الأحجار النفيسة هي نوع من أنواع المعادن النادرة التي تشكلت عبر ملايين السنين في جوف الأرض، وتتكون هذه المعادن بالأساس من مادة السليكا يخالطها بعض الشوائب المعدنية الأخرى، ويختلف نوع الحجر النفيس باختلاف تلك الشوائب المضافة لمادة السلكيا، وهناك العديد من أنواع الأحجار النفيسة إذ يتجاوز عددها الأربعة آلاف نوع وهذه الأحجار منها النفيس ومنها النصف نفيس ويتحدد ذلك بناء على مكوناتها الكيميائية والفيزيائية هذا إلى جانب الظروف الطبيعية التي تكونت بها تلك الأحجار، فالنظام الكريستالي الشبكي المكون لمعظم الأحجار النفيسة يكون متشابه والذي يميز حجرا نفيساً عن الآخر هو عناصر التداخل خلال التكوين الكريستالي، والأحجار النفيسة تتكون عادة من عنصرين أو أكثر إلا الماس فهو حجر أحادي التكوين حيث يتشكل من عنصر الكربون فقط.
وجدير بالذكر أن الأحجار النفيسة تتواجد في عادة في مناطق الحمى البركانية وخاصة في المناطق التي تجري بها الأنهار البركانية.
أنواع الأحجار النفيسة
الأحجار النفيسة لها الكثير من الأنواع التي يصعب حصرها ولكن أهم أنواع تلك الأحجار هي:
الياقوت
يعد حجر الياقوت من أكثر الأحجار النفيسة أهمية وندرة ولهذا فهو باهظ الثمن وله ألوان متنوعة أبرزها اللون الأحمر القاتم واللون الأحمر اللامع، ويصبح اللون أخف قتامة مع التعرض للحرارة، وتعد مدغشقر هي الدولة الأولى في إنتاج الياقوت تليها تايلاند وتنزانيا.
الماس
يأتي الماس بعد الياقوت في الندرة، ويتميز بشدة نقائه ويعد من أجمل وأثمن الأحجار النفيسة ويأتي بثلاثة ألوان رئيسية هي الأسود والأبيض والأصفر وإن كان الأبيض هو أشهر ألوانه، وقد يكون أيضاً شفافاً وبلا لون، وجدير بالذكر أن الماس كان في الأساس فح ثم تحول بفضل الزمن والضغط والحرارة الشديدة إلى ماس، ومن أجل تصنيع حالياً وحتى تتجنب المصانع سنوات انتظار طويلة حتى يتشكل يتم إخضاع الفحم لدراجات حرارة عالية جداً وظروف معينة حتى يتحول لماس.
الزمرد
يعد الزمرد من المعادن البريلية التي تتكون من سيليكات الألومنيوم وسيليكات البريليوم، واللون الأساسي والوحيد للزمرد هو اللون الأخضر وتختلف درجاته ما بين الغامق والعميق والشفاف، وعلى عكس بقية الأحجار النفسية التي تستخرج من باطن الأرض وتتكون عبر آلاف السنين؛ يتم استخراج الزمرد من المناجم الرخامية والصخرية.
السافاير
هو نوع من أنواع الأحجار النفيسة الذي يستخرج من معدن الكوروندوم الأزرق ولهذا يُطلِق عليه البعض اسم الياقوت الأزرق، ويتكون هذا الحجر النفيس بفعل الضغط الكبير والحرارة العالية.
العقيق
هو حجر نفيس من المرو المسامي ويتواجد بشكل رئيسي على هيئة طبقات في تجاويف الصخور الرسوبية، ومعظم أنواع العقيق تكون ألونها قاتمة، وتتنوع خطوطها ما بين الأبيض والرمادي والأسود، وقد تكون الخطوط صفراء أو زرقاء أو حمراء باهتة وتنجم تلك الألوان بفعل وجود الشوائب مثل أكسيد المنجنيز وأكسيد الحديد، وتختلف أنواع العقيق باختلاف أنماط خطوطها؛ فالعقيق اليماني على سبيل المثال يتميز بخطوطه المتوازية بشكل مستو أما العقيق العيني فخطوطه تأتي على شكل دوائر تنتشر من المركز وحتى الخارج، وألوان العقيق الرئيسية هي العقيق الأحمر والأصفر والأزرق.
الجمشت
هو حجر نفيس يقع ضمن مجموعة الكوارتز ويتميز باللون البنفسجي الفاتح أو الداكن ومنه ما يكون ذا لون أرجواني شفاف، ويتكون حجر الجمشت من ثاني أكسيد السيليكون، وجدير بالذكر أن الجمشت ويجد ضمن الأحجار النفسية التي تزين التاج الملكي البريطاني كما أنه كان الحجر المفضل لمعظم ملوك الفراعنة المصريين، وكانت تحبه بشدة الإمبراطورة الروسية “كاترين العظمى” حيث قامت بإرسال الآلاف من عمال التنقيب لجبال الأورال بحثاً عن الجمشت.
الفيروز
يعد الفيروز من أقدم الأحجار النفيسة على سطح الأرض ويتميز بلونه الأخضر أو الرمادي ولا يكون متبلوراً، ويتكون الفيروز بشكل أساسي من فوسفات الألومنيوم والذي يتكون بدوره بشكل رئيسي من ماء النحاس.
