‘);
}

القانتين

ذكر الله -تعالى- الصّفات التي يجب على المسّلم التحلّي بها؛ حيث قال في القرآن الكريم: (لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ*الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ*الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ)،[١] فقرن الله -تعالى- في الآية السّابقة بين مجموعةٍ من الأعمال التي يقوم بها المسّلم لتجعله من المقبولين عند الله تعالى، وأهلاً للمدح والثّناء، ومن بين الصّفات ورد ذكْر القنوت؛ حيث ذُكر القنوت بعد الصّبر والصّدق؛ لأنّ الصّبر يحتاج إلى صدق مع الله -تعالى- لينال المسّلم الأجر عليه، وقد يكسل المسّلم عن أداء عباداته ولا يُلازمها فذُكر القنوت لجعْله صفة دائمة للمسّلمين، والمعنى المفهوم من سياق الآية أنّ لفظ القانتين ذُكر للدلالة على المواظبة والاجتهاد في الطّاعات، وملازمة العبادات في أوقاتها وإتقانها وكذلك للتنبيه على أنّها عبادة نفسيّة وجسديّة،[٢] وقال الله -تعالى- في موضعٍ آخر في القرآن الكريم امتداحاً بالنبيّ إبراهيم عليه السّلام: (إِنَّ إِبراهيمَ كانَ أُمَّةً قانِتًا لِلَّهِ حَنيفًا وَلَم يَكُ مِنَ المُشرِكينَ)،[٣] أيْ أنّ إبراهيم -عليه السّلام- لزِم الطّاعات التي أمره الله -تعالى- بها.[٤]

تعريف القنوت

يرتبط تعريف القنوت لغةً بتعريفه اصطلاحاً، وفيما يأب بيانهما: