‘);
}

كيف كان الرسول يعامل الناس

وصف الله -عزّ وجلّ- رسوله محمّد -صلى الله عليه وسلم-، فقال -سبحانه-: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)،[١] وما وصفه الله بذلك إلا لعظيم شأن مكارم الأخلاق في الإسلام وعلوّ منزلتها.[٢] وفي هذا المقال بيانٌ لأسلوب النبيّ القدوة في تعامله مع أهل بيته، وأصحابه، والأطفال، وحتى أعدائه.

تعامل النبي الكريم مع أهل بيته

كانت معاملة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مع أهل بيته جامعةً لحسن الخلق، فكان يلاطف الكبير والصغير، ويقوم بخدمة نفسه وأهل بيته، وكان -عليه الصلاة والسلام- يخيّط نعله ويرقّع ثوبه، ويتعامل مع زوجاته بقدر ما تملك كلٌّ منهم من الحكمة ورجاحة العقل، وربما داعبهنّ فسابقهنّ، كما كان يسابق عائشة -رضي الله عنها-، وإن قُدِّم له طعام فاشتهاه أكله، وإلا تركه دون أن يعيبه، وما كان ليغضب إلا إذا رأى حرمات الله تُنتهك، فلم يغضب لنفسه قطّ،[٣] وكان يحرص على مناداة كل زوجةٍ من زوجاته بأحبّ الأسماء إليها، فقد كان ينادي عائشة -رضي الله عنها- فيقول: (يا عائِشَ هذا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلامَ)،[٤] وتروي لنا عائشة فتقول: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُقَبِّلُ إحْدَى نِسَائِهِ وَهو صَائِمٌ ثُمَّ تَضْحَكُ)،[٥] وإنّ مما يؤلّف بين الزوج والزوجة كما قال رسول الله: (وإنَّكَ مَهْما أنْفَقْتَ مِن نَفَقَةٍ، فإنَّها صَدَقَةٌ، حتَّى اللُّقْمَةُ الَّتي تَرْفَعُها إلى في امْرَأَتِكَ)،[٦] فهذا الفعل يزيد الوُدّ، ويعتبر أحد أبواب الصدقة.[٧]