كيف يتراكم تأثير الطعام على الصحة العامة على المدى الطويل؟

إن الإنسان له دور كبير في تأثير الطعام على الصحة الجسدية أو النفسية فمثلما يوجد الطعام الصحي يوجد أيضا الطعام الضار، ونحن من نختار غذائنا بأنفسنا لذلك من الضروري أن نحسن اختيارنا حتى نقي أنفسنا من الإصابة بالأمراض في المستقبل.

Share your love

مما لا شك فيه أن الغذاء الصحي يضمن للإنسان النمو البدني الصحيح ويقيه من مخاطر كثيرة في المستقبل، وعلى العكس تماما يمكن لبعض الأطعمة أن تتسبب في إلحاق الضرر به وربما تودي بحياته بأكملها فالتغذية السليمة هي أول ما يجب أن نهتم به منذ الصغر، وقد بحثنا طويلا عن تأثير الطعام على الصحة حتى وجدنا أن الغذاء يتحكم في جميع أجهزة جسم الإنسان ويتحكم كذلك في الوظائف التي يقوم بها الإنسان في حياته اليومية، ومن أجل ذلك كتبنا لكم هذه السطور للحديث عن أهم العناصر الغذائية التي تحتاجونها وكيف يمكن أن نختار الأطعمة الصحيحة ونتجنب الضار منها.

[wpcc-script src=”https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js” defer]

تأثير الغذاء الصحي على الجسم

المقصود بالغذاء الصحي هو أن يتناول الإنسان كافة العناصر الغذائية من بروتينات ودهون وكربوهيدرات وأملاح معدنية وفيتامينات دون تفضيل لعنصر على الأخر مع ضرورة تناول الخضر والفاكهة أيضا، ويقصد بالغذاء الصحي كذلك الكمية التي يتناولها الإنسان من طعام بالإضافة إلى الطريقة التي تتم بها تصنيع هذه الأطعمة فمثلا الإكثار من تناول الأطعمة المعلبة أو الوجبات الجاهزة له الكثير من الأضرار وهذه الأطعمة لا تندرج مطلقا إلى قائمة الأغذية الصحية نظرا لأنها لا تحقق أي فوائد صحية للجسم بل على العكس تتسبب في أضرار كثيرة إضافة إلى أن تناول الماء أيضا يقع ضمن قائمة الغذاء الصحي الذي يعود أثره على الجسم بما يلي:

الحماية من الإصابة بالأمراض الخطيرة

انتشرت في الآونة الأخيرة الكثير من الأمراض التي لم نكن نسمع عنها في الماضي مثل الأمراض السرطانية وأمراض الكبد الوبائي والفشل الكلوي والقلب وأمراض ضغط الدم والأنيميا، وهذا يرجع إلى فساد الأطعمة الغذائية وعدم تناول الغذاء المحتوي على كافة العناصر الغذائية فالغذاء المتوازن يحمي من الإصابة بكافة هذه الأمراض لأنه يعتبر بمثابة الخط المناعي الأول للجسم ضد الأمراض، وهو أيضا ما يساعد على استعادة بناء الأنسجة والخلايا في الجسم وطرد التالف منها.

الحفاظ على تناسق الجسم

إن سوء التغذية قد يؤدي إلى النحافة الشديدة أو البدانة المفرطة فكلاهما على حد سواء ينتجان عن تأثير الطعام على الصحة فمثلا قد يتمتع بعض الناس بجسم ممتلئ، وعلى الرغم من ذلك عند فحص نسبة الهيمجلوبين الخاص بهم نكتشف أنهم يعانون من فقر الدم نتيجة التركيز على الأطعمة المليئة بالسعرات الحرارية دون الحصول على أي فائدة من الغذاء، وعلى العكس يعاني البعض من النحافة الشديدة بسبب الامتناع عن تناول الأطعمة المحتوية على الدهون والسكريات والكربوهيدرات والنحافة الشديدة ليست مقبولة أيضا فالصحيح هو أن يتناول الإنسان كافة العناصر الغذائية بنسب متوازنة مع تجنب تناول الوجبات السريعة والأطعمة مرتفعة السعرات الحرارية للوصول إلى الوزن المثالي.

تقوية العظام والأسنان

تشترك كلا من العظام والأسنان في حاجتها إلى عنصر الكالسيوم الذي يحافظ على قوتها، وهذا العنصر لا يتم العثور عليه إلا من خلال تناول بعض الأطعمة مثل البيض والبروتينات ومنتجات الحليب بصفة عامة، ولذا وُجد أن بعض الأطفال المصابون بنقص عنصر الكالسيوم في الجسم يعانون من مرض هشاشة العظام وضعف العضلات والأسنان ولا ينصح باللجوء إلى تناول المكملات الغذائية المحتوية على عنصر الكالسيوم إلا عند الضرورة القصوى فالأفضل الرجوع للطبيعة والغذاء.

