كيف تعرفين إن كان قد فقد اهتمامه بكِ أم لا؟

حينما يبتعد فجأةً شخصٌ كان في يومٍ من الأيام يهتمُّ بكِ ويحبُّكِ حبَّاً شديدَين، ثمَّ يضع الحواجز فيما بينكما؛ فمن الطبيعي تماماً أن تتساءلي لماذا فعل ذلك!

أوَّلاً، وقبل كلِّ شيء، راقبي أبرز التغيُّرات التي تطرأ على عمليات التواصل التي تجري فيما بينكما، وبعد أن تحدِّدي بعضاً منها، قيِّمي تصرُّفات الشخص، وتعاملي مع المشكلة من خلال الحديث معه، واطلبي من الآخرين أن يُسدُوا إليكِ نصائحهم، واهتمِّي بنفسك.

الطريقة الأولى: مراقبة التغيُّرات التي طرأت على التواصل

1. ضعف التواصل:

قد يكون ضعف التواصل أولى العلامات التي تشير إلى أنَّ الشخص فقد اهتمامه بكِ، إذ من المفترض في الحالة العادية أن يتواصل معكِ الشخص إذا كان يريد الحديث معك؛ وحينما يتوقَّف شخصٌ اعتاد دائماً الاتصال بكِ وإرسال الرسائل لكِ عن القيام بهذا، فيجب عليكِ أن تنتبهي إلى ذلك.

قد يكون الانعزال وضعف التواصل علامتَين تشيران إلى ضعف الاهتمام، لكنَّ هاتين العلامتين قد تشيران أيضاً إلى تغيُّراتٍ طرأت على حياته الشخصية، إذ ربَّما يكون مشغولاً جدَّاً، أو لديه مشكلاتٌ يتعامل معها في المنزل؛ لذا، فمن الأفضل دائماً أن تتواصلي مع الشخص وتستفسري منه بشكلٍ مباشر، عوضاً عن الافتراض بأنَّه فقد الاهتمام.

2. اختصار الحوارات:

ترتبط هذه النقطة ارتباطاً وثيقاً بضعف التواصل، فإذا بدأتي تلاحظين حينما تتحدَّثين إلى أحدهم أنَّ هذه المحادثة لا تستمرُّ طويلاً، فيجب عليكِ الانتباه إلى هذا، فمثلاً: إذا كنتما تتحدَّثان لساعاتٍ كلَّ مرةٍ عبر الهاتف على سبيل المثال، ثمَّ لم يَعُد حديثكما يستمرُّ أكثر من 10 دقائق؛ فقد تكون هذه علامةً تشير إلى أنَّه فقد اهتمامه؛ وربَّما يحاول اختصار الحوارات من خلال تجاهل الرسائل والمكالمات مدةً طويلةً من الزمن قبل الرد عليها، أو القول بأنَّه مضطرٌّ إلى إنهاء الحديث دون إبداء أسبابٍ واضحة.

3. تغيُّر نبرة الصوت:

يُعَدُّ هذا دليلاً قويَّاً يشير إلى أنَّه لم يَعُد مهتمَّاً بكِ، إذ يتحدَّث العديد من الناس مع الأشخاص الذين يهمُّونهم بنبرةٍ لطيفةٍ وودودةٍ لا يستخدمونها مع غيرهم؛ فحينما تتغيَّر هذه المشاعر، تصبح نبرات أصواتهم أقلَّ تعبيراً عن الحب، وتعود لتبدو مثل نبرات صوتهم الطبيعية. أيضاً، ربَّما يتصرَّف بفظاظة، أو يقول كلماتٍ عدوانية؛ وهذا يُعَدُّ إشارةً واضحةً تَدُلُّ على أنَّه لا يهتم بكِ.

عزيزتي، أنتِ لا تستحقين أن تكوني مع شخصٍ يعاملكِ معاملةً سيئة، أو يخاطبكِ بكلماتٍ قاسيةٍ أو عدوانية؛ فإذا بدأتِ تسمعين كلماتٍ مهينةٍ تتحدَّث عن مظهركِ، أو الأشياء التي تفعلينها، أو التصرُّفات التي تقومين بها؛ فيجب عليكِ أن تُنهِي الحوار فوراً.

