‘);
}

رضا الله تعالى

يحرص المسلم الصّادق في أفعاله وأقواله وحركاته وسكناته إلى تحصيل رضا الله -تعالى- وبلوغ مرضاته، ممّا يجعله دائم الاستذكار لله تعالى، ودائم السّعي لتصحيح وإخلاص نيّته له؛ ليتمثّل بذلك قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)،[١] ولِما أنّ رضا الله -تعالى- غاية لا تترك، ورد ذكر مُفردة الرّضا في مَعرِض المدح للمؤمنين تارّةً، وفي مَعرِض الحثّ على الأعمال الصّالحة؛ للفوز برضا الله -تعالى- ورضوانه تارةً أخرى، ومن بين هذه الآيات؛ قول الله تعالى: (رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)،[٢] وكذلك في قول الله -تعالى- مُخاطباً النّفس المؤمنة حين تُسلّم له: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ*ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً*فَادْخُلِي فِي عِبَادِي*وَادْخُلِي جَنَّتِي).[٣]

ويرجع مفهوم الرضا في اللغة إلى الفعل رَضَيَ، والرضا ضدّ السّخط؛[٤] لذا ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- دعاؤه بقول: (اللهمَّ إني أعوذُ برضاك من سخطِك، وبمعافاتِك من عقوبتِك)،[٥] ويقترب المعنى اللغوي للرضا من معناه الاصطلاحي، وقد بيّنه الراغب الأصفهاني وجعله على قسمين:[٦]

  • رضا العبد عن الله: وذلك بعدم سخطه على حُكْم الله -تعالى- وقضائه وقبوله له.
  • رضا الله عن العبد: وذلك أن يرى الله -تعالى- عبده مُؤتمراً بأمره ومُنتهياً عمّا نهاه عنه.