اللازورد
هو أحد أشهر أنواع الأحجار النفيسة التي تتكون من سيليكات الصوديوم والألومنيوم الممزوجة مع الكبريت والحديد، ويتواجد اللازورد بكثرة في إيران ويحمل اللون الأزرق الغامق كما يُطلق عليه البعض اسم العوهق.
التوباز
هو حجر نفيس يتكون من السيلكون والألومنيوم والفلور والأكسجين، وله الكثير من الألوان المختلفة مثل اللون البرتقالي واللون الذهبي والأصفر والوردي والأحمر ويتواجد التوباز بكثرة في البرازيل وناميبيا وروسيا وباكستان ونيجيريا، ويتم استخراج التوباز بشكل رئيسي من محاجر الجرانيت، ويطلق عليه البعض اسم الياقوت الأصفر.
فوائد الأحجار النفيسة
الأحجار النفيسة لها الكثير من الفوائد منذ آلاف السنين وتحديدا منذ أن عرف الإنسان البدائي تلك الأحجار منذ زهاء 40 ألف عام وقام باستخدامها في صناعة التمائم والحلي والعقود؛ حيث أسرت تلك الأحجار عقل الإنسان منذ القدم وكان يعتقد دوماً أن لها قوى خارقة للطبيعة، وجدير بالذكر أن الزمرد والماس والياقوت كانوا هم الشرارة التي أطلقت عنان التفكير لدى الإنسان في فوائد تلك الأحجار النفيسة، ولقلة الأبحاث والدراسات العلمية في ذلك الزمن البعيد فقد نسج الإنسان القديم الكثير من الأساطير حول قوة الأحجار النفيسة وقدراتها الخارقة، فالبعض ظن أنها تسيطر على الرياح والرعد والمطر والبعض الآخر اعتقد أنها تطرد العين والحسد والأفكار الشريرة، ثم جاءت الديانات السماوية وأكدت على القيمة الرفيعة لتلك الأحجار النفيسة بداية من البوذية وحتى الإسلام حيث ورد ذكر أنواع من الأحجار النفيسة في القرآن الكريم.
يُذكر أن الدراسات الحديثة تؤكد أن الأحجار النفيسة يمكن استخدامها في الطب البديل وإن كان هذا الأمر يتوقف بالأساس على مدى تقبل جسم الإنسان للعلاج ومدى دقة التوافق بين الموجات الكهرومغناطيسية التي يصدرها الجسم مع الموجات الكهرومغناطيسية التي تصدر عن الأحجار النفيسة، وبالرغم من أن تلك الأبحاث والدراسات العلمية لا زالت جارية إلا أن هناك الكثيرون الذين يؤكدون القدرات العلاجية للأحجار النفيسة وذكروا مثال حجر الكهرمان الذي يتكون من الصمغ ويُنتج من أشجار الصنوبر حيث كان يستخدمه الفراعنة المصريين والإغريق من أجل علاج التقرحات الجلدية وذلك بعد أن يتم سحقه وخلطه ببعض المواد مثل الكركم وقد أكدت دراسة علمية حديثة تم إجراءها في السويد صحة تلك الفائدة العلاجية.
مقياس الأحجار النفيسة
الأحجار النفيسة تمتلك الكثير من المواصفات التي تميزها عن تلك الأحجار النصف نفيسة أو الأحجار الغير نفيسة ويمكن تصنيف الأحجار النفيسة وفقا للصلابة أو الشفافية أو القساوة أو التركيب الكيميائي أو اللون أو البريق أو النية البلورية، وجدير بالذكر أن الأحجار النفسية عادة ما تتميز بارتفاع المواصفات السابقة فكلما علت تلك المواصفات زادت قيمة الحجر النفيس، وتجدر الإشارة إلى أن الأحجار النفيسة قد بدأ تصنيفها منذ العصور القديمة، حيث تم التمييز بين الأحجار العادية والأحجار المميزة مثل الماس والزمرد والياقوت وذلك بالاعتماد على مبدأ الشفافية فكلما كان الحجر أكثر شفافية كلما كان حجراً نفيساً ومقياس الشفافية تم اعتماده لأول مرة من قبل الإغريق، أما المصريين القدماء فقد اعتمدوا على مقياس اللون والصلابة فدرجة بريق الحجر وصلابته هي التي تعكس نوعه سواء أكان حجر نفيس أو غير ذلك.
وفي العصر الحديث يتم تحديد الأحجار النفسية من قبل علماء الجيولوجيا المتخصصين وذلك باستخدام مقاييس التركيب الكيميائي والبنية البلورية، ومن أشهر المختبرات العالمية التي تقيس الأحجار النفيسة؛ المعهد الدولي للأحجار الكريمة ومختبر تجارة الجوهرة الأمريكي والمختبر الأوروبي للأحجار الكريمة ومعهد الأحجار الكريمة والمجوهرات بتايلاند وجمعية الأحجار الكريمة باليابان.
ختاما فالأحجار النفيسة تعد من أثمن أنواع الحُلي وأكثرها ندرة، وحتى مع عدم التأكد من فوائدها الطبية فيكفي مزاياها الجمالية الكثيرة التي يمكن إنكارها بأي حال من الأحوال ولذا تتنافس النساء في اقتنائها والتزين بها هذا عطفاً على الكثير المهووسين بتجميعها كنوع من الهواية.