الذي يميز الفئة الأولى عن الفئة الثانية؟
يكمن الجواب في درجة الذكاء العاطفي الموجود لدى كل من النموذجين السابقين؛ إذ إنه عندما ظهر مصطلح الذكاء العاطفي وبدأت دراسته من قبل الباحثين والمختصين وجدوا الحلقة المفقودة التي تميز تفوق أصحاب الذكاء العاطفي بنسبة تزيد عن 70% عن أولئك أصحاب الذكاء العادي، وهذا الاكتشاف قد غيّر مفهوم ومعايير النجاح؛ إذ إنّ كل الأبحاث تؤكد على أنّ الذكاء العاطفي يعدّ عاملاً جوهرياً يميّز بين أصحاب الأداء العالي عن بقية الناس.
شاهد بالفيديو: الذكاء العاطفي في العمل مفتاح النجاح المهني
[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/d9uYTjxjeqo?rel=0&hd=0″]
كيف تطبق الذكاء العاطفي في العمل؟
سوف تساعدك قائمة البنود والنشاطات التالية في تطوير ذكائك العاطفي والنجاح في عملك:
- كي تحسِن القيام بأي عمل كان، عليك امتلاك المعرفة والمهارات الضرورية، ومن الهام أن يكون لديك فكرة واضحة، وخطة لتعلُّم جميع المهارات اللازمة لتأمين نجاحك في الوظيفة التي تشغلها.
- احرص على معرفة نقاط قوتك وكذلك الحدود التي لا يمكِنك تخطِّيها، وضع نظاماً لنفسك يساعدك في الحصول على معلومات تجعل مستوى مهاراتك يرتفع.
- احرص على إدراك أنَّ بإمكان عملك تلبية حاجة واحدة في الأمد القصير والأمد الطويل، وإذا كانت وظيفتك وسيلة للوصول إلى هدف أكبر، ضع هذا الأمر نصب عينيك، ولا تدع عملك الحالي يستنفد طاقتك.
- تعلَّم كيف تحفِّز نفسك، وجِد رؤية تبقيك مركِّزاً على القيام بعملك بأفضل شكلٍ ممكن، وليكن شعورك حيال ما تفعله إيجابياً.
- كن واضحاً في ما يتعلَّق بما تريد إنجازه من خلال عملك، وحدِّد أهدافك، وضع خطة عمل يمكِنك متابعتها.
- تفصيل الأهداف الشخصية ليس شيئاً يحدث في جلسة واحدة؛ بل هو عملية ممتدَّة، فالعادات لا تتغيَّر بين ليلة وضحاها؛ بل ببطء، كما أنَّ حصول الانتكاسات أمر متوقَّع، ولتكن الانتكاسات بمثابة حافز لك للتعلُّم ولا تسمح لها بأن تحدِّد إمكاناتك الفعلية.
- ابنِ جسور التواصل في العمل فهذه الجسور تؤمِّن لك الدعم الذي تحتاجه، ونحتاج جميعنا إلى مجموعة من الأصدقاء كي نبقى مركِّزين على ما نريده.
- الجأ إلى شخص يرشدك ويساعدك على تعلُّم كيفية تغيير طريقة تفكيرك والتحكُّم بمشاعرك كيلا تكون انفعالياً جداً.
- ركِّز على المفاهيم الأساسية التالية لبناء الذكاء العاطفي كي تحسِّن معرفتك ومهاراتك، وإذا لم تكن تعرف كيف تفعل ذلك؛ ابحث عن شخص تعدُّه مثالاً أعلى لك في الحياة، أو إلى معلِّم، أو أي مصدر آخر يساعدك ويرشدك في هذا المجال:
- التعاطف.
- التعاون.
- الإصغاء باهتمام.
- التواصل الفاعل.
- معرفة الذات.
- حلّ المشاكل.
- بناء علاقات.
- الثقة بالذات.
- القدرة على تلقِّي ملاحظات وآراء الآخرين.
- الرغبة في تلبية حاجيات أخرى.
في الختام:
عزيزنا القارئ، الذكاء العاطفي هو الحلقة المفقودة في مكان العمل، وهو الذي يلصق عناصر النجاح ببعضها، فاعمل على زيادة ذكائك العاطفي حتى تنجح في عملك.
المصدر: برينيكور