يعتمد إشعار الطفل بالاهتمام على عدة عوامل وأسس تشمل التعامل معه باحترام مثله مثل البالغين في الأسرة فلا يشعر أنه أقل أو أدنى منهم مقاماً، وكذلك الاهتمام والتعامل بجدية مع كل ما يقوله من أفكار وملاحظات وما يرويه من قصص وحكايات مهما بدت سخيفة ومملة للكبار وأخيراً الحفاظ على روابط وعلاقات أسرية سليمة من حوله بحيث ينشأ الطفل في أسرة تحترم الكبير وتعطف على الصغير ولا يصدر من أحد أفرادها أي إهانة بحق الغير من أفراد الأسرة.
قضاء الكثير من الوقت مع الطفل
من أهم أسس إشعار الطفل بالاهتمام هو قضاء وقت كافي معه بحيث لا ينشغل الأبوين عنه أبداً على الرغم من تكالب أعباء الحياة ومشاغلها على كاهلهم إلا أنه يتوجب عليهم تخصيص جزء كافي من الوقت يومياً أو حتى بشكل شبه يومي ليقضوه مع أطفالهم، أما المحتوى في ذلك الوقت وما سيمارسونه من أنشطة فلهم مطلق الحرية في اختيار ذلك على شرط أن تكون كافة تلك الأنشطة الممارسة في هذا الوقت محببة إلى الطفل ولا يشعر بالملل منها، بتلك الطريقة عندما يعي الطفل مدى قدسية هذا الوقت بالنسبة لأسرته سيشعر أنه محط اهتمام وتقدير منهم لدرجة تجعلهم يخصصون وقتاً فقط للجلوس معه.
التعبير عن الحب للطفل
على عكس ما يعتقده البعض فإن الأطفال بحاجة دوماً إلى أن يشعروا بحب أبويهم لهم ربما أكثر من البالغين أو الأكبر سناً؛ لذلك حاول دائماً نقل مشاعر الحب لديك للطفل بصور مختلفة كالحديث أو الأفعال أو الاهتمام وهكذا. ومن أهم شروط إشعار الطفل بالاهتمام هو ألا يقترن حب أبويه له بشروط معينة فعلى سبيل المثال عندما يخطئ الطفل ويلجأ أبويه لعقابه لردعه عن تكرار مثل ذلك الخطأ لا يجب أن يشعر الطفل وقتها أنهم لا يحبونه بل على العكس فلا يوجد أي تناقض بين مشاعر الحب وعقاب الآباء لأطفالهم، كذلك في حالات الطلاق بين الزوجين قد يحتاج الأطفال وقتها إلى التعبير عن حب الكبار لهم أكثر من غيرهم.
التحدث مع الأطفال بشكل يومي
من أسس إشعار الطفل بالاهتمام كذلك أن يجد الطفل نفسه كل يوم في اجتماع أسري مع أبويه أو إخوته الأكبر سناً يسألونه خلاله عما فعله طيلة اليوم وعن أنشطته المختلفة التي مارسها، بتكرار هذا الاجتماع يومياً سيشعر الطفل أن الآباء والمحيطين به يهتمون به كثيراً كما ينقل للطفل أيضاً إحساساً إيجابياً بالكبر والبلوغ لدرجة أنه يتساوى مع من هم أكبر منه سناً في الأسرة. حاول أن تكون الأسئلة التي توجهها لطفلك متنوعة وتشمل كافة أنشطته اليومية وليس الدراسة فقط كما يفضل أن تجعل صيغتها بسيطة وسهلة بشكل لا يشعر الطفل أنه في جلسة تحقيق.
إطالة الحديث لـ إشعار الطفل بالاهتمام
الأطفال في مقتبل أعمارهم لا يمتلكون المهارات الحوارية الكافية التي تؤهلهم لخوض محادثات مطولة مع من هم أكبر منهم سناً خاصة وإن كان محور الحديث هو ما فعلوه أو يفعلونه طيلة يومهم؛ لذلك لا يجب أن تخلو تلك الاجتماعات الأسرية أبداً من المساعدات اللغوية بحيث يتناول الآباء دوماً طرف الحديث بقولهم (وماذا حدث بعد ذلك؟) أو (أخبرني أكثر) وجمل مثل هذا القبيل حتى يجعلوا الحديث مع الطفل مطولاً أكثر وفي الوقت ذاته يساعدوه في تنمية مهاراته اللغوية والحوارية.
تقدير مشاعرهم
من أكثر الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الآباء أنهم لا يضعون مشاعر أطفالهم محط اهتمام وتقدير ظناً منهم أن مشاعر الأطفال قصيرة المدى وسرعان ما ستزول، لكن على النقيض تماماً فاستمرار تجاهل مشاعر الطفل يجعل من كل خطط إشعار الطفل بالاهتمام تبوء بالفشل كما يعود الطفل على ألا يبوح بمشاعره للكبار نظراً لأنه لا يجد منهم تقديراً واحتراماً لها وبالتالي يكبر الطفل انطوائياً عاجزاً عن البوح بما في داخله لأسرته؛ لذلك حاول دائماً احترام مشاعر الطفل وتقديرها والاعتناء به في أوقات حزنه والتخفيف عنه ومشاركته في أوقات فرحه بتلك الطريقة سيشعر الطفل أنه محل تقدير من أفراد أسرته.
احترام قدرات الطفل
في كثير من الأحيان بسبب تعجل الآباء قد يقومون ببعض المهام عوضاً عن الطفل والتي يمكنه أن ينجزها وحده كأن يرتدي ملابسه أو يرتب أغراضه أو غير ذلك من الأنشطة وهم بذلك لا يهتمون أبداً للانطباع الذي يتكون لدى الطفل من جراء ذلك بل وقد يظنون أيضاً أنهم بذلك يخففون الأعباء من عليه، لكن على العكس تماماً فقيام الآباء بتلك الأفعال ولو بدت بسيطة لهم يشعر الطفل أنهم لا يثقوا بقدراته ولا يجدونه متمكناً من فعل أي شيء ناجح بمفرده وللأسف الشديد مع تكرار هذا ينمو الطفل عاجزاً عن اتخاذ أي قرار بمفرده أو حتى القيام بأي مهمة ولو بسيطة بدون طلب المساعدة.
إتاحة الفرصة للتعلم من أخطائهم
من أهم قواعد إشعار الطفل بالاهتمام على الإطلاق هو أن يتفهم الطفل جيداً انه مستقل بذاته مثله مثل أي إنسان آخر وله القدرة على فعل كل الأشياء بمفرده وإن وقع في الخطأ فتلك فرصة للتعلم وتلقين درس جديد حتى لا يتكرر هذا الخطأ مرة أخرى؛ ولذلك يتوجب على الآباء أن ينقلوا هذا الشعور لأبنائهم ويكون هذا بالحديث معهم أولاً وبتطبيق هذا الحديث ثانياً؛ على سبيل المثال يتدرج العقاب للأطفال على أخطائهم بحيث يزيد العقاب تدريجياً كلما تكرر نفس الخطأ مرة أخرى. بتلك الطريقة سيتعلم الأطفال من أخطائهم ويتجنبوا الوقوع في نفس الخطأ مرة أخرى.
توفير اختيارات عدة للأطفال
هي ليست من طرق إشعار الطفل بالاهتمام وحسب بل من أصح وأسلم أساليب التربية على الإطلاق، فالكثير من الآباء يقومون باختيار أدق تفاصيل حياة أطفالهم ظناً منهم أنهم لحداثة سنهم غير قادرين على فعل ذلك وهم بذلك يغفلون عن إتاحة الفرصة للطفل لتقرير مصيره حتى في أبسط الأشياء بحيث عندما يكبر يصبح قادراً على اختيار سبل حياته بنفسه؛ لذلك حاول دائماً توفير اختيارات عدة للطفل يختار فيما بينها بشرط ألا يؤثر ذلك على دراسته، بمعنى آخر يمكن للطفل اختيار ملابسه أو ألعابه أو الأماكن التي يذهب إليها للتنزه أو ما يشاهده على التلفاز لكن لا يمكنه اختيار المدرسة التي سيتوجه إليها.
تفهم الفرق بين تعليم الطفل وتغييره
صحيح أن الطفل يولد بدون أي ملامح لشخصيته وهي ما تتكون خلال فترة نشأته مع الأسرة والأصدقاء إلا أن هنالك صفات جينية يتوارثها الطفل وتظهر عليها كلما نضج ولا يمكن للآباء تغييرها أبداً مهما حدث وهو ما يجب على الآباء تفهمه جيداً وهو أن هنالك فرق كبير بين تعليم الطفل الأخلاق الحميدة والقيم والمبادئ السليمة وبين تغيير الطفل وإجباره على أن يكون شخصية غير التي هو عليها، حيث أن المفهوم الأخير يقودنا إلى الكثير من الأساليب التربوية المغلوطة والتي تشوه شخصية الطفل المستقبلية لا تصلحها على عكس أن يدرك الطفل أن له مساحته الشخصية التي يبحر فيها منفرداً بدون أي تدخل ممن حوله وبذلك يكون إشعار الطفل بالاهتمام.