‘);
}

البراكين

البراكين: هي الأماكن التي تنبثق منها الصخور المنصهرة (الصهارة)، وشظايا الصخور الساخنة، والغازات الساخنة من باطن الأرض لتستقر على السطح الخارجي للقشرة الأرضية. وتوجد البراكين في المناطق التي يتوفر فيها مخزون عالٍ من الحمم، حيث تقع معظم البراكين النشطة بالقرب من هوامش الصفائح المكونة للقشرة الأرضية، كما أن نوعاً آخر من البراكين تُسمّى براكين البقع الساخنة من الأمثلة عليها بقع ماونالوا الساخنة في هاواي، والتي تصعد فوق تجمعات من الصهارة في وسط الصفيحة. وينتج عن ثوران البراكين انبثاقات مختلفة، فبعض البراكين تقذف الغازات السامة، وبعضها يقذف صخوراً مسحوقة، وأخرى تقذف سيلاً من الرماد الذي يختلط مع الأنهار أو الثلوج التي حوله لتكوين الطين المدمر الذي يسبب الانهيارات الجليدية، مما يؤدي إلى حدوث خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في العالم.[١]

كيفيّة تكوّن البركان

تتكون الكرة الأرضية من ثلاث طبقات رئيسية وهي: القشرة (بالإنجليزية: crust) التي يبلغ سمكها 7 كم تحت سطح البحر و60 كم عند اليابسة، وطبقة الوشاح أو الدثار (بالإنجليزية: mantle) والتي يبلغ سمكها 3000 كم، وطبقة اللب أو نواة الأرض (بالإنجليزية: core) والتي تتألف من معادن مختلفة. وتشكّل القشرة والجزء العلوي من الوشاح معاً طبقةً صخريةً على شكل صفائح تكتونية (بالإنجليزية: tectonic) تتركّب مثل قطع الموزاييك، وتتحرّك حركةً بطيئةً نسبياً وباستمرار. وتؤدي عوامل الضغط والحرارة المرتفعة إلى إذابة وصهر الصخور في الطبقة الصخرية المكوّنة من القشرة والجزء العلوي من الوشاح، حيث تعمل مياه المحيطات على توليد ضغط وحرارة هائلين على القشرة الأرضية (حوالي 30000 ضغط جوي، و1000 درجة مئوية)، مما يؤدي إلى صهر الصخور أعلى طبقة الوشاح لتكوين مزيج لدن يُعرف باسم الصهارة (بالإنجليزية: magma)، وتعد كثافة هذه الصهارة أقل من كثافة الصخور المحيطة بها بسبب حرارتها المرتفعة، نتيجةً لذلك ترتفع هذه الصهارة إلى الأعلى ببطء عبر طبقتي القشرة والجزء العلوي من الوشاح لتشق طريقها إلى السطح مع مرور آلاف السنين، حيث تُفلِت عند سطح الأرض غازاتها وحممها الحبيسة، وتعرف الصهارة عند وصولها إلى السطح باسم (اللابة). وتتشكّل معظم البراكين عند حدود الصفائح الأرضية المتجاورة وفي المناطق الساخنة، فعندما تتقارب صفيحتان وتتصادمان يحدث انزلاق لصفيحة تحت الأخرى، وتتعرّض لقوى دفع إلى أن تصل إلى طبقة الوشاح، حيث تبدأ حوافها بالانصهار لتتحوّل إلى صهارة تشق طريقها إلى السطح، وعندما يحدث تباعد للصفائح فإن الصهارة تجد طريقها بينهما، وتتشكّل البراكين أيضاً في مناطق البقع الساخنة والتي يرافقها ما يعرف باسم (أرخبيل).[٢]