‘);
}

أولياء الله في القرآن والسُّنة

وَرد ذكر أولياء الله في القرآن الكريم في قول الله تعالى: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)،[١] وقد ذكر الواحديّ في تفسيره معنى قول (أولياء الله): إنّهم من تولَّى الله -سبحانه- هُداهم، وقال بعض العُلماء: إنّهم كما ذكرهم الله -سبحانه- في الآية التي تليها: (الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ)،[٢] ويرى بعض العُلماء أنَّ أولياء الله -سبحانه- هم من تحابُّوا في الله وحده، وقرنوا بين هذه الآيات الكريمة، وبين حديث النبيّ -عليه السلام-: (إنَّ للهِ عزَّ وجلَّ عبادًا ليسوا بأنبياءَ، ولا شهداءَ، يغبِطُهم النَّبيُّون، والشُّهداءُ على منازلِهم، وقُربِهم من اللهِ)،[٣] فسأل أحدُ الصحابة النبيَّ عن هؤلاء العباد، فقال -عليه السلام-: (هم ناسٌ من أفناءِ النَّاسِ، ونوازعِ القبائلِ لم تصِلْ بينهم أرحامٌ مُتقارِبةٌ، تحابُّوا في اللهِ، وتصافَوْا، يضعُ اللهُ يومَ القيامةِ منابرَ من نورٍ فيجلِسون عليها، فيجعلُ وجوهَهم نورًا، وثيابَهم نورًا، يفزَعُ النَّاسُ يومَ القيامةِ، ولا يفزعون، وهم أولياءُ اللهِ لا خوفٌ عليهم، ولا هم يحزنون).[٣][٤]

والوليّ كما عرَّفه ابن حجر -رحمه الله-: هو العالِمُ بالله تعالى، والمُواظِب على طاعته، والمُخلِص في عبادته، وفيه قال شيخ الإسلام: (فكلّ من كان مؤمناً تقيّاً كان لله وَليّاً)، وقد قَسَّم بعض العُلماء الولاية إلى قسمَين: ولايةٌ من الله للعبد، وولايةٌ من العبد لله؛ فولاية الله للعبد كما في قوله تعالى: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)؛[٥] فالله تعالى يتولَّى عبده بتدبير أمور الحياة وشؤونها، سواءً كان مسلماً، أم كافراً، وإن كان المُسلم ينفرد عن غيره بهدايته، وتيسير سُبل الخير، والتأييد له، وهو يتميَّز بهذا عن الكافر، وأمَّا ولاية العبد لله -تعالى-؛ فهي كما في قوله -سبحانه-: (وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ)،[٦] وولاية العبد لربّه تتمثّل بالثقة به، وانتصروا له على أنفسهم.[٧]