كيف نحوِّل الأزمة إلى فرصة؟ الجواب أبسط ممَّا تتخيَّل

بالودِّ أكتب لكم هذه الكلمات التي أسعى من خلالها إلى رفع الهمَّة في زمن الغُمّة، وبالحبّ أضع بين أيديكم سلسلة مقالاتٍ: "عشر لكسر الحجر" عسى أن تساعد في تحويل المحنة إلى منحة. فقط تحمَّلوني 5 دقائق في كلِّ مقالٍ لا أكثر، لعلَّها تغيِّر حياتك في السنوات الخمس القادمة.

Share your love

عادةً ما أكتب وفنجان القهوة أمامي، إذ أنَّ رائحتها الساحرة تروي شغف الكتابة؛ ولكن الآن، وفي شهر رمضان الفضيل -جعله الله شهر التوبة والغفران على الأمة جمعاء- وحده حبكم من يُلهِم العقل تجميع أقوى الأفكار، واختيار أنسب الكلام من أجل تحقيق الأحلام ودفع عجلة التنمية إلى الأمام، وما توفيقي إلَّا بالله.

“عشرٌ لكسر الحجر” سلسلةٌ من 10 مقالات، وقد أطلقت عليها هذا الاسم تماشياً مع الظرف الراهن الذي فرضه انتشار فيروس كورونا. هيا بنا نبتعد عن نظرية المؤامرة التي تحوم حول مصدر الوباء، والأرقام السلبية المتعلقة بهذه الجائحة التي أقعدت أكثر من نصف سكان الأرض في منازلهم؛ ولنسافر في رحلة البحث عن مخرجٍ من هذا البلاء بأقلِّ الخسائر وأفضل النتائج.

تُقدِّم إليكم في هذه المقالات مجموعةً من الأفكار والنصائح، كما يضمُّ بعضها أسماء كتبٍ ممتعةٍ ومفيدةٍ وفريدة.

كورونا نقمةٌ في طيَّاتها نعمة:

إنَّ أزمة فيروس كوفيد-19 تضمُّ أعظم نعمتين، وليس نعمةً واحدة. (أعتذر لأنِّي كتبت في العنوان “نعمة” بسبب القافية، والتي غالباً ما تجذب انتباه القارئ؛ ولأنَّك قارئٌ عزيز، أردت ان أسترعي انتباهك كلَّه إلى هذه الفقرة الهامَّة).

يكفي قول النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم: “نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة، والفراغ”.

في ظلِّ هذه الأزمة العالمية، إن كنت جالساً في بيتك، وتتمتع بصحةٍ جيدة، ولديك من وقت الفراغ الشيء الكثير بسبب الحجر؛ فاحمد الله على حالك، كونك أفضل من كثيرين حول العالم يعانون من هذا الداء الفتَّاك. لذا، لا تكن من تلك الفئة التي وصفها الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- بأنَّها مغبونةٌ، وتفني صحتك وأوقاتك بغير فائدة.

ستنتهي الأزمة، لكن هل ستبقى على الحال الذي كنت عليه قبلها؟

قيل قديماً أنَّ الناس في الرخاء سواسية، فإذا نزل البلاء تباينوا. بمعنى: اختلفوا من حيث ردَّة فعلهم تجاه الحدث المستجد غير المألوف، إذ يظهر بعضهم على أنَّهم أصحاب الهمم العالية، وأنَّهم يملكون العزيمة التي لا تُقهَر، وتراهم كصخرةٍ تتكسَّر أمامها موجات اليأس، إذ تأبى نفوسهم الركون إلى الواقع، ويسعون جاهدين إلى تغييره، ويؤثِّرون في المجتمع. بينما يقف بعضهم الآخر مكتوفي الأيدي، ويكتفون بمشاهدة العالم وهو يتغيَّر. إلى الصنف الثاني أوجِّه السؤال: أين أنتم من هذا التغيير؟

لقد حلَّت الأزمة، وأُغلِقت أبواب البيوت حفاظاً على النفوس من الفيروس، وما زالت مستمرة؛ لكنَّها ستنتهي حتماً، حالها حال كلِّ أمور الدنيا، وحتماً لن يكون العالم بعد نهاية الوباء كما كان عليه قبله، فهل ستبقى أنت كما كنت؟ أم سترفع راية التغيير لترفرف عالياً؟

أريدك أن تلحق بالرّكب، وأن تنفض غبار الكسل. هي حياةٌ واحدة، فهل يا ترى ستقضيها متنقّلاً بين مقاطع الفيديو الكوميدية، ومتابعة أخبار الفن والفنانين؟ أم ستسعى إلى الارتقاء من القعر والتميِّز؟

إن لم تتغير وقت الرخاء، ولم تتغير وقت الشدة؛ فمتى تتغيَّر إذن؟

أخرِج رأسك من نافذة الملل، فهناك حياةٌ ملؤها السعي نحو النجاح، وأصعب ما فيها البدء فيها؛ فإن لاحت لك أولى النتائج، أدمنت طريق الفلاح.

لعلَّك تطرح السؤال الشهير: من أين أبدأ؟ تابع لتعرف الرد.

البداية من هذه اللحظة، القرار بيدك أنت:

نعم، القرار هو الخطوة الأولى والأهم، وهو نقطة الانطلاقة نحو غدٍ أكثر إشراقاً من اليوم؛ وإنَّ قرارك ببناء نفسك وتقوية شخصيتك هو الإجابة عن السؤال التالي: كيف نحوِّل الأزمة إلى فرصة؟ ألم أقل لك أنَّ الجواب أبسط ممَّا تتخيَّل؟

إنَّ أهمية القرار تكمن في تحديد ما ستكون عليه أنت بعد نهاية الأزمة. أو دعنا نذهب أبعد من ذلك، إذ أنَّ قرارك اليوم وفي هذه اللحظة هو من يرسم لك خارطة الطريق لما ستكون عليه في الخمس سنواتٍ المقبلة. أين ترى نفسك؟ هل تريد أن تصبح عنصراً فعَّالاً في المجتمع ومفخرةً لوالديك؛ ومتميزاً عن أقرانك بما تملكه من معرفة، وبما تتقنه من مهارة؟ أم ستختار أسهل الطرق بسلكك سبيل الكسل والتراخي والنهايات العادية؟ يقول المثل الغربي: “Difficult Roads Often Lead to Beautiful Destinations” (الطرق الصعبة تُفضي إلى وجهاتٍ جميلة).

والآن، وبعد أن أتممت القراءة، أتمنَّى أن تكون قد اتخذت القرار الصائب بأن تصل إلى النهايات الجميلة. لن تكون وحدك، بل سنكون معاً؛ لذا ترقَّب القادم من مواضيع، حيث سنتطرَّق إلى كيفية تحويل الأفكار إلى واقعٍ وشغفٍ وذكاءٍ عاطفيٍّ في سلسلة مقالات: “عشرٌ لكسر الحجر”.

وإن كنت تشكّ في أنَّ الكتابة قد تغيِّر مصير الأشخاص، فسأحكي لك قصة عباراتٍ كُتبت على أحجارٍ عمرها آلاف السنين، غيَّرت حياة أستاذ جيولوجيا في جامعةٍ بريطانيةٍ مرموقة.

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!