كيف نحسن من قدرة العقل الحسابية وما فوائد كون العقل حسابي؟

منذ بداية تطور العلوم وانتشارها والجميع يتساءل هل يمكن زيادة قدرة العقل الحسابية أم أنها أمر فطري يولد به المرء ولا يمكن تغييره للأبد؟

Share your love

سواء على مستوى الدراسة أو العمل أو في الأمور الحياتية العامة كثيراً ما يتعرض الشخص لمواقف يحتاج فيها إلى سرعة بديهة وعقل متيقظ يمكنه من حل بعض المسائل والمعضلات الحسابية المعقدة وهو ما قد يسبب الإحباط قليلاً إذا فشل الشخص في ذلك. وهنا يكمن السؤال هل يمكن بالفعل زيادة قدرة العقل الحسابية أم أن الأمر برمته يرتبط بالجينات والعوامل الوراثية؟ وتتلخص الإجابة على هذا السؤال في اشتراك كلا العاملين سوياً في تحديد قدرة العقل الحسابية وهما العامل الوراثي والجينات التي يولد بها الشخص وكذلك نمط التعلم والتدرب على حل المسائل الحسابية المعقدة منذ الصغر؛ وعلى ذلك فبالطبع توجد طرق متعددة تمكننا من زيادة قدرة العقل الحسابية وهو ما سيتم استعراضه في المقال لكن مع التأكيد على أن كل تلك الطرق تساهم بشكل جزئي وليس كلي في تحقيق النتيجة النهائية.

قدرة العقل الحسابية

[wpcc-script src=”https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js” defer]

بداية يجب علينا أن نبحث عن وجود مؤشر يحدد مستوى قدرة العقل الحسابية وهنالك بالفعل طرق عديدة يمكن منها قياس ذلك ولكنها مجموعة متنوعة ومختلفة من المقاييس ولا يوجد مقياس واحد يتفق الجميع عليه وبالتالي فجميعها اجتهادات شخصية على عكس مؤشر الذكاء IQ الذي يتفق الجميع عليه بل ويعتبر من الفحوصات الطبية التي يجب القيام بها في العديد من الحالات المرضية لتقييم حالة المخ بشكل عام. وبالتالي فلا يمكن الحكم بشكل مطلق على شخص ما أن قدرة العقل الحسابية لديه منخفضة فقط لأنه لم يتمكن من القيام ببعض العمليات الحسابية والتي قد تكون معقدة وتفوق مستواه العقلي أو أن عقله كان يشعر بالإجهاد في تلك اللحظة.

تنمية الذكاء الحسابي

أما عن طرق تنمية قدرة العقل الحسابية أو ما يعرف بالذكاء الحسابي فهي كثيرة ومتعددة وتختلف تبعاً لطبيعة ذاكرة الشخص وطريقة تخيله للأمور ولكن على العموم يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

تخيل المعادلة بشكل مرئي

هي من أكثر الطرق شيوعاً وفاعلية في تحسين قدرة العقل الحسابية وتجدي بشكل مذهل مع نسبة كبيرة من الأشخاص عبر تخيل المعادلة أو المسألة الحسابية بشكل مرئي أمام أعينهم ومحاولة حلها حيث سيجدوا بذلك أن الأمر أصبح أيسر بمراحل.

تقسيم خانات الأعداد

عند محاول حل مسائل حسابية تحتوي على أعداد كبيرة وليست أرقام (والفارق معروف بين اللفظين) فإن حل تلك المسائل قد يكون صعباً بعض الشيء نتيجة لتعدد خانات الأعداد (آحاد وعشرات وربما مئات وآلاف كذلك) وبالتالي فيمكن حل تلك المعضلة عبر تقسيم الأعداد الكبيرة إلى خانات منفصلة؛ بمعنى آخر يمكن جمع الآحاد معاً ومن ثم العشرات ثم المئات وهكذا بشكل منفصل ثم يتم جميع النواتج معاً للحصول على الناتج النهائي كالتالي:

133 + 245

جمع الآحاد: 3 + 5 = 8

جمع العشرات: 30 + 40 = 70

جمع المئات: 100 + 200 = 300

الناتج النهائي: 378

تجنب استخدام الآلة الحاسبة

للأسف الشديد أصبحت الآلة الحاسبة من الأدوات الضرورية لجميع الطلاب بمختلف المراحل العمرية بعدما كانت تستخدم فقط في المراحل التعليمية المتقدمة ولحل المسائل التي لا يمكن الوصول لناتجها بدون استخدام الآلة الحاسبة. وبكافة الأدلة العلمية والنفسية فإن التعود على استخدامها حتى في أبسط عمليات الجمع والطرح يؤدي إلى تراجع قدرة العقل الحسابية بعكس ما يكون الشخص معتاداً على إجرائها بنفسه وبالتالي تجده يصل للناتج بسرعة وبمنتهى السهولة بدون استخدام الآلة الحاسبة الأمر الذي يجب أن تتنبه إليه المدارس وتقوم بمنع استخدام الطلبة للآلة الحاسبة إلا عند الضرورة فقط وفي المراحل التعليمية العليا ولإجراء العمليات الحسابية المعقدة وليس للمسائل الرياضية التي يمكن للعقل حلها.