4. الكلمات التي يقولها:

حينما تتحدَّثين إلى الشخص الذي تشتبهين بأنَّه فقد الاهتمام بكِ، عليكِ أن تنتبهي إن كان يسألكِ عن أشياء هامَّةٍ في حياتكِ، أمَّ يركز الاهتمام على نفسه فحسب؛ إذ يحاول الشخص الذي يهتمُّ بكِ إجراء حواراتٍ عميقةٍ معكِ، والتعرُّفَ على شخصيَّتكِ الحقيقية؛ فحينما تتحدَّثين مع شخصٍ ما، انتبهي إن كان يحاول إجراء حوارٍ سطحي، أم يحاول اختصاره.

قد يحاول إرسال رسائل غير مباشرةٍ تبيِّن اهتمامه أو عدم اهتمامه؛ لذا يجب عليكِ أن تولي اهتماماً خاصَّاً للكلمات التي يقولها، إضافةً إلى الطريقة التي يقول بها تلك الكلمات.

هل كان الشخص الذي تشتبهين بأنَّه فقد الاهتمام بك يمازحكِ كثيراً، ثمَّ لم يعد كذلك؟ قد يعني غياب روح الدعابة الإحساس بالحزن، وربَّما الاكتئاب، أو خيبة الأمل بشكلٍ عام.

أيضاً، انتبهي إن كان يتحدَّث عن مواضيع عديمة الأهمية أم عن مواضيع عميقة، إذ قد يعني تجنُّب المواضيع الجوهرية أو تجنُّب الحديث عن مشاعره أنَّه غير مهتمٍّ بكِ؛ وإذا بدأ يتحدث عن علاقاته مع الآخرين، فهو يخبركِ بأنَّه لا يراكِ أكثر من صديق، لا سيما إذا فعل ذلك بطريقةٍ عاطفية.

الطريقة الثانية: مراقبة التصرُّفات

1. التخلِّي عن الخطط:

حينما يتوقف الشخص الذي تشتبهين بأنَّه فقد الاهتمام بكِ عن اتِّباع الخطط التي وضعتماها معاً دون إعادة ترتيبها، فيجب عليك التعامل مع هذا التصرُّف على أنَّه علامةٌ تشير إلى أنَّه لا يريد الاستمرار معكِ؛ كذلك قد يتوقَّف أيضاً عن مطالبتكِ بالخروج للتنزُّه معه، وهذا يُعَدُّ من أبرز علامات التحذير.

إذا لاحظتِ أنَّكِ وحدكِ التي تقترحين أنشطةً تمارسانها وتضعين الخطط، فيجب عليكِ أن تتوقفي وتري إن كان سيحاول هو وضعها؛ فإذا كان ما زال مهتمَّاً بكِ، سيقترح خططاً، ويحاول الخروج للتنزه معكِ؛ أو قد يُقدِّم أعذاراً عامَّةً للتملُّص من الاقتراحات مثل أنَّ لديه مهام أخرى يجب عليه أن يؤدِّيها دون أن يقدِّم أيَّ معلوماتٍ محددة، وهذا دليلٌ على أنَّه غير مهتم.

أيضاً، يجب عليكِ الانتباه إذا لم يقدِّم لك إجابةً واضحةً عن سبب عدم تمكُّنه من الخروج معك، فقد يحاول المراوغة في موضوع تنفيذ الخطط التي تقترحينها، ويمكن أن يقول كلاماً مثل: “لدي ارتباطاتٌ مع شخصٍ آخر”، أو “لا أستطيع اليوم”، دون أن يقدِّم سبباً واضحاً يبرِّر عدم التزامه بالخطط.

2. التعامل مع الآخرين:

ربَّما يكون من الصعب أن تعرفي إن كان الشخص الذي تشتبهين بأنَّه فقد الاهتمام بكِ يعاملكِ بطريقةٍ تختلف عن الطريقة التي يُعامِل بها الآخرين، أم إنَّه يعاملكِ مثلما يعامل أصدقاءه. راقبي طريقة تعامله مع الأشخاص الذين تربطه بهم علاقة صداقةٍ أخوية، واسألي نفسكِ إن كان يعاملك بالطريقة نفسها؛ فإذا كان يعاملك مثلما يعامل أيَّ صديقٍ آخر، فهو على الأرجح يتعامل معكِ تعاملاً وديَّاً فقط، واهتمامه ليس اهتماماً عاطفيَّاً؛ ولو كان مهتمَّاً بكِ، لعاملكِ بطريقةٍ تختلف عن الطريقة التي يُعامِل بها أصدقاءه.

يميل بعض الرجال إلى التعبير عن مشاعرهم أكثر من غيرهم، بينما يُفضِّل آخرون إبقاءَ مشاعرهم للأشخاص الذن يهتمُّون بهم، فحاولي أن تحدِّدي إن كان هذا الشخص من الصنف الأول أم الثاني.

3. لغة الجسد:

تقدِّم لغة الجسد فكرةً عن المشاعر التي يُحِسُّ بها الشخص، إذ حينما يتعامل شخصٌ ما مع موقفٍ ما بلا مبالاة، أو يُحِسُّ فيه بعدم الارتياح؛ سيحاول الابتعاد عنك أو تجنُّب التواصل معك. راقبي أيَّ دلائل يرسلها الجسم وتشير إلى أنَّ الشخص يُحِسُّ بالضيق أو عدم الاكتراث في أثناء التعامل معكِ؛ فقد يحاول الابتعاد عنكِ، أو يعقد ذراعيه أمامكِ، أو يشيح وجهه عنكِ بينما تتحدثين، وقد يحاول أيضاً تجنُّب التواصل الجسدي مثل العناق أو مَسَّ اليدين، وهذا يعني أنَّه لم يَعُد مهتمَّاً بكِ.

إذا كان لا يُحدِّق طويلاً في عينيكِ أو يشيح نظره بعيداً عنك في كثيرٍ من الأحيان، فقد يكون غير مهتمٍّ بما تقولين؛ لكنَّ بعض الناس خجولون، وقد يكون هذا مجرَّد علامةٍ تشير إلى أنَّهم يُحِسُّون بالتوتر أو الخجل لا بعدم الاهتمام.

من بين بعض إشارات لغة الجسد التي تَدُل على فقدان الاهتمام: توجيه الجسد بعيداً عنكِ، أو حكُّ الرقبة، أو عقد الذراعين، أو النظر إلى الأرض، أو إبعاد الجسد.

4. توقُّفُ جميع أشكال التواصل الجسدي:

تعزِّز اللمسات الانجذاب، وتزيد التقارب الجسدي في أيِّ علاقة؛ فراقبي أيَّ تغيِّراتٍ تطرأ على التواصل الجسدي فيما بينكما، وعلى نوع التواصل الذي تقومان به معاً. قد تكونان معتادَين مثلاً على التعانق كلَّما رأى أحدكما الآخر، فإذا لم يَعُد الشخص مهتمَّاً بكِ، قد يتوقَّف عن عناقك، أو قد يتنحَّى جانباً كلَّما حاولت معانقته؛ أمَّا إذا كنتما لا زلتما تتواصلان جسديَّاً، فقد يتغير نوع التواصل حينما يفقد اهتمامه بكِ، إذ قد يصافح عوضاً عن المعانقة، وهذه لا تُعَدُّ إشارةً رومانسية، إذ يستخدمها العديد من الناس مع أصدقائهم.

5. الاهتمام:

حينما يهتمُّ شخصٌ ما بشخصٍ آخر، يبذل ما في وسعه لتذكُّر أهمِّ الأمور المرتبطة بذلك الشخص مثل: اهتماماته، أو جدول أعماله، أو معلوماتٍ عنه؛ وحينما لا يعود الشخص مهتمَّاً بكِ، يتوقَّف عن الاهتمام بهذه الأمور وتذكُّرها.

على سبيل المثال: إذا نسي ذكرى ميلادك بعد أن بقيتِ تتحدَّثين عنها بضعة أسابيع، فهو على الأرجح لم يَعُد مهتمَّاً بكِ؛ وإذا كان ينسى دائماً الأشياء التي تخبرينه بها مثل: أنَّ لديكِ مقابلة عملٍ، أو أنَّ عائلتكِ تخطط للانتقال إلى البلدة؛ فربَّما لم يَعُد مهتمَّاً بالأشياء التي تُهِمُّكِ. ربَّما توقَّف أيضاً عن مفاجأتكِ مثلما كان يفعل في الماضي حينما كان يقدِّم لكِ الزهور والهدايا.

الطريقة الثالثة: التعامل مع المشكلة

1. انتظار أن يكون هو أوَل من يتواصل:

إذا لاحظتِ أنَّه لم يَعُد يتواصل معكِ مثلما كان يفعل سابقاً، فيجب عليكِ أن تمتنعي عن التواصل معه؛ وحينما تكونين أنتِ وحدكِ من يرسل الرسائل، أو يتَّصل بالهاتف، أو يُعِدُّ الخطط دون تلقِّي أيِّ رد؛ فمن الواضح أنَّه لا يهتمُّ برؤيتكِ.

