‘);
}

الإيمان بالله تعالى

الإيمان مصدر الفعل آمن، ومعناه التّصديق، أمّا شرعاً فيُقصد به التّصديق بالقلب، وما يتبعه من إقرارٍ باللسان،[١] ويُقصد بالإيمان بالله تعالى: التّصديق الجازم بوحدانيّة الله تعالى، وأنّه المُستحق وحده للعبادة، والتذلّل والخضوع إليه دون سواه، وإثبات الكمال المطلق له، وتنزيهه عن كل عيبٍ ونقصٍ، فهو مالك وربّ كلّ شيءٍ، وهو الذي يُميت ويُحيي، ويخلق من العدم، ويرزق من يشاء من عباده بغير حساب، ومن الجدير بالذكر أنّ للإيمان معانٍ عدّةً، منها: الانقياد لأمر الله -تعالى- والاستسلام له، حيث جاء هذا المعنى في أكثر من موضع في القرآن الكريم، ومنها قول الله تبارك وتعالى: (قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۖ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)،[٢] ومن معاني الإيمان كذلك إخلاص التّوجه والقصد لله -تعالى- دون سواه، ومنها قوله سبحانه وتعالى: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).[٣][٤]

وتجدر الإشارة إلى أنّ الإيمان بالله -تعالى- قائمٌ على معنى عظيمٍ أيضاً، وهو عبادته سبحانه، وقد عرّف بعض العلماء عبادة الله -تعالى- بأنّها كمال الخضوع لله -تعالى- مع الحبّ التامّ له سبحانه، ويُشترط لتحقيق الإيمان بالله -تعالى- الإخلاص؛ إذ لا بُدّ للعبد أن يتوجه إلى الله -تعالى- بقلبٍ صادقٍ لا يُحبّ أحداً فيه كما يُحب الله تعالى، ولا يُقدّم محبة شيءٍ من مخلوقات الله -تعالى- على محبته سبحانه، وإفراده في الرجاء، والتوكل عليه فلا يرجو المسلم غير الله، ولا يدعو سواه، ولا يخاف من غيره سبحانه، ويؤمن يقيناً ألّا ضارّ له إلا بأمره، ولا أحداً من مخلوقات الله -عزّ وجلّ- ينفعه إلا بمشيئته.[٤]