كيف تكون فعالاً ضمن فريق العمل؟

إنَّ قصة الأب الذي أمر أبناءَهُ أن يُحضِروا مجموعة من العِصي ليكسروها معاً، قصةٌ قديمةٌ سمعنا عنها في كلّ ثقافات الشعوب، والتي تكلَّمَ مغزاها عن أهميّة العمل الجماعي في إنجاز العمل المطلوب. بدأ التركيز في وقتنا الحاليّ على العمل الجماعي في الشركات والمؤسسات بشكلٍ كبير، فأصبحنا نرى أنَّ أنجح الشركات قد قامت على مبدأ فِرَق العمل الفعالة. فلا شك أنَّ الإنجاز الشخصيّ مهمّ، بيد أنَّ عمل الفرد لا يُقارن بعمل الجماعة، كما أصبحت كفاءة التعاون والعمل الجماعيّ، إحدى معايير تقييم أداء الأفراد في المؤسسات.

Share your love

ومن هذا المُنطلق، بدأ الأفراد يهتمّون بأن يكونوا ضمن فرق العمل الناجحة ذات المشروعات التي لها تأثيرٌ كبيرٌ على إنتاجيّة الشركة، وأصبحوا يُرَكّزون تركيزاً كبيراً على أدائهم؛ ليضمنوا بقاءَهم ضمن الفريق، أو لكي يجري اختيارهم لفرقٍ أكبرَ وأهمَّ في منظمتهم.

توجد معايير كثيرة تجعلك قادراً على أن تكون فعّالاً بصفتك عضواً في الفريق، وتُسهِم في تقوية فريقك وتُميّزه عن بقية فرق المؤسسة. اختلفت الدراسات والبحوث لتحديد المعايير التي تُبيِّنُ إذا ما كان الفرد عضواً فعالاً في فريق العمل، أم لا؛ إلا أنَّ معظمها قد قامت على مجوعةِ معاييرَ مشتركة لابُدّ من أن تتوفّر في الأعضاء.

ولتقييم أدائَك في فريق العمل، ومعرفة إن كنت تؤدي مهام العمل بكفاءة وفاعلية؛ عليك أن تتمسّك بهذه المعايير وتسعى دوماً إلى تطويرها، لِتَبرُز ضمن فريق العمل.

ثبتت أهمية هذه المعايير في المنظمات والشركات، لمقارنة فريق العمل الفعال بغير الفعال، وقد لُخِّصَت بعض هذه المعايير في النقاط الآتية:

1. فهم الأهداف والنتائج المرجوّة التي يسعى الفريق إليها وما هو المتوقّع منك كعضوٍ في الفريق:

عند انضمامك لفريق عمل، ينبغي أن تستفسر عن أمور كثيرة في الفريق؛ وذلك لكي تفهم ما هو دورك فيه. وحين تتّضح لك الصورة الكاملة، ستتمكّن من إبراز دورك في الفريق بفعاليّة وكفاءة. لذا ينبغي أن تفهم بعض النقاط التالية:

  • ما سبب تشكيل الفريق؟ هل هو لزيادة الانتاجيّة أو لحل مشكلةٍ أو تنفيذ مقترحٍ ما؟
  • هل الفريق دائمٌ أم مؤقت؟
  • ما هي طبيعة المهام المطلوبة منك ومن فريقك؟
  • ما هي النتائج المتوقّعة منك ومن فريقك؟
  • كم عدد اللقاءات التي ستُعْقَدُ بين أعضاء فريق العمل؟

2. التأكّد من الحصول على دعم قائد الفريق ومُتَّخِذِي القرار:

عليك أن تحرص بصفتك عضواً في الفريق، على الحصول على دعم القيادات لفريقك؛ حيث لا فائدة من تشكيل أيّ فريق عمل من دون حصوله على الدعم اللازم؛ فهناك الاحتياجات والقرارات لتنفيذ المشروعات المطلوبة منه.

يمكن معرفة ذلك من خلال التواصل مع قائد الفريق، وسؤاله عن مدى أهمية فريق العمل للإدارة العليا. وينبغي التّأكّد من ذلك من خلال الحصولِ على قرارٍ رسميٍّ مكتوبٍ بتشكيل الفريق، أو من خلال رسالة بريدٍ إلكترونيّ توضّح مهامه، وما يمكن تقديمه إليه.

وعندما تعرف وضع الفريق في المؤسسة، يكون ذلك بمثابة دافع إليك لتنجز المتطلبات باحترافية؛ حيث أنَّك تسعى لإبراز دور فريقك أمام المسؤولين.

3. التعرّف على المعوقات والتحدّيات التي تواجه فريقك:

يتعرض كلّ فريقٍ إلى تحديات قد تعيق تقدمه؛ مثل عدم الحصول على المعدات والمعلومات اللازمة لإنجاز المشروع، أو إلى معوقات قد تبطئ إنتاجيته.

ينبغي أن تساهم في معالجة هذه التحديات من خلال وضع المقترحات اللازمة لحلها، ورفعها لقائد الفريق. هنا يظهر اهتمامك بصفتك عضواً في فريقك، والذي كانت له بصمة مهمة في استمرار أدائه بالصورة المطلوبة.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح لإدارة فرق العمل بشكل فعال

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/iGyFW5sShdY?rel=0&hd=0″]

4. التعاون والتفاعل مع باقي أعضاء الفريق:

حتى تكون عضواً ذو تأثيرٍ ضمن فريقك، يجب أن تكون متعاوناً مع باقي أعضائه، وأن تكون متفهماً لهم، وتُدرك أنَّ النجاح يُنسَب إلى الجماعة وليس إلى الفرد فقط. كما يجب أن تُبرِزَ دورك في مساعدة زملائك؛ سواءً أَجَرَى ذلك من خلال مساعدتهم في إنجاز مهامهم، أم عبر نقل المعرفة إليهم.

5. الحصول على تفويض يُحدّد صلاحية الفريق:

يحتاج كلّ فريق عملٍ إلى دعمه بقوّةٍ لإنجاز المهام بأسرع وقتٍ وأقلّ تكلفة، وإنتاجيةٍ عالية؛ وذلك من خلال الحصول على تفويض لصلاحياته. فإن سعيتَ دوماً إلى الحصول على التفويض اللازم لتسريع الأعمال؛ سيشعر قائد الفريق بأهميتك، ويعمد إلى تفويض الصلاحيات اللازمة للانتهاء من المهام المطلوبة حسب الخطة.

6. التواصل مع قائد الفريق:

إنَّ القائد هو الشخص المعني بقوة الفريق أو ضعفه وإنجازه للمهام المطلوبة. كما أنَّه وفي بعض الأحيان؛ قد يتردّد في تسليم المهام أو تفويضها، أو تطبيق بعض الخطط التي تساهم في سير العمل. ينبغي في هذه الحالة أن تكون مبادراً بالتواصل المستمر معه؛ وذلك من خلال إطلاعه على كلّ ما يخص الفريق وتقدمه، وإعلامه بالمشاكل التي تواجهه واقتراح الحلول المناسبة لها.

7. الالتزام بقيم وقوانين الفريق:

عادة ما تقوم فرق العمل على مجموعة من القيم والقوانين التي يجب ترسيخها في أعضاء الفريق. لذا اعمل بصفتك عضواً في الفريق على السير على هذه القيم واتباعها. وشجع بقية الأعضاء على تطبيقها والالتزام بها. فعندما تتمكّن من الالتزام بهذه القيم، ستظهر بمظهر العضو الفعال الذي يمتلك روح المُبادرة.

في الختام:

إذا ما كنت عضواً في فريق، صغيراً كان أم كبيراً، وتسعى لأن تكون عضواً فعالاً ذا أثرٍ عميقٍ فيه؛ يجب أن تُطبق هذه المعايير بفاعلية، وتفهم أهداف فريقك وتوجهاته، وتحرص على الحصول على دعم القيادات له. كما يتوجّب عليك أن تكون متعاوناً، وتضع في حُسبانك أنَّك تعمل ضمن مجموعةٍ، ولست وحدك المطالبُ بإنجاز المهام.

يتعيَّنُ عليك أيضاً أن تعرف ما هي التحديات والمعوقات التي ستواجه فريقك وتعوقه عن عمله؛ لكي تضع الحلول المناسبة وتتصدى لها قبل حدوثها. وهو ما سيجعل القائد يثق فيك ويعتمد عليك في تسيير أمور فريقك.

أنتَ إن سعيت لتطبيق هذه المعايير، ستجد النتائج التي تسرّك وتُمَيِّزُك وتجعلك عضواً فاعلاً، ومحور اهتمام بقيَّة أعضاء الفرق؛ وهو ما سيُسهم بدوره في ضمّك إلى مشروعاتٍ كبيرة قادمة.

 

المصادر:

  • Teamwork And Team Building -2nd Edition: illustrated Course Guides-Jeff Butterfield
  • Team Building-Discover Hoe easily Build & Manage winning Team
Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!