كيف تقوي ثقتك بنفسك …?

Share your love

دعونا نبدأ بمحاولة تعريف الثقة بالنفس لنعرف عن ماذا نتكلم بالتحديد….

الثقة بالنفس هي إحساس وإدراك الشخص بقيمة نفسه بين من حوله، هذه الثقة تترجم كل حركة من حركاته وسكناته فيتصرف الإنسان بشكل طبيعي دون قلق أو رهبة فتصرفاته هو من يحكمها وليس غيره ….

هي نابعة من ذاته لا شأن لها بالأشخاص المحيطين به.

والثقة بالنفس أمر يولد مع الشخص فهو في لحظة قدومه إلى العالم يصرخ بكل ثقة معلناً حضوره وغير آبه بكل من هم حوله، إلا أنها بالطبع تتأثر بالبيئة التي تحيط بنا والتي نشأنا بها، فقد تقوى أو تضعف وربما تتلاشى أو تموت.

ولا يخفى عليكم أننا نسمع من أناس كثيرون شكاوى من انعدام الثقة بالنفس ويرددون هذه العبارة حتى أخذت نصيبها منهم !

ترى ما أبرز مسببات انعدام الثقة بالنفس؟

لن نستطيع بالطبع أن نحصرها جميعاً ولكننا سنأتي هنا على ذكر أهمها وأكثر انتشاراً في مجتمعناً:

1- تهويل الأمور والمواقف بحيث تشعر بأن من حولك يركزون على ضعفك ويرقبون كل حركة غير طبيعية تقوم بها (الشعور الدائم بأنك مراقب ومنتقد) .

2- الخوف والقلق من أن يصدر منك تصرف مخالف للعادة حتى لا يواجهك الآخرون باللوم أو الاحتقار ( الخوف من فقد احترام أو تقدير الآخرين ).

3- الإحساس بأنك أقل أهمية وقدرة من الآخرين وكثرة مقارنة النفس بالآخرين والتقليل من شأنها في عملية المقارنة.

 

كيف تكون البداية في علاج المسألة :

أولاً وقبل كل شيء عليك أن تتوقف عن احتقار نفسك أو التلفظ عليها أو عنها ببعض الألفاظ السلبية التي قد تدمر شخصيتك مثل:

” أنا غبي “

أو ” أنا فاشل “

أو ” أنا ضعيف “

فمثل هذه العبارات تشكل خطراً جسيماً على النفس وتحطمها من حيث لا يشعر الشخص بها .. هذه الأسباب الثلاثة التي ذكرناها أعلاه،

هل لها مصدر يا ترى ؟؟ بالطبع لها مصادر وليس مجرد مصدر فقط :

1- قد يكون هذا الإحساس هو ناتج عن فشل في الدراسة أو العمل أو في أي نشاط أو مكان، وتلقي بعض الانتقادات الحادة من الوالدين أو المدير بشكل مؤذ أو جارح أو على الأقل مخجل.

2- التعرض لحادث قديم كالإحراج أو التوبيخ الحاد أمام الآخرين أو المقارنة بينك وبين أقرانك والتهوين من قدراتك ومواهبك ولو كان من باب المزاح.

3- نظرة الأصدقاء أو الأهل السلبية لذاتك وعدم الاعتماد عليك في الأمور الهامة . أو عدم إعطاءك الفرصة لإثبات ذاتك .

هذه باختصار بعض أسباب عدم الثقة بالنفس ولابد أخي بعد مراجعتها وتحديد ما يخصك بينها ….

بعد ذلك صارح نفسك ولا تتهرب أو تتظاهر بغير الحقيقة، فأنت هنا وحدك وبعيداً عن أنظار الناس وليس هناك من تخشاه، فكن صادقاً واعترف بالحقيقة فاعترافك بها يقودك بشكل طبيعي وسريع إلى تجاوزها بالطرق الأمثل والأفضل …

الآن حين نضع أيدينا على مصدر الألم، فما تبقى أمر سهل وهو البحث عن علاج لهذا الألم،،

اجلس مع نفسك وصارحها وثق بأنك قادر على التحسن يوماً بعد يوم ….

ضع إشارات وقوف حمراء أمام أي فكرة أو لفظ أو سلوك يقلل من شأنك سواء كان هذا السلوك صادراً منك أنت شخصياً أو من الآخرين، ولا تقبل بأي انتقاد سلبي حتى لو كان من نفسك…

تأكد من الله سبحانه وتعالى لم يخلق أي مخلوق بلا فائدة وطالما أنت تؤمن بأن الله من خلقك فيجب عليك أن تؤمن بأهميتك في هذه الحياة وتحرص بكل جد وعزم على تحقيق هذه الأهمية بما يرضي الله سبحانه وتعالى وينفع عباده ….

وإليك هذه النقاط التي ستجعلك تفخر بنفسك وتعزز من ثقتك بها:

– أنت شخص مؤمن بالله وبرسوله ومخالف للشيطان وللهوى وإن كنت مقصر في بعض أمرك فأنت لست مقصراً في الأمر كله.

– أياً كان نوع الإحساس السلبي الذي تشعر به تجاه الآخرين أو تجاه ما يفعلونه أو فعلوه معك فإن هذا لن يغير من حقيقة الأمر، وعليك أن تدرك أن تأثير الآخرين على إحساسك وارد ولكن أنت من يتخذ القرار بشأن ما يقول أو يفعل، فهل ستجعل الآخرين يقررون لك مصيرك أو ستكون أنت من يضع النقاط على الحروف ؟؟؟

ولكي تفعل ذلك ابدأ من اللحظة بالتحدث عن نفسك ومعها بكلمات إيجابية ولا تنتقدها بشكل سلبي أبداً ولا تنسى أن تكافئ نفسك على أي انجاز تحققه مهما كان صغيراً في عينك …..

أقنع نفسك بقدرتك وقوتك ولعل البداية تكون بترديد الكلمات التي تبعث الشعور بالقوة والقدرة على نفسك …

– تذكر أن أصحاب الانجازات الكبيرة على مر التاريخ كانت لديهم قناعات واعتقادات بأنهم أشخاص لهم شأن وسيكون لهم شأن أكبر مستقبلاً منذ الصغر، فليكن هذا سبيلك أنت أيضاً فالعبرة دوماً في البداية التي تقود إلى نهايات أكثر سعادة وإيجابية… فأنت كما تفكر عن نفسك وتظن بها ( أنت حصاد ما تعتقد).

– أحب ذاتك واعمل على حبها واسترجع الذكريات السعيدة والمواقف التي حققت فيها ولو شيئاً يسيراً فهذا سيعزز من شعورك بالقدرة وبالثقة وقبل كل هذا بالإيجابية.

– لا تحمل في قلبك على الآخرين وإن كانوا قد أساءوا لك، فالتسامح يزيل عنك حملاً ثقيلاً طالما أبعدك عن طريق النجاح والسعادة . وتذكر أن ما يحصل بينك وبين الآخرين ليس سباقاً أو مباراة يتحتم أن يكون فيها كاسب وخاسر .

– ابتعد قدر الإمكان عن المقارنة بينك وبين الآخرين على الأقل في بداية الأمر فأنت لست كالآخرين والآخرين ليسوا مثلك فقد خلقنا الله سبحانه وتعالى مختلفين ، وعوضاً عن المقارنة اسأل نفسك كيف استطاعوا أن ينجزوا وابحث عما فعلوه ثم اسأل نفسك ما الذي تستطيع أن تفعله أنت حيال ذلك، ولا تقبل أبداً بالإجابة التي تقول أنك لا تقدر، لأنك فعلاً تستطيع وكل ما تحتاجه هو البحث والصدق في عملية البحث.

ولا تنس أن تركز على ما تستطيعه وما يمكنك فعله وأبعد بتفكيرك عن تلك الأمور التي لا تستطيعها لأن هذا سيساعدك على الانجاز .

ولا تنس أن إرضاء الناس غاية لا تدرك فلا تربط رضاك عن نفسك برضا الناس عنك لأنك إن فعلت فلن ترضى عن نفسك مطلقاً وبالتالي لن تثق فيها مطلقاً .

– ابحث في سيرة الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، ففي حياته صلى الله عليه وسلم الكثير والكثير من المواقف التي تبعث على الثقة في النفس وفيه ستجد القدوة الحسنة التي تعينك على ما تصبوا إليه بعون الله تعالى .

– ابدأ يومك بقراءة الأذكار والقرآن الكريم وإن استطعت كل صباح بعد صلاة الفجر قراءة سورة ياسين فافعل فلها تأثير عظيم على النفس وتبعث الهدوء والطمأنينة كما هو الحال في باقي الآيات الكريمة.

– عند كل مجلس حاول أن يكون لك وجود وحاور وناقش مرة تلو الأخرى سوف تعتاد وسيصبح الحديث بعدها أمراً يسراً ….

– درّب نفسك وقد تلاقي بعضاً من الصعوبة في بداية الأمر ولكن احذر من أن تثني عزيمتك التجربة الأولى بل اجعلها سلماً تصعد به إلى أهدافك ….

وأخيراً لا تنس أخي ذكر الله والدعاء وصلاة الليل .

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!