حاولي ألَّا تتواصلي أنتِ معه أوَّلاً مدة أسبوعٍ لترَي إن كان سيبدأ التغيُّر، أو إذا كان سيبادر هو بالحديث معكِ. في هذه الحالة، إمَّا أن يلاحظ أنَّ الحوارات فيما بينكما قد توقَّفَت ويتواصل معكِ، أو ألَّا يتواصل، وهذا يبيِّن أنَّه لم يَعُد مهتمَّاً بكِ.

2. طلب النصيحة:

ربما لديكِ أصدقاء يعرفون الشخص الذي تشتبهين بأنَّه فقد الاهتمام بكِ؛ لذا حاولي أن تسأليهم إن كانوا يعرفون إذا كان مهتمَّاً بأحد آخر، أو إذا كان لا زال مهتمَّاً بكِ. انتبهي أيضاً إذا كان يسألكِ عن علاقاته العاطفية مع أشخاصٍ آخرين، فهذا يُعَدُّ إشارةً واضحةً تُبيِّن أنَّه مهتمٌّ بشخصٍ آخر، وأنَّه يرى علاقتكما علاقة صداقةٍ فقط. مثلاً: إذا بدأ يطرح أسئلةً مثل: “كيف أستطيع لفت انتباه هذه الفتاة؟”، أو “ما نوع الموعد الذي يجب عليَّ أن أقابلها فيه؟”؛ فمن الواضح أنَّه لا يهتمُّ بكِ عاطفيَّاً.

3. طرح الأسئلة:

تُعَدُّ هذه أفضل طريقٍ لتعرفي إن كان لا يزال مهتمَّاً بكِ. يمكن أن يساعدك التكهُّن بمعنى كلامه أو سلوكاته أو تصرُّفاته في الحصول على فكرةٍ جيدةٍ عن مشاعره، لكنَّكِ لن تتيقَّني منها إلَّا إذا تحاورتِ معه. قد تكون هذه الحوارات مخيفةً ومثيرةً للأعصاب، إذا لا أحد يريد أن يُحِسَّ بالرفض، وقد يضعكِ هذا في موقفٍ تبدين فيه ضعيفة، لكنَّكِ ربَّما أخطأتِ في تفسير الإشارات التي تلقَّيتِها منه، أو ربَّما لم تري إشاراتٍ أرسلها ظنَّ هو أنَّها إشاراتٌ واضحة.

يمكنكِ التعامل مع الموضوع بطريقةٍ مباشرةٍ أو غير مباشرة، وبإمكانكِ أن تسأليه: “هل ما زلتَ مهتمَّاً بأن نقضي حياتنا معاً؟ أم أنَّك تفضل أن نكون صديقَين فقط؟”. يدخل هذا السؤال إلى صُلب الموضوع مباشرةً،  ويمنحه الفرصة للبوح بمشاعره.

4. الاعتناء بالنفس:

يُعَدُّ القيام بهذا هامَّاً جدَّاً؛ لأنَّ خسارةً شخصٍ هامٍّ بالنسبة إليك يمكن أن يكون تجربةً عصيبةً عاطفيَّاً، سواءً كان الشخص الذي فقد الاهتمام بكِ صديقاً، أم حبيباً، أم شخصاً كانت تجمعكِ به سابقاً علاقةٌ ما.

يجب عليكِ أن تعتني بنفسك، وأن تعامليها بلطف. افعلي أموراً تُسعِدُكِ، كأن تتنزهي مع صديقاتكِ، أو أن تطهي وجبتكِ المُفضَّلة، أو أن تخرجي لممارسة المشي، أو أن ترسمي لوحةً، أو أن تشاهدي فيلماً جديداً.

5. الحفاظ على الكرامة:

يجب عليكِ أن تتقبَّلي فكرة أنَّه ربَّما لا يعود أبداً إلى الاهتمام بكِ برحابة صدرٍ. ابتعدي عنه، وحاولي ألَّا تُظهِري أيَّ مشاعر إحباطٍ أو غضبٍ أمام الأصدقاء المُشترَكين.

من الطبيعي أن تحزني لخسارة العلاقة وضياع المستقبل الذي حَلُمتِ أن تعيشيه معه؛ لكن بعد أن تنتهي من الحزن، تخطي الموقف من خلال تركيز الاهتمام على الجوانب الإيجابية الأخرى في حياتك، وانظري دائماً إلى الحياة من زاويةٍ أوسع. الموقف عصيبٌ بكلِّ تأكيد، لكن ثمَّة كثيرٌ من الأشخاص اللطيفين.

 

المصدر

Source: Annajah.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *