‘);
}

الخلاف في أَصل اللغة

اختلفَ الباحثون حول أَصْل اللغة؛ لذلك قام الفلاسفة، والأصوليّون، والمُتكلِّمون، واللغويّون بالبحث حول أصول اللغة، ومن الآراء التي طرحوها في ذلك ما يأتي:[١]

  • اللغة توقيفية: وتكون اللغة توقيفيّةً إمّا بالتلقين، أو بالإلهام:
    • يرى ابن عبّاس، والأشعريّ، والكعبيّ، والجبائيّ، وابن فارس، وابن الحاجب، وابن فورك أنّ أَصْلَ اللغة هو التلقين، وذلك من خلال عرض المُسمَّيات واحدةً تلو الأخرى، وسماع التسمية.
    • يرى ابن تيمية، وجماعة أخرى أنّ أَصْلَ اللغة هو الإلهام؛ حيث إنّ الإنسان يُلهَم بالكلام كما يُلهَم الحيوان بالأصوات.
  • أَصْلُ اللغة فطريّ؛ حيث خَلقَ الله سبحانه وتعالى بني آدم، وهم يملكون غريزةً تدفعُهم للتعبير عن كلّ مُدرَك حِسّي، أو معنويّ بعبارات مُعيَّنة، ويقود هذا التعبير إلى حركات وأصوات مُعيَّنة، إلّا أنّ هذه الأمور قد انقرضَت بعد نشأة اللغة في أوائل عهدها؛ وذلك بسبب عدم استعمالها، ثمّ أصبحت اللغة تنشأ من خلال التعبير، والاكتساب؛ وبالتالي فإنّ الإنسان اكتسبَ التعبير، وليس العبارة.
  • الوَضع والاصطلاح: يرى أبو هاشم المعتزليّ أنّ أَصْلَ اللغة وضعيّ، وأنّ الوَضع أسبقُ من الاصطلاح.
  • المُحاكاة والتطوُّر: هناك آراء تنظر إلى أنّ أَصْلَ اللغة هو مُحاكاة الأصوات الطبيعيّة، أو أنّها نشأت؛ نتيجةً لتطوُّر الانفعالات البشريّة بشكل طبيعيّ مع الأصوات الحيوانيّة، والطبيعيّة، وقد استخدمَ الإنسان في بداية نشأته الإشارات، والحركات في التعبير، ثمّ طوَّر وسائل التعبير حتى استطاع الوصول إلى النُّطق، والكتابة؛ وبالتالي فإنّ تطوُّر اللغة يرتبط بتطوُّر الكائن الحيّ.