حذف الأصفار

في بعض المعادلات الحسابية يكون كثرة الأصفار في العدد سبباً في حيرة الشخص وعدم قدرته على حل المعادلة بنفسه وبالتالي يكمن السر في عد تلك الأصفار أولاً ومعرفة عددها ثم حذفها من العدد مؤقتاً وإجراء المعادلة بدونها على أن يتم إضافتها للناتج النهائي كالمثال التالي:

17000 + 33000

عدد الأصفار 3 يتم حذفهم وتصبح المسألة كالتالي: 17 + 33 = 50

ثم يتم إضافة الأصفار الثلاثة ليصبح الناتج النهائي: 50000

إكمال الأعداد أولاً

طريقة أخرى من طرق تنمية قدرة العقل الحسابية هي عبر إكمال العدد ليصل إلى عدد أسهل في الجمع والطرح ثم طرح الفارق فيما بعد من الناتج النهائي وذلك من خلال المثال التالي:

إذا كنا سنقوم بعملية الجمع تلك 275 + 311 مثلاً فسوف نقوم بإكمال العدد 275 ليصل إلى 300 وذلك عبر إضافة 25 إليه وبالتالي تصبح العملية كالتالي:

300 + 311 = 611 وهو ما يعتبر أسهل بكثير في الجمع من المسألة السابقة على أن يتم حذف القيمة المضافة للعدد السابق من الناتج النهائي أي:

611 – 25 = 586 وهو الناتج النهائي للمسألة الأولى. لكن لا تصلح تلك الطريقة إلا في مسائل الجمع والطرح فقط أي لا يمكن تجربتها في العمليات الحسابية التي تتضمن الضرب والقسمة.

تبسيط الأرقام والنسب إلى أرقام زوجية

دائماً ما تعتبر الأرقام الزوجة أفضل وأسهل في التعامل خاصة في مسائل الضرب أو القسمة وبالتالي يمكن تحويل الأرقام الفردية إلى زوجية عبر مضاعفتها ثم إعادة قسمة الناتج النهائي على 2 لتحصل على الناتج الصحيح للمسألة الأولى وذلك كما في المثال التالي:

إن أردنا احتساب مسألة القسمة 40 ÷ 5 فيمكن أن نقوم بتحويل الرقم الفردي 5 إلى زوجي عبر الوصول إلى ضعفه وهو 10 ثم تصبح المسألة 40 ÷ 10 = 4 على أن نقوم بإعادة قسمة الناتج النهائي على 2 للحصول على الناتج الطبيعي للمسألة الأولى وهو 4 ÷ 2= 2.

تقريب الأرقام لأقرب رقم صحيح

يعتبر التقريب في الرياضيات من أفضل الطرق للتعامل بشكل أكثر بساطة مع الأرقام التي تحتوي على كسور عشرية معقدة حيث نقوم بتحويل الرقم إلى أقرب رقم صحيح؛ فإن كان الكسر يتجاوز النصف أو 0.5 فيتم تقريب الرقم الصحيح إلى الرقم الأعلى الذي يليه مباشرة أما إن كان الكسر أقل من النصف فيتم تقريب الرقم إلى الرقم الأقل منه مباشرة كما في المثال التالي:

8.55 + 7.34 يتم تقريب الرقم الأول إلى 9 والرقم الثاني إلى 6 وبالتالي تصبح المسألة 9 + 6= 14 ورغم أن هذا الناتج ليس هو الناتج الصحيح للمسألة إلا أنه أقرب رقم صحيح لها وهو ما يمكن التجاوز عنه إن كانت المسألة كبيرة وتصم العديد من الأعداد غير الصحيحة والمحتوية على كسور أما إن كان لزاماً الوصول للناتج الصحيح بالكسور التي يتضمنها فسوف يتم اللجوء إلى طريقة سابقة تم عرضها وهي حذف الكسور من الأرقام وإعادة احتسابها منفصلة كما في التالي:

8 + 7= 15 ثم يتم إضافة الكسور 55 + 34= 89 ليصبح الناتج النهائي 15.89.

Source: ts3a.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!