كيف تعالج كسر عظمة الشظية وما مدة التئام العظام فيها؟

تعتبر عظمة الشظية أحد أطول العظام الموجودة في جسم الإنسان، والتي تتعرض للكسر كثيرًا في الحوادث وحالات السقوط والاصطدام وغيرها؛ بسبب موقعها المتطرف للجانب الخارجي من الساق، تعرف معنا على أسباب حدوث كسر عظمة الشظية وكيفية التعامل معه.

Share your love

يشكو الكثيرون من رواد عيادات العظام والمفاصل حول العالم من مشاكل كسر عظمة الشظية ، وهي العظمة الموجودة في الساق من الخارج، ويكون إلى جوارها مباشرة العظمة الأخرى الرئيسية في الساق وهي عظمة القصبة، وتحتاج عظمة الشظية لعناية فائقة لضمان سلامتها على الدوام لكونها عظمة سهلة الكسر وعرضة للصدام معظم الوقت وغير سميكة بالقدر الذي يسمح بحمايتها، وكذا حين تعرضها لأية مشكلات سواء الكسور أو الشروخ أو غيرها من مشكلات طبية ما فإنها تحتاج لمتخصص يتابع تطول عملية اللحام وسلامتها وكفاءتها حتى لا تتعرض لأية مضاعفات جانبية ينتج عنها قصر في طول الإنسان أو تقوس أو اعوجاج في مشيته وحركته، وكلها أمور نناقشها فيما يلي، كما نوضح شكل عظمة الشظية ووظيفتها تحديدًا، وغير ذلك من معلومات تتعلق بشرخ العظمة وكسرها والمدة المطلوبة لالتئام تلك العظمة، وما تحتاجه من رعاية أثناء الإصابة وما بعدها من أجل الوصول لأفضل نتيجة.

[wpcc-script src=”https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js” defer]

شكل عظمه الشظية

كسر عظمة الشظية شكل عظمه الشظية

عظمة الشظية تتميز بشكلها الشهير التي تتعلق في طرفي القصبة بداية من مفصل الركبة وحتى الكاحل، وتعتبر عظمة الشظية أحد أطول العظام الموجودة في الجسم البشري، وتوجد بالتحديد على الجانب الوحشي وهو ذلك الاسم الذي يطلق على الجانب الخارجي للساق سواء الجانب الأيمن بالنسبة للقدم اليمنى أو الجانب الأيسر بالنسبة للقدم اليسرى، وإلى جانبه تقع عظمة قصبة الساق وهي العظمة الرئيسية الموجودة في الجانب الإنسي من الساق وهو الاسم الذي يطلق على الجانب الداخلي من الساق سواء اليمنى أو اليسرى.

وظيفة عظمة الشظية

تعتبر عظمة الشظية من العظام الثانوية التي يمكن استئصالها وعدم الاعتماد عليها بشكل كبير، ولكن في الوقت ذاته نجد أن لها وظيفتين في غاية الأهمية، وهما أنها تدعم تشكيل عضلات الساق على طول الطريق من الركبة وحتى الكاحل، وأحيانًا يعود لها السبب في إعطاء مظهر مقوس للساقين من عدمه، كما أن من وظائف عظمة الشظية أنها تتحمل جزءًا لا بأس به من وزن الإنسان ويقدرها الخبراء بحوالي 17% من الجسم، أما عظمة الساق فتتحمل باقي الوزن، ويرجع تقدير أهميتها لأطباء الجراحة الذين يستعينون أحيانًا بها ويستأصلون بعضها في محاولة لعلاج كسور أخرى بعظام رئيسية.

شرخ عظمه الشظية

تتعرض عظمة الشظية لبعض أنواع الشروخ وذلك رغم أن المادة المكونة للعظام تكون قوية بما يكفي لتحمل أوزان كبيرة وقوة ضغط عالية، إلا أنها أحيانًا تتعرض لضغوط أقوى من قدرة تحملها ما ينتج عنها كسور أو شروخ، وغالبًا ما تنتج الشروخ عن صدمات أو سقوط أو حوادث الطرق البسيطة أو غيرها من أمور تضرب العظم الوحشي أو العظم الجانبي للساق بقوة متوسطة، وفي الغالب يحتاج الأمر لعمل جبيرة قوية تساعد على ثبات العظمة وعدم مضاعفة الأمر حتى لا يشتد الشرخ ويتحول إلى كسر خاصةً وأن تلك المنطقة تكون بالضعف الذي يسمح لها بذلك وتحديدًا في حال كانت الصدمة أو الإصابة مباشرة كأن يسقط من فوق السلم ويرتطم فيها مباشرةً أو أن يتعرض للضرب والإيذاء بشكل مباشر.

مدة التئام عظمة الشظية

عند الحديث عن التئام العظام فإنه يجب العلم أولًا بأن هنالك عدة معايير تتحكم في مدة الالتئام بشكل عام، سواءً من حيث كون هذه العظمة عادية وتم الكسر في منتصفها، أو كانت عظمة محورية هامة ووقع الكسر في أحد طرفيها عند التقاءها بالمفصل، كما أن هنالك معايير أخرى تتعلق بسن المريض والذي يحتاج لفترة التئام أكبر في كبار السن وعلى العكس يتطلب مدة أصغر لدى الأطفال، وكذلك حال المريض إذا كان يتناول أية أدوية أو لديه إصابات مرضية بعينها تؤثر على مجرى الدورة الدموية أو أن الكسر ذاته وقع في منطقة بها الدورة الدموية ضعيفة وتتطلب وقتًا أطول لتلتئم العظام، وغير ذلك من أمور تتعلق بنوع الكسر وحجمه والمسافة الفاصلة بين العظمتين، وما إذا كان المريض يدخن التبغ أم لا.

أما عن فترة الالتئام الفعلية لعظمة الشظية فإنها في الغالب تحتاج إلى 6 أسابيع لالتئامها، مع مراعاة العوامل والمعايير سابقة الذكر، وهذه الفترة لا تنطبق على كل عظام الساق، بل إننا نجد عظام القصبة على سبيل المثال تحتاج لحوالي ستة أشهر حتى تلتئم، أما عظمة الفخذ فتتطلب من 6 إلى 9 أشهر حتى تلتئم هي الأخرى، وكل العظام في جسم الإنسان في حاجة ماسة لإعطائها أكبر قدر ممكن من الرعاية والثبات بعد الكسر لضمان الالتئام بشكل سليم وعدم ظهور تقوسات أو تكتلات عظمية أو غيرها من أمور تعود على المريض بالضرر باقي مراحل عمره.

أنواع كسر عظم الشظية

كسر عظمة الشظية أنواع كسر عظم الشظية

هناك خمسة أنواع معروفة لكسر عظمة الشظية، وجميعها تختلف باختلاف سبب الكسر ومكان الكسر وكذلك قوة الكسر وتأثيره، وفيما يلي أنواع كسر عظمة الشظية:

كسر الكعب الوحشي

وفي هذا النوع من الكسر تكون الإصابة مباشرة بالقرب من الكاحل، وتكون إصابة صعبة تتسبب في تلف بمفصل الكاحل في الإصابات الصعبة، ويحتاج الأمر لجراح متخصص في مثل هذه الجراحات.

كسر مقدمة الشظية

وهنا يقع الكسر على أعلى عظمة الشظية أي بالقرب من الركبة، وكذلك قد تصل قوة الكسر إلى مفصل الركبة وتتسبب في إصابات مباشرة بالغضاريف أو الرباط الصليبي وغيرها من أربطة وأوتار بهذه المنطقة الحساسة التي تربط عظمة الفخذ مع عظمة القصبة مع عظمة الشظية.

الكسر القلعي

وهذا النوع من الكسر غير مرتبط بالشظية وحدها ولكن بشكل عام هو المسمى الذي يطلق عندما يقع الكسر في منطقة ما فينتج عنها انفصال قطعة من العظم لتبتعد عن العظمة الرئيسية، وفي هذه الحالة يحتاج الأمر لرعاية فائقة وجراح خبير مختص لمعالجة الموقف.

كسر الإجهاد

هو نوع من أنواع الكسور الكاملة أو الجزئية التي تحدث عندما يقع ضغط كبير على العظم بسبب عدم التوازن، وفي الغالب يكون الضغط والجهد المتكرر على هذه المنطقة سببًا رئيسيًا في حدوث الكسر.

كسر المحور

هو الكسر الذي يصيب عظمة الشظية بحيث يكون في منتصفها تمامًا، وفي معظم الأوقات يكون ناتج عن ضربة مباشرة على العظم وبقوة ودقة شديدة.

أعراض كسر عظم الشظية

كسر عظمة الشظية أعراض كسر عظم الشظية

هناك عدة أعراض نظرية محسوسة يمكن من خلالها معرفة إذا ما أصيبت عظمة الشظية بكسر أم لا بعد التعرض لأي اصطدام عنيف، وغالبًا ما يشك الجميع في كسر الشظية لأنها أضعف من أن تتحمل الضربات العنيفة، وفيما يلي بعض تلك الأعراض:

  • يشعر المصاب بصعوبة بالغة عند المشي أو التحرك والاستناد على الساق التي تعرضت للإصابة.
  • يفقد المريض القدرة على حمل أية أوزان ثقيلة والتحرك بها، ورغم أن عظمة القصبة هي الأساس في حمل الجسم ولكن عظمة الشظية أيضًا تساعد على تدعيم العضلات على طول الساق وتسهم في حمل ما يقدر بحوالي 17% من وزن الجسم وما يحمله الإنسان.
  • ظهور تورمات بالقدم حول أسفل الساق في المنطقة ما بين الركبة إلى الكاحل، كما تظهر بعض الكدمات في هذه المنطقة وتكون الكدمات أوضح بالطبع في حال كان الكسر مفتوحا ومضاعفًا.
  • عند كسر عظمة الشظية يحدث تشوه واضح جدًا في مظهر القدم، وذلك لأن عظمة الشظية تحدد وتدعم تكوين العضلات فوقها لتبدو الساق الشكل المتعارف عليه.
  • يشعر المريض ببعض التنميل في الساق المصابة، وكذلك يشكو من برودة القدم بعد أن تأثر جريان الدورة الدموية في هذه المنطقة بشكل كبير، وكلها عوامل تدل على كسر عظمة الشظية أو شرخها.
  • يصاحب كل الأعراض السابقة ألم شديد في الساق يؤثر على حركة المريض وحتى عند سكونه يعاني من الألم وعند النوم أو المشي.

تشخيص كسر عظم الشظية

يعتمد تشخيص كسر عظم الشظية على عدة أمور نذكرها على الترتيب فيما يلي:

  • أولًا يعتمد الطبيب على عملية الفحص السريري أو ما يسمى بالفحص البدني في محاولة لملاحظة كل الأعراض والمشكلات التي ترتبت على عملية الاصطدام أو السقوط.
  • تأتي المرحلة الثانية عبر استعمال التصوير بالأشعة السينيّة، وهي كفيلة بإظهار حجم الكسر وتحديد مكانه ونوعه أيضًا.
  • ثالثًا في حالة الكسر المضاعف قد يحتاج الأمر اللجوء لاستعمال التصوير بالرنين المغناطيسي، وذلك لكشف الخلل والقصور الحاصل في الأوعية الدموية أو الأوتار والأربطة المحيطة خاصةً إذا كان الكسر أعلى عظمة الشظية عند الالتقاء بالركبة.
  • أخيرًا قد يطلب الطبيب من المريض إجراء عملية تصوير مقطعي محوري محوسب للحصول على أشعة مناسبة، ويبقى القرار الأول والأخير في ذلك للطبيب وفق ما تم دراسته أو وفق ما لديه من أجهزة طبية حديثة قد تساعده في تشخيص المرض أو العّرض الذي يعاني منه المريض أو المصاب بآليات أخرى حديثة عن وقت كتابة هذا المقال أو أجهزة طبية قديمة لا تتماشى مع ما تم ذكره هنا في هذا الموضوع، وليا لا يجب أبدًا على المريض أن يجادل طبيبه في أيٍّ من آليات التشخيص.

الوقاية من كسر عظمة الشظية

ينصح خبراء الطب وأخصائيو العظام كثيرًا باتخاذ الحذر الكامل من إصابة عظمة الشظية؛ إذ أن إصابتها تتسبب في مضاعفات عديدة إذا لم يتم جبرها سريعًا والتئامها، ومن سبل الوقاية التي ينصح باتباعها لضمان عدم كسر عظمة الشظية ما يلي:

  • ينصح باستعمال الأحذية الرياضة المناسبة للجري والحركة والتي تتمتع بنعل لين ومتوازن، وهي التي يطلق عليها أحذية رياضية صحية، وفي الغالب تحوي تلك الأحذية جزءًا مصممًا خصيصًا لحماية الكاحل من أية إصابات.
  • يجب الاهتمام بممارسة التمارين الرياضية الدورية للحفاظ على لياقة الفخذ وعضلات الساقين وضمان عدم التعرض لأية شروخ في عظمة الشظية نتيجة عدم توازن الجسم فوق الساقين.
  • الإكثار من تناول الوجبات الغذائية الصحية المليئة بالكالسيوم والفوسفور، وكذلك الاهتمام بالاستزادة من فيتامين د.
  • يجب الإقلاع تمامًا عن تناول التبغ أو ممارسة التدخين بأيٍ من أشكاله وأنواعه، وكذا الإدمان، وكلها أمور تتسبب مع الوقت في سوء صحة الإنسان وقلة العناصر الأساسية في الجسم وبالتالي هشاشة العظام والإضرار بها.

مضاعفات كسر عظم الشظية

هناك العديد من المضاعفات التي تنتج عن كسر عظمة الشظية، وجميعها مؤلمة للغاية وقد ينتقل تأثيرها من العظمة ذاتها إلى المناطق المجاورة، وفيما يلي أبرز هذه المضاعفات:

  1. يصاب المفصل بحالة من الالتهاب تسمى طبيًا بالتهاب المفاصل التنكسي، وهذا الأمر يحدث عند الإصابة في أعلى أو أسفل عظم الشظية أي عند الركبة أو الكاحل.
  2. قد يصاب الشخص بحالة من العجز الدائم في أسفل منطقة عظم الشظية عند التقائها بالكاحل تحديدًا.
  3. الإصابة بتشوهات في شكل الساق، وهذه التشوهات ينتج عنها ظهور تقوس للساق أو عدم استقامة في مسار العظام من الركبة إلى القدمين.
  4. من مضاعفات كسر عظمة الشظية أن يشعر المصاب بآلام حادة تدوم لفترات طويلة جدًا لحين معالجة الأمر.
  5. التعرض لأضرار كبيرة في الأوعية الدموية المحيطة بعظمة الشظية، وكذلك الأعصاب والأوتار الموجودة بالقدم.
  6. تورم وانتفاخ الساقين عند المنطقة المصابة، وهذا الانتفاخ قد يكون مزمنًا ويستمر لأوقات طويلة للغاية في منطقة الساق والكاحل.

علاج كسر عظم الشظية

كسر عظمة الشظية علاج كسر عظم الشظية

عند كسر عظمة الشظية فإن هنالك عدة أمور يجب أن يأخذها الطبيب المعالج على محمل الجد للحصول على أكبر قدر ممكن من العلاج، وفيما يلي نوضح خطوات علاج كسر عظمة الشظية :

  1. يجب أولًا التعرف على نوع كسر العظام وهل هو كسر مغلق أم مضاعف ومفتوح، وشدة هذا الكسر وشكله، وهل تسبب بتفتيت للعظمة أم شرخ كبير فصل العظمة إلى قسمين بشكل مستوي، وكذلك مكان الإصابة من منتصف العظمة أم عند التقاء عظمة الشظية بالركبة أو بالكاحل.
  2. في حال كان العظم مغلقًا فإن الأمر يتطلب استعمال الثلج في البداية بهدف تخفيف التورم، وبعدها يأتي دور الجبس أو الجبيرة بهدف تثبيت العظام في مجراها الطبيعي حتى تلتئم بسهولة ويسر، وإلى جانب ذلك ينصح الطبيب بتناول بعض المسكنات.
  3. في حال كان الكسر مضاعفًا ومفتوحًا فإن الأمر يحتاج بدايةً إلى تطهير وتعقيم لضمان عدم حدوث تلوث، وفي الغالب يحتاج الأمر لجراحة عاجلة بهدف وضع أسياخ أو تركيب شرائح معدنية طبية خاصة بهدف لتدعيم العظم وذلك في الحالات الشديدة.
  4. يقدر الطبيب كمية جرعات مناسبة من المضاد الحيوي بهدف منع حدوث أية عدوى بكتيرية، وتطهير الأنسجة الداخلية بالجسم وطرد أية احتماليات للتسمم أو حدوث عدوى بكتيرية ما.
  5. بعد ضمان تثبيت العظام بالشكل الأمثل وتحديد قوة الكسر وبعض العوامل التي تحدد فترة كسر عظمة الشظية ، فإن المريض خلال هذه الفترة يجب عليه الابتعاد تمامًا عن تناول التبغ أو التدخين بأي مواد ضارة بالجسم قد تلوث الدورة الدموية وتتسبب في حدوث عدوى بكتيرية في منطقة التقاء العظمتين.
  6. في المرحلة التالية ينتقل المريض للعلاج الفيزيائي أو ما يسمى بالعلاج الطبيعي بهدف استعادة نشاطه الصحي اللازم لتحريك العضو المصاب بسهولة ويسر، خاصةً وأن العظام بعد فترة التثبيت بالجبيرة أو بالجبس الطبي أو الزجاجي تتسبب في تيبس العضلات والعظام والمفاصل ويكون الإنسان في حاجة ماسة لإجراء محاولات طبيعية بالذبذبات الكهربائية وبالأشعة الحمراء وكذلك الاستعانة بالمنشفة الساخنة المغموسة بالشمع وهذه كلها طرق تعمل على ليونة حركة العظام والمفاصل وإعادتها لحيويتها الطبيعية كما كانت.

وخلال العلاج يجب على الطبيب المعالج مراعاة أن تحدث مضاعفات، ومن هذه المضاعفات التي قد تنتج عن سوء العلاج:

  • أن تصاب الأنسجة المحيطة بالكسر مثل الأربطة والأوتار وكذلك الأعصاب، وكلها أمور تضعف جريان الدورة الدموية وتتسبب في تأخر التئام العظام أو عدم التئامها.
  • أن تفشل العملية الجراحية في حالة الكسر المضاعف، وينتج عنها توقف النمو الطبيعي للعظمة بالنسبة للأطفال، وبالتالي قصر في طول العظمة المصابة.

استئصال عظمة الشظية

في كثير من الحالات الطبية ما يقرر جراحو العظام استئصال عظمة الشظية أو جزء منها، ومعظم حالات الاستئصال تلك تتم في حال عدم التحام الكسور وحدوث تباعد كبير بين نهايات العظمة الواحدة بعد كسرها وبالتالي تكون في حاجة ماسة لفقرة عظمية تملأ ذلك الفراغ، كما تكون هنالك حالة لاستئصال جزء من عظمة الشظية في محاولة لتعويض الكسور المفتتة أو الكسور المفتوحة التي تنتج عن الحوادث العنيفة وتتسبب في ضياع واندثار بعض أجزاء عظمية، أما عن مدى أهمية الاستئصال ذلك فيحدده الطبيب بناءً على الفحوصات والأشعة التصويرية المختلفة، ولكن في معظم الأحوال فإنه حتى بعد استئصال جزء من عظمة الشظية لا تزال تكون هنالك حاجة لتثبيت هذه العظام بمسامير أو شرائح طبية أو غيرهما من أجهزة التثبيت.

وعند الحديث عن تأثير استئصال عظمة الشظية أو جزء منها، فلا شك ذلك سيؤثر بشكل كبير إلا في حال تم الاستئصال بشكل دقيق من منتصف العظمة وليس من نهاية أيٍّ من طرفيها؛ حيث أن طرفيها هما اللذين يسهلان ارتكاز الأربطة سواءً عند منطقة الركبة أو الكاحل، كما أن استئصالهما مضر جدًا لأنهما يعتبران جزءًا أساسيًا من المفصل سواءً مفصل الركبة أو مفصل الكاحل، كما يجب مراعاة البعد عن الأعصاب الموجودة عند رأس عظمة الشظية حتى لا يصاب الساق بأكمله بحالة من الخدر نتيجة الإضرار بعمل تلك الأعصاب التي تنقل الإحساس من وإلى الساقين، ولا شك جراحي العظام لديهم الخبرة الكبيرة في هذا الأمر.

تبقى عظمة الشظية أحد أهم العظام الموجودة في جسم الإنساني، حالها في ذلك حال كافة أعضاء الجسم التي مَنَّ الله بها علينا، ورغم أن الكثير من جراحي العظام يستأصلونها عند الحاجة لشريحة عظمية ما، إلا أن لها أهمية كبيرة في حمل وزن الجسم إلى جانب عظمة القصبة، وكذلك تشكيل عضلات الساقين وتدعيمها على طول المسافة ما بين الركبة والكاحل، ولا شك أن عظمة الشظية ضعيفة بما يكفي لكسرها عند محاولات الاصطدام شبه العنيفة أو على الأقل تتعرض للشرخ في حال عدم توازن الجسم والإجهاد المتكرر فوقها على عكس عظمة القصبة التي تتحمل أوزانًا ثقيلة، ولذا يجب الحفاظ عليها بارتداء أحذية طبية مناسبة للحفظ على الكاحل وضمان توازن الجسم بشكل لائق، وكذا الحرص على تناول الأغذية المناسبة المليئة بالكالسيوم والفوسفور وفيتامين د، وإلى جانب ذلك كله يجب مراجعة الطبيب حين الشعور بأية آلام في المنطقة الخارجية من الساق لأن عظمة الشظية قد تكون تعرضت لشرخ غير محسوس بشكل كبير ولكن إهماله قد يؤدي لمضاعفته.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

 

Source: ts3a.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!