ان تكون أب جيد يعني بناء جسر من التواصل والثقة بينك وبين أطفالك. قد يكون من المهام المستحيلة في بعض الأحيان، نتيجة تطور التكنولوجيا وانغماس كل فرد من أفراد الأسرة في عالمه الخاص، سواء كان العمل أو الدراسة أو حتى العالم الافتراضي ووسائل الترفيه، بات من الصعب أن تتواصل مع أطفالك بشكل جيد، بالتالي ثقتهم بك تكون ضعيفة على عكس ما تتوقع! قد يكون الأمر صادماً بالنسبة إليك، لكن تذكر معي آخر مرة جاء إليك طفلك ليستشيرك في مشكلة خاصة به، أو طلب منك التدخل في حياته بأي شكل من الأشكال، غالباً لن تتذكر، لذلك لابد أن تعمل على بناء واستعادة ثقتهم بك قبل فوات الأوان.
خطوات كسب ثقة الابناء بان تكون أب جيد :
علم طفلك!
يجب أن تكون بمثابة المصدر الأول الذي يلجأ إليه طفلك إذا أراد معرفة أي شيء؛ حتى لا يلجأ لمصادر غير موثوقة ويحصل على معلومات خاطئة، لكن تعلم كيف تجذب انتباهه إليك بطريقة لطيفة، ببساطة إبحث عن أكثر المواد التي يستمتع بها، ثم افتح أحد المواضيع المتعلقة بها في هيئة نقاش عام، إذا لاحظت أنه لا يعرف الكثير عن هذا الموضوع ابدأ بسرد كافة المعلومات التي تعرفها عنه، ويجب أن تكون مبُدع في هذه النقطة خاصة إن كان طفلك صغيراً، كأن تعرض عليه الدرس في هيئة قصة أو حتى تُحضر له فيلماً يتحدث عنه، لكن لابد أن تتأكد من مصدر معلوماتك 100% لأنه لو اكتشف أي خطأ بها في وقت لاحق سيفقد ثقته بك تماماً!
لا تخذله!
طالما قطعت على نفسك وعداً بفعل شيء معين فلابد أن تُنفذه مهما كان عمر طفلك، إذا لم تكن واثقاً من قدرتك على فعله فاعتذر منه أفضل، أما إن حدث شيء خارج عن إرادتك ولم تتمكن من فعل ما وعدته به فاعتذر منه بصدق واشرح له السبب، على أن تُعوضه بشيء أفضل! مثلاً لو وعدت طفلك أن تأخذه للنادي في العطلة ولم تتمكن لأي سبب قهري، فخذه لمدينة الألعاب في اليوم التالي! لكن لا يجب أن تكثر اعتذاراتك حتى لو عوضته فيما بعد، لأن طفلك لن يثق في أي من وعودك مرة أخرى!
عامله باحترام
من حق طفلك عليك أن تحترمه وتُقدر مشاعره، لا تصرخ عليه أو تُهينه بأي شكل من الأشكال، هناك العديد من وسائل العقاب التي لا تضمن إهانة أو ضرب، فالتعامل بهذه الطريقة سيُفقده ثقته في نفسه لا فيك أنت فقط، لذلك حاول أن تهدأ وتتحكم في أعصابك قدر الإمكان إن أقدم على فعل شيء خاطئ.
استمع إليه
أغلب الآباء يغضبون بشدة على أبنائهم إن لم يستمعوا إليهم بكل إنصات واهتمام، لكن هل فكرت يوماً أن طفلك يغضب وبشدة أيضاً إن لم تستمع إليه! حاول أن تفتح معه حواراً في أي شيء حتى ولو ستسأله عن يومه في المدرسة واستمع له بمنتهى الإمعان، تفاعل معه سواء بالكلام أو بلغة جسدك، وإذا أخبرك أنه لا يُريد التحدث في شيء مُعين فلا بأس، أخبره أنك مُستعد لسماعه وقتما أراد، لا تسأله عن هذا الأمر مجدداً، وتأكد أنه سيأتي إليك عندما يريد.
أقضي معه بعض الوقت
لا تتوقع أن تبني علاقة قوية مع طفلك بين ليلة وضحاها، بل سيتطلب الأمر منك كثيراً من المجهود والسعي كي تكسب ثقة طفلك، قضاء بعض الوقت معه سيوفر عليك الكثير، أسهل وسيلة لفعل ذلك هي معرفة ما يُحب طفلك أو تحديد هوايته ثم استغلالها في التقرب منه، سواء بقراءة كتاب معه أو رسم بعض اللوحات أو تعليمه شيء جديد وما إلى ذلك.
عالج أصل المشكلة
قبل أن تحكم على طفلك أو تعاقبه على أي مشكلة، إبحث عن أصلها وسببها أولاً، على سبيل المثال لو لاحظت أن طفلك عصبي أو يصرخ كثيراً اجلس معه واسأله بهدوء عن سبب ذلك بدل أن تُعاقبه حتى لا تزيد من غضبه! ساعده للتغلب على مشاعره السلبية وإيجاد الوسيلة الصحيحة للتخلص منها سواء عن طريق تمارين التنفس أو فعل شيء يُحبه وما إلى ذلك، لا ترفع صوتك أو تهدده بالعقاب إلا في حالة عدم استجابته لأوامرك رغم تكرارها، كاستمراره في الصراخ مثلاً.
تقبله كما هو
طالما لم يقم طفلك بأي شيء يؤذيه سواء صحياً أو أخلاقياً كالاتجاه للتدخين مثلاً، لا داعي إذاً أن تطلب منه تغيير أي من أفعاله أو شخصيته حتى لو لم تكن تُحبها، إذا كانت طفلتك تُحب الملاكمة مثلاً فلا تنهها عن ذلك لمجرد أن الأعراف جعلت هذه الرياضة حكر على الرجال! كلما شعر طفلك أنك تتقبله كما هو ولا تُحاول تغييره كلما وثق بك أكثر، أما إذا أقبل على فعل خاطئ فلا تنهره أو تُسفه من شخصيته بالكامل بل وضح له أن اعتراضك على هذا الفعل فقط وليس عليه.
أخيراً، حاول أن تُظهر مدى حبك ورعايتك لهم قدر الإمكان، قبّلهم واحتضنهم عند قدومك أو خروجك من المنزل، كن بجوارهم في كافة الأوقات سواء احتاجوك بجوارهم أم لا، فأنت مصدر قوتهم الأول ومثلهم الأعلى، لذلك لابد أن تكون على قدر هذه المسئولية!