يعتقد كثيرون أن شرب كميات كبيرة من الماء عند السحور تحمي من الشعور بالعطش أثناء الصيام. وهذا اعتقاد خاطىء لأن معظم هذه المياه تكون زائدة على حاجة الجسم، لذا تقوم الكلية بفرزها بعد ساعات قليلة من تناولها.

وفي هذا الصدد، أكدت الدكتورة هبة سامي إبراهيم، مدرس مساعد فسيولوجي بكلية طب قصر العيني في القاهرة، أن الماء مفيد لكل أجهزة الجسم وأن الإنسان يحتاج إلى ما بين 2 إلى3 لترات ماء أو سوائل يومياً, وتزيد هذه الكمية في حالة الحمل والرضاعة والطقس الحار.

أهمية شرب الماء:

  • شرب الماء بانتظام يقلل من جفاف البشرة لأن نقص الماء يؤدي إلى جفافها وتشققها وظهور التجاعيد وتشقق الشفايف
  • الماء يعطي العين بريقها, أما نقص الماء فيؤثر في العين ويؤدي إلى جفافها.
  • الماء مفيد جداً للقلب لعدة أسباب، منها إنه يقلل من لزوجة الدم، ما يقلل من المجهود على ضخ الدم بصورة جيدة إلى أجزاء الجسم, كما أنه يساعد في منع حدوث الجلطات والأزمات القلبية.
  • يساعد شرب الماء أيضاً بانتظام على التخلص من الأملاح المتراكمة التي تؤدي إلى حصوات الكلى و ارتفاع ضغط الدم ، حيث وجد أن بعض الأشخاص الذين يعانون منه قد يكون بسبب تراكم الأملاح في أجسامهم.
  • كما أن الماء مهم أيضاً للحفاظ على الأسنان لما تحتويه من أملاح معدنية وكلوريد وفلوريد، ويساعد أيضاً على إفراز اللعاب لتسهيل عملية مضغ الطعام والهضم.
  • يزيد من كفاءة عمل الجهاز الهضمي الغذائي ويزيد من إنتاج الطاقة ما يؤدي إلى حرق السعرات الزائدة، ويساعد على الاستفادة من الرجيم وإنقاص الوزن.

نصائح الدكتورة هبة سامي:

  • ينصح بأن تكون درجة حرارة المياه التي نشربها، خصوصاً عند بداية الإفطار متوسطة البرودة، لأن شرب الماء المثلج لا يروي العطش, ويؤدي إلى انقباض الشعيرات الدموية وبالتالي يؤدي إلى ضعف الهضم, كذلك دفع الماء للطعام أثناء الأكل طريقة خاطئة لأنها لا تعطي فرصة للهضم. وللحصول على هضم جيد يجب مضغ الطعام جيداً.
  • تناول الخضراوات والفواكه الطازجة في الليل وعند السحور، لأن هذه الأغذية تحتوي على كميات كبيرة من الماء والألبان التي تبقى فترة طويلة في الأمعاء، ما يقلل من الاحساس بالجوع والعطش مع تجنب وضع الكثير من الملح على السلطة, والأفضل وضع الليمون عليها والابتعاد عن تناول الأكلات والأغذية المالحة، مثل السمك المملح وجميع أنواع المخللات، لأن هذه الأغذية تزيد من حاجة الجسم إلى الماء.
  • تجنب شرب العصائر المحتوية على مواد مصنعة أو ملونة صناعيا, أو التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر، لأن السكريات تزيد من الاحساس بالعطش, كما أنها تسبب أضراراً صحية وحساسية خاصةً لدى الأطفال، ويمكن استبدالها بالعصائر الطازجة والفواكه.ولكن يحذر من الإكثار من هذه العصائر أو المياه الغازية لأنها تؤثر بشدة في المعدة وتقلل من كفاءة الهضم وتحدث بعض الاضطرابات الهضمية, لذلك لا بد من الاعتدال في كل شيء.

وأكدت أن الصائم يستطيع، باتباعه نظاماً غذائياً صحياً، تحمل العطش أثناء ساعات النهار، وهذا النظام يعتمد على عدم تناول الأكلات والأغذية المحتوية على نسبة كبيرة من البهارات والتوابل، خصوصاً في وجبات السحور لأنها تحتاج إلى شرب كميات كبيرة من الماء بعد تناولها

وفي هذا الصدد، أكد الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد دراسات الطفولة في جامعة عين شمس، أن الإفطار بالماء البارد يسبب الشعور بمزيد من العطش، كما أن الإكثار من تناول المشروبات المثلجة في رمضان لا يحل مشكلة العطش‏‏ بل يضاعفها، وذلك لأن الماء والمشروبات المثلجة تقوم بتبريد الأغشية المخاطية للأنف والفم، ما يجعلها أقل قدرة على أداء وظائفها في حماية الجهاز التنفسي‏. كما أنها تقلل العصارات الهاضمة مسببة صعوبة في عمليات الهضم‏.

كما يؤدي اللجوء للمثلجات إلى انخفاض المناعة في الجسم، وذلك عكس اللجوء للمشروبات الدافئة أو الحارة كالألبان والماء والشوربة والعصائر الطبيعية التي تسبب شعوراً حقيقياً بالارتواء بلا مشكلات صحية‏.‏

وحذر بدران من إفطار الصائمين بشراهة على كميات كبيرة من الأطعمة، خصوصاً السكريات والكربوهيدرات والدهون والمخللات، لافتاً إلى أن ذلك يؤدي إلى ارتخاء المعدة والاصابة بعسر الهضم وضيق التنفس.‏

نصائح للتغلب على العطش في رمضان

ويرجع الدكتور بهاء ناجي، إستشاري التغذية وعلاج السمنة، السبب في ذلك إلى نوع الغذاء الذي يتناوله الصائم، حيث إن هذا يلعب دوراً كبيراً في تحمل العطش أثناء ساعات الصيام. وهنا نصائح بعض الاختصاصيين في علم التغذية للتغلب على العطش:

  • عدم تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة كبيرة من التوابل والبهارات خصوصاً فى وجبة السحور.
  • تناول كميات قليلة من الماء على فترات متقطعة بعد الإفطار‏.
  • تناول الخضراوات والفواكه الطازجة في الليل وعند السحو‏ر، لأنها تحتوي على كميات كبيرة من الماء والألياف التي تظل وقتاً في الأمعاء فترة طويلة، ما يقلل الإحساس بالجوع والعطش‏.
  • الابتعاد في وجبة الإفطار عن تناول الأكلات والأغذية المالحة والمخللات، لأنها تزيد من حاجة الجسم إلى الماء، ويفضل بدلاً منها الخضراوات المطبوخة، مثل الفاصوليا والكوسة، كما يفضل تناول اللحوم إما مسلوقة أو مشوية لسهولة هضمها‏.
  • الإكثار من السوائل التي تساعد على ترطيب الجسم، مثل العرقسوس والتمر الهندى والكركديه، لأنها تقضي على ميكروبات عديدة بالجهاز الهضمي.
  • الإكثار من تناول السلطة، لأنها تحتوي على عناصر غذائية مرطبة ومفيدة وغنية بالألياف والمعادن والفيتامينات التي تمد الجسم بالحيوية والنشاط والماء اللازم له، والسلطة كاملة القيمة الغذائية تتكون من بقدونس، والكرفس وخيار وطماطم وبصل وقرنبيط وأنواع أخرى من الخضروات لا تحصى.
  • يؤكد الخبراء أن البطيخ من الفاكهة الصيفية المفيدة في أيام الصيام، حيث يغني عن عشرات الأصناف من الخضراوات واللحوم، لما له من أثر ملطف على المعدة، إضافة إلى غناه بالعديد من العناصر التي تكفي حاجة الإنسان من الماء والفيتامينات والمعادن طوال اليوم خصوصاً في أيام الصيف الحارة.
  • الاعتدال في تناول المشروبات المنبهة كالقهوة والشاي لاحتوائها على مادة الكافيئين التي تعزز من نشاط الكلى، وتدفعها الى التخلص من المزيد من الماء في الجسم.
  • القيام بأقل مجهود ممكن، وتفادي الحر وأشعة الشمس من أجل الحد من التعرق، وبالتالي فقدان السوائل من الجسم.

