}
الزلازل
نسمع دائماً عن الأضرار الهائلة التي تخلفها الزلازل بالأرواح وبجميع النواحي الحياتية، ولذلك بدأت دول العالم باتّباع الخطط المدروسة للتصدّي لهذه الظاهرة والتخفيف من الأضرار الناجمة عنها، ولهذا السبب نودُّ أن نعرض عليكم أحد هذه الأمثلة ألا وهو زلزال اليابان عام 2011م، وعن كيفية حدوثه، والأضرار الناجمة عنه، والأمور المستفادة للتصدّي لهذه الكوارث.
زلزال اليابان وأسبابه
وقع مركز الزلزال تمام الساعة 14:46 عصراً في المحيط الهادئ، حيث إنّ قوته بلغت 8,9 على مقياس العزم الزلزالي، والذي كان على بعد مئة كيلومتر بالقرب من سواحل “ميجي”، و130 كيلومتر شرق مدينة “سنداي”، وعلى عمق 24 كيلومتر تقريباً.
‘);
}
تقول بعض الدراسات ومنها ما قام به الباحث “دان ماكينزي” من جامعة كامبردج: إنّ السبب الرئيسي لهذا الزلزال هو تحرك الصفائح التكتونية في قاع المحيط؛ حيث إنّه كان من المعتقد أن الصفيحة اليابانية تحركت صعوداً مع صفيحة المحيط الهادئ، ولكن بعد اطلاع الغواصة اليابانية للحالة في قاع المحيط وجدوا أنّ الصفيحة اليابانية تحرّكت هبوطاً تحت صفيحة المحيط الهادئ.
نتائج الزلزال
نتجت عن هذا الزلزال الكثير من الكوارث الطبيعية والجيولوجية ونذكر منها:
- أدى إلى مقتل وفقدان أكثر من ألف شخص.
- قال المعهد الإيطالي للجيوفيزياء والدراسات البركانية: ( إن هذا الزلزال نتجت عنه إزاحة لمحور الأرض بمقدار عشر سنتيميترات، وكان على شكل موجات مستعرضة).
- نتج عنه تسونامي بأمواجٍ هائلة، والتي اتّجهت مباشرةً إلى الشواطئ اليابانية.
- حدث انفجار في مبنى المفاعل النووي “بفوكوشيما” أدى إلى بعض التصدُّعات في جدرانه، ولذلك ارتفع النشاط الإشعاعي إلى أكثر من عشرين مرة عن المستوى الطبيعي، فعندها قامت الحكومة بإجلاء الآلاف من السكان القريبين منه.
- ارتفع مستوى البحر إلى عشرة أمتار لدى الشاطئ، بسبب كميات المياه التي أتت من عمق المحيط، ومن الممكن أن يُهدّد هذا الارتفاع الكثير من المدن الواقعة بالقرب من المحيط الهادئ.
الأمور المستفادة من زلزال اليابان
بيّن لنا زلزال اليابان جاهزية الحكومة اليابانية في مواجهة الكوارث الطبيعية عامةً والزلازل بشكلٍ خاص، ومع ذلك فإن النتائج المدمرة بسبب هذا الزلزال فاقت جميع التوقُّعات؛ حيث إننا لا ننكر ما قامت به الحكومة في مواجهة هذا الزلزال؛ لأن زلزال “هايتي” الذي كان أقل بدرجتين تجاوز عدد ضحاياه مئتي وعشرين ألفاً، فهنا إن قمنا بعمل مقارنةٍ بين الحالتين نجد مدى فوائد الدراسات والاستعدادات التي اتخذتها اليابان في تقليل الخسائر المادية والبشرية، من حيث الخطَّة التي اتبعتها أجهزة الدولة في إجلاء السكان المحليين، والمساعدات الطبية أو الغذائية، وإطلاق التحذير قبل حدوث التسونامي بنصف ساعة أدّى إلى إنقاذ الكثير من الأرواح.