كيف نوفر صومًا آمنًا لمرضى السكري

رمضان شهر مقدّس لدى جميع المسلمين وصيامه أحد أركان الإسلام الخمسة يمتنع فيه الصائم عن تناول الطعام والشراب من الفجر

Share your love

كيف نوفر صومًا آمنًا لمرضى السكري

رمضان شهر مقدّس لدى جميع المسلمين وصيامه أحد أركان الإسلام الخمسة يمتنع فيه الصائم عن تناول الطعام والشراب من الفجر وحتى غروب الشمس، وقد أعفى القرآن الكريم بعض المرضى من الصوم ومنهم بعض مرضى السكري، لكن كثيرين يصومون بدافع روحي وإيماني رغم وضعهم الصحي غير المستقر.

وتتضمّن المخاطر الرئيسية التي قد يواجهها الصائم السكري:

ـ تفاقم سوء ضبط سكر الدم، وزيادة تواتر هجمات نقص سكر الدم.

ويعد فهمنا لصيام رمضان والمخاطر التي تصيب الصائم المريض بالسكري خطوة مهمة يتبعها العاملون في الرعاية الصحية لتدبير الصائمين المرضى بشكل أفضل.

كما أن دعم ثقافة المريض بالسكري حول الصوم والسكري وتعديل العلاج ليتناسب مع احتياجات المريض الصائم وتخفيف المخاطر ما أمكن.

يتبع صوم رمضان التقويم الهجري القمري، لذا فإنه يقع في جميع فصول السنة، وهو يقع خلال هذه السنوات في أيام الصيف الطويلة الحارة، إذ تصل ساعات الصوم إلى 16 ساعة يوميا.

ومن تعاليم الإسلام أن يفطر المسلم إذا كان مريضا أو مسافرا، فيصوم مستقبلا بدلا عن الأيام التي أفطر فيها، وإذا كان لا يستطيع الصوم إطلاقا فإنه يطعم عددا من الفقراء مع ما يتناسب من الأيام التي أفطر فيها.

ويستمر الصوم من الفجر وحتى غروب الشمس، يمتنع فيها الصائم عن تناول الطعام والشراب وكذلك الأدوية.
وللصيام جانب إيماني روحي خاص يشعر به المسلمون، فإذا أفطر أحدهم لمرض أو غيره كأنه فقد شيئا كبيرا، لذا يختار كثيرون الصيام رغم مرضهم.

وقد أشارت دراسة أجريت على 12243 مريضا بالسكري من أقطار إسلامية عدة إلى أن أكثر من 40% من النمط الأول للسكري و78% من النمط الثاني للسكري، يصومون أكثر من 15 يوما في رمضان.

وتأثيرات الصوم في مريض السكري متعددة، ومنها زيادة تواتر نوبات نقص سكر الدم، وارتفاع سكر الدم، وحدوث الغيبوبة السكرية، وزيادة حدوث الجلطات الدموية، حيث يتناول معظم الصائمين وجبة كبيرة بعد يوم الصيام “الإفطار”، ووجبة صغيرة قبل الفجر “السحور”، ويحدث عادة زيادة استهلاك الأطعمة والحلويات والمشروبات والعصائر المحلاة وخاصة عند الإفطار في أيام الصوم الطويلة الحارة.

 مخاطر الصوم على مريض السكري:

وقد يتعرض مريض السكري أثناء الصيام لمخاطر عدة، لذا فإن التوصيات الدينية والطبية واضحة في إعفاء بعض هؤلاء المرضى من الصوم.

ومن المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها مرضى السكري في الصوم:

– زيادة نوبات نقص سكر الدم عند مرضى السكري الصائمين

ففي دراسة أجريت في لندن عام 2007 على 111 مريضا من النمط الثاني معالجين بأدوية خفض السكري الفموية، زاد تواتر نوبات نقص سكر الدم أربعة أضعاف خلال صوم رمضان بالمقارنة مع ما قبل الصوم.

كذلك زاد خطر حدوث نقص سكر الدم خمسة أضعاف عند مرضى النمط الأول، في دراسة EPIDIAR عام 2001 لدرجة إدخالهم المستشفى.

– زيادة سكر الدم والتعرض لغيبوبة ارتفاع السكر الكيتونية (الحماض الكيتوني الخلوني)

قد يضطرب ضبط سكر الدم في الصيام أو يبقى دون تغير يذكر وقد يزداد حدوث فرط سكر الدم لدرجة حدوث نوبات غيبوبة ارتفاع سكر الدم الكيتونية.

– التجفاف وجلطات الدم (الخثارات)

يحدث التجفاف عند الذين يقومون بجهد عضلي شديد لساعات طويلة أثناء الصيام، ومع نقص مضادات التجلط في الدم، وزيادة عوامل التجلط عند مرضى السكري الصائمين، كل ذلك يؤدي إلى زيادة نسبة حدوث الجلطات.

وفي بعض الدراسات زاد عدد حالات التجلط في الوريد الشبكي العيني في بعض الدراسات، ولكن لم تلاحظ زيادة حالات دخول المستشفيات لمرضى السكري بسبب جلطات قلبية أو دماغية في نفس المجموعة من المرضى في رمضان.

وتتفاوت شدة الداء السكري بين مريض وآخر؛ فبعض المرضى يصومون من دون عناء يذكر، بينما يعاني آخرون من الصوم فيكون خطرا على مرضهم وحياتهم.

وقد أعفت التعاليم الإسلامية كثيرا من الحالات المرضية من الصيام فلا يلقي الإنسان بنفسه إلى التهلكة، ورغم التوصيات الدينية والطبية فإن كثيرا من المرضى يرغبون في الصيام، لذا ينبغي على المشرفين الصحيين الإلمام بتعاليم الصوم الدينية ومعارف السكري الطبية للتوفيق بين القناعات الدينية والمخاطر الصحية لتجنب مخاطر الصوم وتوفير صوم أكثر آمانا.

 جدول: تصنيف مرضى السكري وصوم رمضان (عن منظمة المؤتمر الإسلامي)

أ‌- مجموعة الخطورة العالية جدًا

ـ فرط سكر دم شديد خلال ثلاثة أشهر سابقة لرمضان.
ـ مرضى لديهم نوبات متكررة من نقص سكر الدم.
مرضى لديهم خلل في العلامات المرافقة لنقص سكر الدم.
ـ مرضى لديهم سوء ضبط للداء السكري.
ـ حدوث تعرضوا للغيبوبة السكرية الكيتونية (حماض خلوني سكري) في الشهور الثلاثة السابقة لرمضان سواء من النمط الأول أو الثاني للسكري.
ـ حدوث مرض حاد مرافق.

ـ حدوث ارتفاع سكر دم مفرط الحلولية (الإسمولية) في أشهر الثلاثة السابقة لرمضان.
ـ مع السكري الحملي.
ـ مرضى الغسيل الكلوي (الديلزة).
ـ مرضى يؤدون جهدا عضليا شديدا.

يمتنع مرضى هاتين المجموعتين عن الصوم لأنه يزيد مرضهم سوءاً ولأن الأذى الذي يصيبهم من الصوم مؤكد.

ب- مجموعة الخطورة العالية:

ـ مرضى لديهم خلل معتدل في ضبط سكر الدم (سكر دم 180 – 300 مغ/ دل) (خضاب سكري أعلى من 10%).
ـ وجود قصور كلوي.
ـ مضاعفات إصابة أوعية كبيرة متقدمة.
ـ مرضى يتناولون خافضات سكر فموية أو أنسولين ويعيشون لوحدهم.
ـ مرضى يعيشون لوحدهم ولديهم حالات مرضية أخرى مرافقة لداء السكري.
ـ المرضى كبار السن.
ـ تناول أدوية تؤثر في الحالة النفسية أو العقلية.

ت‌- مجموعة الخطورة المتوسطة:

تشمل المرضى السكريين جيدي الضبط السكري يعالجون بأدوية محرضة للأنسولين قصيرة أمد التأثير (ريباغلينايد أو ناتيغلينايد).

يمكن للمجموعتين ( ت – ث) الصيام بأمان.

وجدير بالذكر أن الخطورة في كثير من المرضى تحدث بعد تعرضهم لمرض حاد أو الحمل أو تعديل نمط المعالجة الدوائية.

ث- مجموعة الخطورة الخفيفة:

نشمل مرضى سكريين منضبطين جيدا يعالجون بالحمية وحدها أو بالمتفورمين أو الثيوزوليدين ديون و تحت المراقبة الطبية.

Source: Tamol.om
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!