سوائل تساعد على تحمل العطش

تلعب نوعية السوائل، التي يتناولها الصائم، دورا كبيرا في تحمل العطش أثناء ساعات الصيام، ومن بين جميع السوائل والمشروبات، دائما ما يكثر الصائمون من شرب:

  • الخشاف
  • قمر الدين
  • السوبيا
  • الكركديه
  • الزنجبيل التمر الهندي

بصفتها مشروبات تقلل العطش وتعطي الجسم الطاقة التي يحتاجها لمواصلة نشاطه.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن تنظيم الصائم نوعية الطعام التي سيتناولها في بداية الإفطار يؤثر بالضرورة على تعويض الجسم بالماء والطاقة، وفي هذا السياق تقول الدكتورة رابحة أباظة؛ وهي خبيرة التغذية: “يجب على الصائم أن يبدأ إفطاره بتناول سوائل مثل الحساء والعصائر الطبيعية والألبان لأنها تعمل على تليين المعدة، كما أنها تعمل على تعويض الجسم لما فقده من ماء على مدار اليوم بشكل سريع حيث لا تحتاج وقتا طويلا للهضم. كذلك فإن تناولها في السحور قد يساعد على التقليل من الإحساس بالجوع والعطش على مدار اليوم”.

وأوضحت أباظة أنه ينبغي عدم التأخر في الإفطار، لأن ذلك يزيد معاناة الصائم من العطش، والشعور بالهبوط، مع الحرص على تناول المرطبات مثل الزبادي، والفواكه، والخضراوات، والسلطات، التي تحتوي على كميات جيدة من الماء والألياف التي تمكث فترة طويلة في الأمعاء، وقد تساعد على تنشيط الجسم والدورة الدموية، مشيرة إلى أنه على الصائم تحديد كمية معينة من الماء لا تقل عن عشرة أكواب يوميا يتم تناولها على فترات متقطعة في فترة ما بين الإفطار والسحور، مع الحرص على عدم شرب كثير من الماء مع بداية الإفطار لتجنب التعرض للانتفاخ والشبع، وكذلك تفادي تناول المشروبات المثلجة لأنها تتسبب في مشكلات خلال عملية الهضم.

أطعمة تزيد العطش

وعلى النقيض، توجد أنواع من الأطعمة التي «تسرق» الماء من الجسم وتزيد من الإحساس بالعطش، وينصح الأطباء بعدم إفراط الصائم في تناولها، خصوصاً في وقت السحور، وهذه الأطعمة، كما أوضحت أباظة، هي:

  • التي تحتوي على نسبة كبيرة من الأملاح والبهارات والتوابل،
  • الأغذية المالحة مثل المخللات والفلافل والأسماك المالحة
  • الأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكريات.

وهناك كثير من العادات التي يعتقد كثيرون أنها صحيحة؛ مثل اعتقاد البعض أنه لكي يقاوم الشعور بالعطش أثناء الصيام عليه شرب كثير من الماء وقت السحور، وهو ما أكدت أباظة عدم صحته، مشيرة إلى أن نوعية الطعام هي التي تتحكم في التقليل من العطش وليست كمية الماء.

وينصح الأطباء الصائمين، خصوصاً الرياضيين منهم، بعدم الإفراط في النشاط والحركة أثناء الصوم مع محاولة عدم التعرض للشمس لفترات طويلة، لأن هذا قد يزيد من فقدان الماء والشعور بالعطش.