حماية الإنسان من الشيخوخة المبكرة

إن البشرة الباهتة الخالية من النضارة دائما ما تكون ناتجة عن سوء التغذية أو الأنيميا وبالطبع لا أحد يجهل دور ممارسة الرياضة في الحفاظ على الشباب، ولكن للغذاء العامل الأكبر في حماية الجسم من ظهور علامات التقدم على الجسم والبشرة في وقت مبكر نظرا لأن الغذاء يحتوي على كافة أنواع الفيتامينات التي تحافظ على صحة الجلد، ويمكن تعويض النقص في بعض العناصر عن طريق المكملات الغذائية، ولكن لا يجب الاعتماد عليها بشكل كلي وننصح بالإكثار من تناول الخضروات والفاكهة بصفة خاصة مع تناول الماء بصورة كافية لتجنب جفاف الجلد واستعادة شباب البشرة من جديد.

تأثير الطعام على الصحة النفسية

الغذاء أيضا قد يؤثر بالسلب أو الإيجاب على الصحة النفسية للفرد فنوعية الغذاء تتحكم بشكل كبير في الحالة المزاجية للإنسان فبعض الأطعمة قد تسبب الاكتئاب وأخرى تساعد على الشفاء منه إضافة إلى أن بعض الأطعمة تؤدي للتوتر والعصبية الشديدة للجسم وهذا اكتشفه الأطباء من خلال فحص المواد الكيميائية التي يتواجد بها هذه الأطعمة وتفاعلها مع الجسم ومن تأثير الطعام على الصحة النفسية ما يلي:

الكربوهيدرات والسكريات تسبب السعادة

أوضحت مصادر غذائية أن الكربوهيدرات والسكريات تحتوي على نسبة مرتفعة من أحماض يطلق عليها “التريبتوفان” وهذه الأحماض تساعد على إنتاج مادة السيروتونين المعروفة عالميا بهرمون السعادة، ويمكنك التأكد من صحة القول عن طريق إتباع حمية غذائية منخفضة الكربوهيدرات أو السكريات لمدة أسبوع واحد فقط، وسوف تلاحظ مدى اضطراب حالتك النفسية وشعورك الدائم بالاكتئاب.

الأسماك والمكسرات تقوي الذاكرة

تحتوي الأسماك والمكسرات على مادة الأوميغا 3 التي تعمل على إعادة إصلاح الخلايا التالفة في المخ وتنشيط الأعصاب وإنتاج كم أكبر من النواقل العصبية وبالتالي يعملان على حماية خلايا المخ من الضمور ويساعدا على زيادة الانتباه والتركيز بالإضافة إلى تحسين كفاءة الذاكرة، أيضا تحتوي الأسماك بصفة خاصة على عنصر السيلينيوم، وهو أحد العناصر الغذائية المفيدة في التخلص من الضغط العصبي وتحسين الحالة المزاجية.

الدهون الزائدة تدمر المخ

يفضل بعض الناس تناول الأطعمة الغنية بالدهون وانطلاقا من مبدأ تأثير الطعام على الصحة يعتقد البعض أن الدهون مفيدة للغاية فمما لا شك فيه أن الدهون تزيد من طاقة الجسم إلا أن تناول كميات زائدة منها يؤدي للإصابة بالخمول والإرهاق المستمر مما يؤدي إلى الشعور بالاكتئاب والضيق فضلا عن أن الدهون الزائدة تؤثر بالسلب على شرايين المخ وتتسبب في البلادة وتضعف القدرة على الاستيعاب والتركيز.

تأثير الغذاء على جسم الإنسان

إن تأثير الطعام على الصحة أمر شديد الوضوح، فالتغذية أمر هام للحفاظ على جسم الإنسان فكل عنصر يقوم بوظائف محددة في الجسم كما ذكرنا من قبل فمثلا الفيتامينات مثل فيتامين ب يعمل على زيادة التركيز والقدرة على تذكر الأحداث لأنه يقوم بدور في تغذية الأعصاب الحسية وفيتامين C يقوم هو الأخر بإنتاج الحديد في الجسم وبالتالي يحمي من فقر الدم، والكالسيوم يعمل على تقوية العظام والحفاظ على صحة الأظافر أما اللحوم والبقوليات تساهم في زيادة نمو الجسم والشعر.

خاتمة

انطلاقا من تأثير الطعام على الصحة يجب علينا أن نأخذ عهد على أنفسنا بالابتعاد عن العادات السيئة في طعامنا عن طريق تجنب الوجبات السريعة والأطعمة المعلبة والمصنعة، وأن نبدأ من الآن بإتباع حمية غذائية بسعرات حرارية مناسبة للوزن والطول والحالة الصحية، وأن نكثر من تناول الفاكهة والخضروات مع الحفاظ على النسب المتوازنة بين الوجبات اليومية وعدم إهمال وجبة أو اثنين حتى نحافظ على صحتنا ونتجنب الإصابة بالأمراض.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

Source: ts3a.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!